موسى: الديمقراطية ليست صندوق انتخابات فقط موسي: الموضوع مش تغيير رئيس الوزارة ولكن لابد من وجود وزارة حقيقية لها سلطات
أكد عمرو موسى أنه يؤيد وجود نظام رئاسي برلماني، مشددًا على أن النظام
السابق لم يكن نظامًا رئاسيًّا بل نظامًا ديكتاتوريًّا؛ فقد كان الرئيس
فوق الدستور والبرلمان.
وأشار إلى أن الوضع السياسي في مصر الآن
يوضح أنه لن يكون هناك أغلبية في البرلمان القادم، لذا فهو ينادى بوجود
جكم رئاسي برلماني مستقر لفترة السنوات الأربع القادمة على الأقل.
وطلب
موسى من المتظاهرين ومن الشعب المصري إعطاء فرصة حقيقية لحكومة الدكتور
عصام شرف -رئيس مجلس الوزراء- خاصة بعد أن منحت حرية وسلطات حقيقية؛ موضحا
أن الثورة قامت في وقت دقيق للغاية، وجاءت نتيجة لكثرة الضغط على الشعب.
وأكد موسى أن الديمقراطية الحقيقية ليست صندوق انتخاب فقط؛ ولكن حقوق الإنسان في كل وقت.
ورد
عمرو موسى -من خلال برنامج "مصر في أسبوع"- على الاتهامات الموجهة إليه
(بكونه جزءًا من النظام السابق) بأن العديد من المسئولين الشرفاء السابقين
كانوا يحاولون تحسين الوضع، وهو من ضمنهم.. إلا أنهم لم يستطيعوا نتيجة
لتواجد تراجع في جميع نواحي الحياة؛ سواء في الصحة أو التعليم أو غيرهما
قائلا: " كان من الممكن أن أستقيل وأقوم بعمل فرقعة إعلامية، ولكني لست من
هؤلاء الأشخاص".
التغيير الوزاري القادم وترشيح البرادعي رئيسًا للحكومة
وعن
توقعاته ورأيه في التغيير الوزاري القادم؛ صرح موسى قائلا: "الموضوع مش
تغيير رئيس الوزارة، ولكن لا بد من وجود وزارة حقيقية لها سلطات".
أحداث ميدان التحرير
أكد
موسى أنه يؤيد مبدأ حرية التعبير عن الرأي والاعتصام، وأنه حق مكفول
للجميع بشرط ألا يتعارض مع مصالح المواطنين، مشددا على أن من قاموا بغلق
المجمع وهددوا بغلق مجرى قناة السويس وغيره من المصالح هم ليسوا من شباب
الثورة؛ ولكنهم مجموعات أخرى تسعى لتشويه شباب الثورة الحقيقين.
وأضاف
أنه لابد من العمل على إعادة بناء مصر مرة أخرى، وذلك لن يتحقق إلا من
خلال وجود استقرار لتحريك عجلة الإنتاج وتشجيع الاستثمارات.
لماذا ترى نفسك مرشحًا مناسبًا لرئاسة الجمهورية
وردًا
على سؤال حول كونه كبيرا فى السن على الرئاسة؛ أوضح موسى أن سنه الكبير
هذا يساوى فى نظره خبرة أكبر، وأضاف: "أنا قلت في وضع مثل وضعي لا بد أن
تكون الفترة الزمنية للرئاسة فترة واحدة فقط؛ أي 4 سنين لا غير" .
واستطرد: "في تصوري أرى أني أستطيع أن أخدم البلد؛ لما لي من خبرة واتصالات واسعة اكتسبتها من خلال عملي".
برنامجه الانتخابي
يرى عمرو موسى أن هناك مجموعة من الأسس التي تعمل على إصلاح المجتمع
المصري، ومن أهمها التنمية، وقال: "لا بد لأي رئيس قادم أن يتخذ خطوات
سريعة في أول 100 يوم في رئاسته؛ لعلاج الفساد، أهمها إلغاء قانون الطوارئ
وأن يعمل على تحقيق الراحة للشعب، وحصوله على حقوقهم وذلك من خلال تنفيذ
أحكام القضاء".
وأضاف: "على أي رئيس قادم أن يحول مصر إلى ورشة عمل
لفتح جميع الملفات التي تحتاج لإصلاح؛ كالتعليم والصحة وغيرها من
الملفات.. على أن يكون لهذه الورشة جدول زمني محدد تعمل وفقا له".
