موضوع: فن اختيار شريك الحياة للكاتبRoMaNs ToP(3) الأربعاء أبريل 01, 2009 12:47 am
أولاً: شخصيات يصعب الحياة معها:
1-الشخصية البارانوية (الشكاك المتعالي) :
محور هذه الشخصية الشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع العداء والإيذاء منهم فكل الناس في نظره أشرار متآمرون. هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه في طفولته المبكرة لم يتلق الحب من مصادره الأساسية (الوالدين), لذلك لم يتعلم قانون الحب. وهو دائم الشعور بالاضطهاد والخيانة ممن حوله , وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم. ويتخذ عدوانه صورًا كثيرة منها النقد اللاذع والمستمر للآخرين, أو السخرية الجارحة منهم وفي نفس الوقت لا يتحمل أي نقد من أحد فهو لا يخطيء أبدًا (في نظر نفسه) وهو شديد الحساسية لأي شيء يخصه.
والشخص البارانوي لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير, ولذلك فالكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة, وهو يسيء تأويل كل كلمة ويبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة ويتوقع الغدر والخيانة من كل من يتعامل معهم. وهو دائم الاتهام لغيره ومها حاول الطرف الأخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه وسوء ظنه, بل إن محاولات التودد والتقرب من الآخرين تجاهه تقلقه وتزيد من شكوكه. وفي بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوة (امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها) فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل إلى ما يريده فإنه يشعر بالاستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الآخرين وينظر إليهم باحتقار.
والسؤال الآن: كيف نكتشفه في فترة التعارف أو في فترة الخطوبة ؟
نجده كثير الشك في نوايا خطيبته, يسألها كثيرًا أين ذهبت ومع من تكلمت, وماذا تقصد بكلامها, ويجعلها دائمًا في موقف المتهمة المدافعة عن نفسها, وهو شديد الحساسية تجاه أي نقد, في حين يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع. وإذا كانت فتاة نجدها شديدة الغيرة بشكل مزعج حتى من أقرب الناس شديدة الحساسية لأي كلمة أو موقف, كثيرة الشك بلا مبرر, وخطيبها في نظرها كذاب ومخادع وخائن, تعبث في أرقام الهاتف لتعرف أرقام من يتصلون به, وتتنصت على مكالماته وتعبث في أوراقه أو أجنداته أو درج مكتبه للبحث عن دلائل الخيانة. وهذه الشخصيات لا يجد الطرف الآخر أي فرصة معها للسعادة فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء.
والسمات البارانوية ربما نجدها بشكل ما في العوانس والمطلقين والمطلقات وفي الأشخاص ذوي الميول المتطرفة، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرًا صعبًا وأحيانًا مستحيلاً.
2- الشخصية النرجسية (الطاووس – المتفرد – المعجباني) :
وكلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ Narcissus ومصدرها أسطورة يونانية تقول أنه كان شابًا يونانيًا يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب, يرى نفسه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم, يعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق وبالتالي هو محور الكون, والكل يدورون حوله يؤدون له واجبات الولاء والطاعة ويهيئون له فرص النجاح والتفوق ويمتدحون صفاته المتفردة. تعرفه حين تراه فهو شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته, يتحدث عن نفسه كثيرًا وعن إنجازاته وطموحاته. مغرور إلى درجة كبيرة لا يرى أحدًا بجواره. يستخدم الآخرين لخدمة أهدافه ثم يلقي بهم بعد ذلك في سلة المهملات. ليس لديه مساحة للحب, فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أي عمق وأي دفء. يميل كثيرًا للتباهي والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من اهتمامه بجوهر الأشياء.
ربما يستطيع من خلال تقديره العالي لذاته أن يحقق نجاحات شكلية ظاهرية تدعم لديه شعوره بالتميز, ولكن الحياة معه تكون غاية في الصعوبة فهو غير قادر على منح شريكة حياته (أو شريك حياتها) أي قدر من الحب بل هو يستغل الشريك لصعود نجمه وتألقه ثم يلقيه بعد ذلك في أقرب سلة مهملات إذا وجد أنه استنفذ أغراضه.
