أضبارة الدعوى
المدعي : الحبيبة
المدعى عليه : الحبيب
متن الدعوى : المصارحة لتجديد الحب
الشاهد والمراقب : الله
الحاكم : الحبيبة
المكان: ساحة الحب
الزمان : في وقت ما ولحظة ما
المحامين : لا محامين
نص الحكم : أنت أسأت في حبك الى الحبيبة
بأتهامها بأشياء ليست فيها لهذا
قررت هيئة المحكمة وعلى رأسها الحبيبة
بأسم الحب مايلي : الحكم عليك بالأعدام رميا بالرصا
علنا
في ساحة الحب الساعة في لحظة
صدر وأفهم علنا
في نفس الحظة والتاريخ
أحضر المتهم الى ساحة الحب مع الحراسةالمشددة
و كالعادة أحضر رجل الدين لينطقه الشهادة
ويسأله عن آخر أمنياته من هذه الحياة
لقنه ما يجب أن يلقنه
ودعا له الله بالرحمة
وسأله عن أمنيته الأخيرة ماهي :
قال : المتهم أمنيتي هي
أن أرى حبيبتي وأهمس لها بكلمة واحدة
فسأله رجل الدين وكيف هذا ؟؟؟
ألم تكن هي من أدعت عليك وهي من حاكمتك وهي من
ستأمربإطلاق الرصاص عليك قال : بلا ولكن هي أمنيتي
نظر رجل الدين الى ضابط الرمي بأن يحقق له تلك
الأمنية الأخيرة
لكن ضابط الرمي أشار الى رجل الدين أن تنحى جانبا
أبتعد رجل الدين عن المتهم
وأشار ضابط الرمي الى الرماة بالرمي
أطلق الرصاص وهو يتحدث
الأولى: أنت لست ؟
والثانية
والثالثة
والرابعة
والخامسة
والسادسة
والسابعة
والثامنة
والتاسعة أقترب ضابط الرمي ليطلق عليه رصاصة الرحمة
فصاح المتهم به لا لا لا
لاتطلقيها حتى أنطقاها
فصاح بأعلى أعلى صوته
وهو يصارع سكرات الموت
أحبك
ونظر الى أتجاه الرصاصات
لعله يراى الحياة فيها بنظرة أخيرة ظاننا
بأنها ستشيح بوشاح البعد عن وجهها
ويراها لتكون آخر من يرى في حياته
ولكن الأقدار حرمته حتى من هذه
لأن السلاح الذي أطلق تلك الرصاصات كان بعيد المدى
وموجه بأشعة الحب فوق الحمراء
وما تلك التي أطلقت الرصاصات عيه إلا طيفهامن بعيد
وأطلقت عليه رصاصة الرحمة منها وهي
آخر عهده بحبها
أبتسم وقال : بورك زنادك ياحبيتي
وحين جاؤولنقله من مكانه
سقطت من ثيابه وريقة صغيرة قرؤوها
فوجدومكتوب فيها
ما يلي :
حبيبتي
كان كل رجائي ودعائي لله تعالى أن أموت بين يديك
والحمد للله تحقق
فلا تطلبي مني بعد الآن الهجر ثانية
بل كفنيني وعطريني من شذى عطرك الخاص
وواريني ثراي بيديك
ولا تنسي من عاش ومات بحبك
ودمت حبيبتي سالمة وفي أمان الله
أستودعك
كتبت في مكان ما وتاريخ ما ونفذ
الحكم بالحبيب من الحبيبة
بنجاح
في لحظ وهم وسوء ظن
ويستحضرني بيت من الشعر يقول :
ليس من مات وأستراح بميت
إنما الميت ميت الأحياء
وفارق الحياة دون أن يراها