العالم يصفق للقاضيات المصريات

قضاة العالم صفقوا للقاضيات المصريات في أمريكا
قاضية المحكمة العليا الأمريكية تشيد بسجن النساء بمصر.
واعضاء الكونجرس احترموا التجربة المصرية

تحقيق:خالد ميري
الأخبار 14/12/2007

في فيلادلفيا بأمريكا وقف 500 قاض فيدرالي امريكي ومن مختلف دول العالم يصفقون للقاضيات المصريات. ولنجاح التجربة المصرية في تولي المرأة للقضاء.
وعلي مدار اسبوعين كاملين شاركت 10 قاضيات مصريات في جولة دراسية داخل المحاكم الامريكية وفي المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للقاضيات بأمريكا.. اعضاء الكونجرس رحبوا بالقاضيات.. وناقش المؤتمر كيفية تحقيق عدالة ناجزه بتكلفة منخفضة.. واكد ان التأجيل المتكرر للدعاوي يهدر العدالة وان الحد الاقصي للفصل في قضايا الاسرة والجنايات يجب ألا يتجاوز 12 شهرا.
وقد اكدت قاضية المحكمة العليا الامريكية اعجابها بنظام سجن النساء في مصر الذي يسمح للمسجونات بالاحتفاظ بأطفالهن حتي سن عامين.. وعرضت قاضيات امريكا تجاربهن في المواءمة بين حياتهن الشخصية والعملية.. واكدن تعرضهن لكثير من الاعتداءات وهو ما لم تتعرض له قاضيات مصر بعد ترحيب المجتمع بهن.
في البداية يؤكد المستشار اسامة عطاوية مساعد وزير العدل للمتابعة والانجاز ان المستشار ممدوح مرعي وزير العدل حرص علي مشاركة 10 قاضيات مصريات في الجولة الدراسية بالولايات المتحدة الامريكية والتي استمرت علي مدار اسبوعين. وحضور المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للقاضيات بولاية فيلادلفيا والتي شارك فيها 500 قاض وقاضية من امريكا ودول العالم.. واكد عطاوية حرص وزير العدل علي مشاركة القضاة والقاضيات في الدورات التدريبية بمختلف دول العالم.
وقال ان الجولة الدراسية تم تنظيمها بالتعاون مع مشروع دعم ادارة العدالة الامريكي والوكالة الدولية للتنمية.. والهدف الاساسي من الزيارة اعلام كل دول العالم بتجربة مصر الرائدة في تعيين اول 30 قاضية.. وما حققته التجربة من نجاح علي مدار عام. والتأكيد علي ان القيادة السياسية ممثلة في الرئيس حسني مبارك وحرمه السيدة الفاضلة سوزان مبارك كان لهما الدور الاكبر في خروج التجربة للنور.
ادارة الدعوي
واكد المستشار اسامة عطاوية ان اهم الاهداف التي تحققت هي التعرف علي النظام القضائي الامريكي الفيدرالي وعلي مستوي الولايات وكيفية اختيار القضاة وتدريبهم.. والاساليب المستخدمة في المحاكم الامريكية لضمان فاعلية ادارة الدعوي خاصة القضايا التجارية ومحاكم الاسرة والتعرف علي اساليب ميكنة العمل بالمحاكم.. والقضاء علي التميز النوعي بالمحاكم الامريكية..والتعرف علي اساليب القاضيات الامريكيات في الموازنة بين حياتهن العملية والشخصية.
سجن النساء
واكدت القاضية شيرين وشاحي رئيس المحكمة بالجيزة ا ن اهم اللقاءات كانت في حفل استقبال خاص اقامته للقاضيات المصريات
القاضية الامريكية روث بدير جينسبرج بالمحكمة الدستورية العليا التي تضم 9 قضاة فقط.. والتي اكدت انها زارت مصر عام 1985 واعجبت باحتفاظ المسجونات بمصر بأطفالهن حتي سن عامين وتمنت تطبيق هذا النظام بامريكا.. واكدت القاضيات المصريات ان هذا المبدأ مستمد من الشريعة الإسلامية.. واكدن ان لمصر حضارة عمرها 6 آلاف عام، واشار المستشار عطاوية إلي ان رمز العدالة في الحضارة الفرعونية سيدة هي ماعت وان مصر مهتمة بتبادل الخبرات القضائية مع امريكا.