3- الشخصية الهيسترية (الدرامية – الاستعراضية – الزائفة) :
هذه الشخصية نجدها أكثر في الفتيات والنساء عمومًا, وهي شخصية مثيرة للجدل ومحيرة وتشكل هي والشخصية السيكوباتية أهم الشخصيات التي كتبت فيهن الأشعار وعنهن الروايات. فهي شخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض, تراها غالبًا جميلة أو جذابة, تغري بالحب ولا تعطيه, تغوي ولا تشبع, تعد ولا تفي, والويل لمن يتعامل معها. تبدي حرارة عاطفية شديدة في الخارج في حين أنها من الداخل باردة عاطفيًا. تبدي إغواءًا جنسيًا يهتز له أقوى الرجال, في حين أنها تعاني من البرود الجنسي في الحقيقة, وتكره العلاقة الجنسية وتنفر منها. تعرفها من اهتمامها الشديد بمظهرها, فهي تلبس ألوانًا صارخة تجذب الأنظار مثل الأحمر الفاقع والأصفر الفاقع والأخضر الزاهي والمزركشات. وحين تتكلم تتحدث بشكل درامي وكأنها على المسرح وتبالغ في كل شيء لتجذب اهتمام مستمعيها. ولها علاقات متعددة تبدو حميمية في ظاهرها لأنها قادرة على التلويح بالحب وبالصداقة, ولكن في الحقيقة هي غير قادرة على أي منها. وفي بدايات العلاقة تراها شديدة الحماس وترفع الطرف الأخر في السماء ولكن بعد وقت قصير يفتر حماسها وتنطفيء عواطفها الوقتية الزائفة وتهبط بمن أحبته إلى سابع أرض. يتعلق بها الكثيرون لجمالها وشياكتها وأحيانًا لجاذبيتها وإغرائها, ولكنها تكون غير قادرة على حب حقيقي, وهي متقلبة وسطحية وخادعة ومخدوعة في نفس الوقت, وبالتالي فإن الحياة الزوجية معها تبدو صعبة.
وهي شخصية هشة غير ناضجة, عندما تواجه أي ضغط خارجي لا تتحمله. فتحدث لها أعراض هستيرية (إغماء- تشنج- شلل هستيري- فقد النطق- أو غيره) وذلك لجذب التعاطف والاهتمام ممن حولها وإذا لم تجد ذلك فهي تهدد بالانتحار بطريقة درامية وربما تحاوله بعد أن تكتب خطابًا رومانسيًا أو تهديديًا، كل هذا بهدف استعادة الاهتمام بها.
وهي أنانية لا تهتم إلا بنفسها, ولا تستطيع الاهتمام بزوجها أو بيتها أو أبنائها, لذلك فهي زوجة فاشلة وأم فاشلة تقضي معظم الوقت في شراء الملابس والمجوهرات والإ**سوارات وتقضي بقيته في التزين والفرجة على نفسها في المرآة واستعراض كل هذا في المناسبات والحفلات.
كذاب, مخادع, محتال, نصاب, عذب الكلام, يعطي وعودًا كثيرة, ولا يفي بأيٍ منها. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد، ولكن كل ولائه لملذاته وشهواته. يسخر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وأحيانا ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب, ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة, ويعرف ضعفهم ويستغلهم. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية, وربما يكون قد تعرض للفصل من دراسته أو من عمله أو دخل السجن بسبب قضايا نصب أو احتيال أو انتحال شخصيات, أو أنه يتعاطى المخدرات بكثرة. وهذا النموذج يعرفه أصحاب الخبرة في الحياة ولكن تنخدع به الفتيات الصغيرات, فهو ينصب الفخ لفتاة قليلة الحظ من الجمال ويوهمها بالحب, ومن خلال هذا الوهم يبتزها ويستنزفها (ماديًا أو جنسيًا), ويدفعها للصراع مع أهلها لإرغامهم على الموافقة على الزواج منه, وإذا حاولوا أن ينصحوها بالابتعاد عنه (لما يعرفونه عنه وعن أسرته من انحراف) تزداد هي عنادًا وتمسكًا به, وإذا وافق الأهل مضطرين تحت ضغط ابنتهم المخدوعة وإلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ويغدر بها, وإذا حدث وتزوجها فإنه يذيقها الأمرين بسبب نزواته وانحرافاته وفشله وعدم تقديره للمسئولية.