الدستور أوّلاً أم الانتخابات أولا
أكد
موسى أنه لابد من الناحية النظرية أن نقوم أولا بوضع دستور جديد للبلاد،
ولكن عندما ننزل إلى أرض الواقع والظروف الحالية للبلد فإنه لابد من إجراء
الانتخابات في البداية؛ وذلك لضرورة وجود سلطة برلمانية ووعي شعبي كافٍ
لحماية الدستور، قائلا: "نحن لسنا جاهزين أمنيا حتى لحراسة الانتخابات
السليمة الحقوقية؛ لذا أفضّل إجراء الانتخابات الرئاسية أوّلاً حتى
يَسْهُل حمايتها وتكون بمثابة التجربة لقدراتنا الأمنية".
وشدد
موسى على أنه يرفض تماما الإشراف الدولي على الانتخابات، ولكنه يرحب بوجود
تواجد دولي لمتابعة العملية الانتخابية ونقلها للعالم أجمع.
القضايا الداخلية
وعن أهم
القضايا الداخلية التي إذا فاز برئاسة الجمهورية سيبدأ بالعمل على
إصلاحها؛ قال موسى إن المحليات والعشوائيات هما الأساس الذي تُبنى عليه
العملية الديمقراطية، ويجب أن نعتني بهما أكثر حتى من البرلمان القادم.
وأضاف
موضحًا: "لو عالجنا الفقر والفساد فستنتهي العشوائيات تماما، ولكن ليس
الحل في طردهم من بيوتهم؛ بل العمل على توفير بديل آخر لهم، ولا بد من
الاهتمام بالمدن المصرية كافة وخاصة العواصم الكبرى كالقاهرة والإسكندرية
وغيرهما".
الثورات الأخرى في الدول العريبة
استنكر
عمرو موسى ما يحدث في ليبيا من ضرب وقذف للمتظاهرين، مشيرا إلى أنه تلقى
محادثة من رئيس إحدى الدول الأوروبية التي قال له فيها بالنص: "القذافي
يتعجب مما يحدث فى ليبيا، ويقول: الشعب يقدّسني، وما يحدث هو من قلة
وبتدخل من الخارج"!
واكد موسى في الوقت نفسه رفض الجامعة العربية
لما يحدث في ليبيا، وأنها قامت بتعليق مشاركة ليبيا في الجامعة لرفضها ضب
المتظاهرين بالصواريخ.
وأوضح موسى أن نجاح الثورة في مصر يعني أن الشرق الأوسط كله سيتغير؛ سواء بثورات أو إصلاحات.
القضية الفلسطينية والضغوط الدولية التي تواجهها مصر في الفترة الحالية
شدد
عمرو موسى على أن مصر تواجه الآن العديد من الضغوط الدولية، والتي كانت
تمارَس عليها من قبل، وأكبر دليل على ذلك هو القضية الفلسطينية، والتى
تشهد تراجعًا منذ مايقرب من 3 سنوات مضت؛ نتيجة لتراجع الدور المصري.
وعبر
موسى عن آمال الشعب المصري أجمع في ألا تحدث أي حروب في الفترة الحالية مع
إسرائيل أو غيرها، وأن الشعب يريد السلام.. ولكن لا بد من أن يكون هذ
السلام محترما من الطرفين؛ موضحا أن إسرائيل لا تفهم ذلك، وتريد أن تنفذ
ما تريد فقط قائلا: "إسرائيل غير مستعدة للسلام بهذا الشكل، وليست مستعدة
لإقرار حق الفلسطينيين في دولة حقيقية عاصمتها القدس، ولا بد من إجبارها
على قبول تسوية عادلة، وهذا لن يتحقق إلا في وجود شعب فلسطيني يقف صفًّا
واحدًا، ووجود موقف عربي صامد".
كلمة لشرف وللمجلس العسكري
وفي نهاية حديثه وجه موسى كلمة إلى المجلس العسكري قائلا: "أتمنى
للمجلس العسكري التوفيق، ومصر لا تحتاج إلى تأجيل العملية الديمقراطية،
ومصر شاكرة له لحماية الثورة وإدارة الأمور في مثل هذا الوقت الحساس".
ثم
وجه كلمة إلى الدكتور عصام شرف -رئيس مجلس الوزراء- قائلا: "أتمنى أن
تُوفّقَ في تشكيل حكومة جديدة فاعلة وتستطيع تحمل المسئولية".
وكانت
كلمته الأخيرة موجهة إلى القوى السياسية والشباب؛ عندما قال: "نحن في قارب
واحد، ولا يصح أن نتحدث عن انقسام ولا عن عمالة ولا خيانة؛ فالشعب المصري
أمامه مسئولية تاريخية كبيرة، لو فشلنا فيها فستحدث فوضى! لذا فليس أمامنا
إلا النجاح، وهو يتطلب الهدوء والبعد عن التهديد بإيقاف الخدمات، وأن نشعر
جميعا بأن المجتمع لا يستطيع أن يتحمل تعطيل مصالحه.. وأنا أثق بأننا سوف
ننجح."