واشارت القاضية رانيا سناء الملك بمحكمة شمال القاهرة ان الجولة شملت لقاء بالفيديو كونفرانس لمدة 5 ساعات بين وزير العدل المستشار ممدوح مرعي و20 قاضية بمصر مع القاضيات العشر الموجودات بامريكا بحضور قاضيات امريكيات حيث تم تبادل الخبرات والاراء. واكدت ان الوفد المصري ألتقي بامريكا مع عضو الكونجرس فيل جينجري من ولاية جورجيا والذي تعرف علي دور القاضيات المصريات. كما قامت عضو الكونجرس بيتي ماكولم عن ولاية مينيسوتا بتنظيم زيارة للقاضيات المصريات داخل الكونجرس.
تصفيق عالمي
واشارت القاضية حنان دحروج بمحكمة جنوب اللقاهرة إلي انهن شاركن لمدة 3 أيام في المؤتمر السنوي ال 29 للجمعية الوطنية للقاضيات بفيلادلفيا.. حيث تم مناقشة مكافحة التميز النوعي بالمحاكم والموازنة بين المسئولية الشخصية والحياة المهنية للقاضية وكيفية ادارة قاعات الجلسات.. وكتقليد امريكي في ختام المؤتمر بتكر المتميزين قامت ماري كوين مدير مركز محاكم الولايات بأمريكا بتكريم القاضيات المصريات عن هذا العام. ليقف 500 قاض وقاضية من امريكا والارجنتين والبوسنة ونيجيريا وكوريا الجنوبية واسبانيا يصفقن لمدة 6 دقائق لقاضيات مصر.
وقالت القاضية سارة عدلي حسين بأنهن قضين يوما كاملا داخل المحكمة العليا الامريكية وحضرن جلسة بها. كما حضرن حلقة عمل بالمركز القومي لمحاكم الولايات عن معايير الجودة لقياس اداء المحاكم.
واكدت رئيس المحكمة حنان الشعراوي ان الجولة الدراسية اظهرت لقضاء امريكا والعالم وجه مصر الحضاري المشرف.. وخطوات النهوض بالمرأة في كل المجالات.. وقد اعلن قضاة وقاضيات امريكا عن الاعجاب بمستوي القاضيات المصريات مما شجع علي تبادل الخبرات والمعارف.. واكدت ان النظام القانوني الامريكي يختلف عن النظام المصري في اندماج الذمة المالية للزوجين وفقد الزوجة للقب اسرتها وفقد المرأة ملكيتها الخاصة بمجرد الزواج.
واكدت ان عضو الكونجرس بيتي مالكولم رافقتنا بنفسها في جولة الكونجرس بالمخالفة للبروتوكول. حيث استمعت لتجاربنا الشخصية في العمل.. واعربت للسفيرة فايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي عن سعادتها بلقاء قاضيات مصر.
حوار أمريكي
واشارت القاضية علا حسين بأن اهم اللقاءات كانت في مجمع المحاكم بفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.. حيث حضرنا احدي جلسات المحاكمات التي رأستها القاضية استر سلفستر.. كما شاهدنا احدث قاعات المحاكم بأمريكا بالمجمع وهي مزودة بأحدث اجهزة الكمبيوتر المدعمة بشاشات LCD وطابعات ليزر وشاشات عرض فيديو كونفرانس والمعدة للتداول في الدعاوي بسهولة. حيث يقوم كاتب الجلسة بتدوين تفاصيل الدعوي واجراءاتها.. كما يدون الادعاء والمحامون مرافعاتهم ومستنداتهم باستخدام هذه الاجهزة.. فيتمكن اطراف الدعوي من متابعة المحاكمة وتسجيل ملاحظاتهم، كما يتابع القضاء من خلالها الاجراءات ويستمعون للشهود والمحامين عبر الفيديو كونفرانس.. كما قمنا بزيارة المحكمة الابتدائية بمقاطعة بلتيمور بولاية ميريلاند والتقين بالقاضي اندريه ديفز الذي اشاد بتجربة تعيين قاضيات بمصر وشرح النظام القضائي الفيدرالي ونظام محاكم الولايات واوضح ان قضاة المحاكم الفيدرالية يتم تعيينهم مدي الحياة بترشيح الرئيس وموافقة مجلس الشيوخ.. بينما يتم انتخاب قضاة محاكم الولايات وسن التقاعد 70 سنة يختار بعدها القاضي التقاعد أو الاستمرار.. وفي نهاية الجولة بالمحكمة اجرت مجلة ميريلاند ديلي ريكورد القضائية حوارا معنا تم نشره علي 4 صفحات.
واضافت القاضية شيرين وشاحي ان الجولة كانت فرصة للمجتمع الامريكي ليتعرف علي القاضيات المصريات والصورة المشرفة للمرأة المصرية.. وكيفية تقبل المجتمع المصري لعمل المرأة قاضية.
