موضوع: الانحراف في ممارسة العبادة السبت ديسمبر 20, 2008 7:43 am
بسم الله الرحمن الرحيم
ان العبادة هي من اهم اسباب صلة العبد بربه ...لذا فقدبينها الشرع وضبطها بدقة عجيبة ..فكان من غير الجائز على الاطلاق فيما يخص العبادة الا اتباع الكتاب والسنة الصحيحة والتقيد بهما ..فلا يعبد الله الا بما شرع قال تعالى (اليوم اكملت لكم دينا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من احدث في امرنا ماليس منه فهو رد ) رواه البخاري ان الله تعالى لايريد من عباده ان يعبدوه ويتقربوا اليه فحسب ..بل يريد منهم ان يكون ذلك كما يريد هو وكما شرع هو ..لاكما نريد نحن اونحب اننا نستطيع ان نقول ان المساس بالعبادة في الاسلام قد اخذ اوجها متعددة ..وحينما نقول المساس بالعبادة ..لانعني كما جاء بها الاسلام بل ماهي عليه من ممارسات المسلمين فدخلت انحرافات في العبادة فاصبح هناك تشوه في صورة العبادة عند كثير من الناس ومنها 1-اعتقد بعض المسلمين ان الاسلام هو فقط الصلوات الخمس والصيام والحج..فغدا معنى العبادة عندهم ضيقا .فالعبادة بمفهومها الواسع كما وردت قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) واهمها التوحيد انها الطاعة لكل اوامر الله واجتناب نواهيه ..فهي الاسلام كله ...فالشعائر بالتالي ليست سوى جزء من العبادة 2-القيام بعبادات نهى عنها الشرع صراحة وحرمها بل عدها شركا ...كالحج لقبور الصالحين والنذر والاستغاثة بهم 3-الاحتفال بمناسبات دينية وايام معينة من اختراع الناس تعبدا وتقربا الى الله كالاحتفال بذكرى المولد ...وذكرى الهجرة ...وذكرى الاسراء والمعراج 4-الانحراف في فهم دور القران الكريم ..فاصبح كلام الله يتلى طلبا للبركة او للقراءة على الاموات ..لاطلبا للهداية ومنهج حياة والعمل بموجبه وتطبيق احكامه 5-اصبحت العبادات عادات لاتبعث على التقوى اذلم تعد العبادة تؤدي دورها ..وكما هو معلوم فان العبادة في شرع الله وسيلة لتهذيب النفوس وبعث اليقظة في الضمائر ..وتجربة روحية متجددة قال تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ولكنها انقلبت الى عادة ورسوم شاحبة ذات حركات شكلية فاقدة لروحها وهدفها 6-لقد كانت مساهمة الصوفية في تحريف مفاهيم العبادة في الاسلام اكثر من غيرهم ...فان بعض الصوفية ينشغل بالعبادة ويتركون سائر الاشغال ..فهؤلاء باعطائهم العبادة اكثر مما تستحق وعلى حساب الامور الاخرى ساهموا في تحريف مفهوم العبادة في الاسلام ....ولقد فرض كثير منهم على انفسهم وعلى اتباعهم اوردا واذكارا من عندهم لم ترد في الكتاب او السنة .وجعلوها على قدم المساواة مع عبادات الاسلام بل في منزلة اهم ...وقد زعموا ان عبادة الله يجب ان تكون دون رجاء مثوبة اوخوف عقوبة كقول رابعة العدوية ....والله ماعبدتك خوفا من نارك ولاطمعا في جنتك ...وهذا تحريف ظاهر لنصوص القران التي تؤكد خلاف ذلك قال تعالى (انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ..وكانوا لنا خاشعين ) ان لكثير من المتصوفة منهجهم الخاص بهم في تزكية النفس غير نهج الكتاب والسنة الصحيحة ..الامر الذي ادى الى ادخال عبادات جديدة في الاسلام ..وليس هذا سوى اتهام غير مباشر وغير صريح للشريعة بانها ناقصة لاتفي بحاجات تزكية النفس ..ومن هنا جاء اختراعهم لمصطلح الحقيقة وزعموا انها الاصل ونظرا لاعتقاد بعض فرق الصوفية بوحدة الخالق والمخلوق ..فقد قاموا باسقاط التكاليف الشرعية عن انفسهم وادخلوا عبادات جديدة ..من ذلك ما زعمه الحلاج ان من بنى بيتا وصام اياما ثم طاف عريانا اغناه عن الحج ..فهدم بذلك احد اركان الاسلام كما ان كثير من الصوفية يمارس افعالا تعبدية تخالف الشريعة ..من الرقص وضرب الدف ونعيق المزامير وغيرها من الامور التي حرمها الاسلام حتى خارج العبادة وان اخردعوانا الحمد لله رب العالمين