التمييز الامريكي
واشارت القاضية سارة عدلي حسين الي انها خلال لقاء مع شيرين طاهر مساعد خاص الرئيس الامريكي وكبير مديري مجلس الأمن القومي للديمقراطية وحقوق الانسان سألتها عن سبب عدم انضمام امريكا لاتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المرأة منذ عام 1980 والتي انضمت لها مصر عام 1981 و قد ردت بانه لا يهم انضمام امريكا للاتفاقية وانما مدي تطبيقها للمساواة وعدم وجود تمييز ضد المرأة.. وقالت انها ردت عليها بان الاتفاقية منذ توقيع مصر عليها اصبحت قانونا لا يخالف إلا فيما تم التحفظ عليه لمخالفته للشريعة الاسلامية.
وقالت القاضية رانيا سناء الملك ان المؤتمر كشف عن ان القاضيات المصريات لا يختلفن أو يتخلفن عن اي قاضية امريكية.. بل ان القاضيات الامريكيات تعرضن لكثيرمن الاعتداءات وهو ما لم يحدث مع القاضيات المصريات اللاتي وجدن ترحيبا من الشعب المصري والقضاة.
اما القاضية حنان دحروج فاكدت ان الجولة جزء من البرنامج التدريبي للقاضيات.. حيث تم زيارة المحاكم الامريكية والتعرف علي النظم القضائية الامريكية لضمان فعالية ادارة الدعاوي.. كما كانت المرة الاولي التي تحضر فيها قاضيات مصريات لمؤتمر القاضيات الامريكيات.. وقالت انها ألقت كلمة القاضيات بالمؤتمر.. فاكدت ان القضاء المصري شامخ وعريق برموزه الرائعة.. وتعيين القاضيات المصريات اكمل هذه المنظومة واضاف بعدا انسانيا واجتماعيا لها. كما ان التأخير في تعيين القاضيات لم يكن سببه الدستور أو الشريعة الإسلامية بل المجتمع.
وان الحضارة المصرية تزهو بنظامها القضائي العادل المستقل. واكد المؤتمر علي الفصل بين السلطات وان القاضي لا يملك التشريع ولكنه يقوم بتطبيقه.. كما تم مناقشة مشاكل القاضيات الجدد وكيفية التغلب عليها.. كما تم عرض التجربة الديمقراطية الرائدة بمصر.
تسوية المنازعات
وخلال جلسات المؤتمر عرض ريتشارد فان دوزند كبير استشاريي ادارة المحاكم بالمركز القومي لادارة محاكم الولايات الامريكية كيفية الادارة الناجحة للدعوي.. فاكد ان هدف المحاكم حصول كل فرد علي العدالة وتسوية المنازعات القانونية وحماية المواطنين من تعسف اي فرد بالسلطة وردع السلوك الاجرامي. وفصل الاشخاص المتهمين بجرائم خطيرة عن المجتمع.
وقال ان الغرض من ادارة سير الدعوي تحقيق العدالة اولا وليس مجرد سرعة الفصل في المنازعات.. وان يتم التعامل مع المتقاضين باهتمام وبما يحفظ الكرامة وبمودة وان يتم العمل بكفاءة وسرعة وامانة. واشار الي ان ادارة المحاكم للدعاوي تضمن تجنب عدم تحقيق العدالة والحفاظ علي الاستقلال القضائي وتعزيز احترام القانون وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة وتشجيع النمو الاقتصادي والاستثمار ومكافحة الجريمة.. والعناصر الاساسية لادارة سير الدعوي هي الالتزام والقيادة واشراف المحكمة علي سير الدعوي ونظام للمتابعة والمعلومات ونظام لتوزيع الدعاوي والتدخل المبكر للمحكمة والفصل المبكر في الدعاوي وتحديد مواعيد غاية في الدقة للجلسات ومتابعة التأجيل وتجنب تراكم الدعاوي. واكد ضرورة وجود رؤية مشتركة بأن تقدم المحاكم عدالة ناجزة يسهل تحمل تكلفتها.. واكد انه يجب ان يكون الحد الاقصي للفصل في القضايا المدنية 24 شهرا والاسرة 12 شهرا والجنايات 12 شهرا والجنح 3 شهور.. مع التأكيد علي ان اي نظام قضائي لن يؤدي الغرض منه اذا سمح بالتأجيل المتكرر للدعاوي.

العالم يصفق للقاضيات المصريات 619-welldone-AbeerMahmoud