أنا مطلقة وهو متزوج وأب!! لا أرغب في خراب بيته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا يا
صديقتي تزوجتُ رجلاً تزوج قبلي ثلاثًا ثم طلقني. وأنا الآن في مشكلة
حقيقية، وتعودت دائما عندما أواجه مشكلة أن أبعث إليكم حتى تعطوني
مشورتكم..
المشكلة أن لي صديقة تعمل في أحد المعاهد الخاصة.. وقبل
زواجي -وكنت في حكم المخطوبة وقتها- ذهبت في رحلة تابعة للمعهد، وكان معي
صديقتي والشخص الذى تزوجته بعد ذلك والذي هو الآن طليقي.. رآنى زميل صديقتي
في ذلك اليوم وأعجب بي كثيرًا ولكن عندما علم أني مخطوبة لم يصرح بمشاعره،
وكلانا بعد ذلك اتجه إلى طريقه وهو تزوج أيضًا.
وبعد طلاقي بدأت أذهب إلى صديقتي لأزورها
وأنا لا أعلم شيئًا.. وبدأ زميل صديقتي القديم يسألها عني، وعلم بأنني
طُلقت، وبدأ يصرح لصديقتي بأنه معجب بي من أول يوم رآني، ولكن خطوبتي هي
التي منعته التعبير عن إعجابه بي، وأنا لا أعلم شيئًا..
وبدأت أزور
صديقتي وهو يحضر للجلوس معي وأنا لا أخفي عنكِ أنني لم أضع في بالي شيئًا،
وبدأ يصرّح لصديقتي بأنه يحبني وأنه يرغب في الزواج. وبدأ يا سيدتي يتحدث
معي ويحاول بكل الطرق أن يفهمني أنه يحبني.. وبدأت أشعر معه بإحساس غريب!
وخلال فترة وجيزة جداً صرح لي أنا شخصياً بأنه يحبني وبأنه أول مرة يحب
لأن الحب لم يصادفه، حتى زوجته تزوجها زواج صالونات. وأفهمني كيف أنه مختلف
معها وأنه لا يحبها وبأنه مستمر من أجل أولاده، وأنا لا أخفي عنكِ أنني
أحببته أنا أيضًا، وبدأت أشعر بأن حياتي من غيره كئيبة؛ فأنا تعودت على
اتصاله بي واهتمامه، بعدما كانت حياتي مظلمة جافة لا يوجد بها سوى الجروج
والألم، ولكن..
هو متزوج، وأب لولد وبنت.. ماذا أفعل؟ على
الرغم من أنه أكد لي أنه لا يرغب في الاستمرار مع زوجته، وذلك لاحتدام
المشكلات بينهما ولأنه يحبني أنا..
لكن ضميري لا يسمح لي بأن أهدم
حياتها على الرغم من تأكيده لي أن حياتهما من قبلي ضائعة وأني أنا التي
أعدتُ للحياة طعمها بعد يأسه من الحياة؛ فأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل..
أستمر في ذلك الحب؟ (مع العلم بأنني حاولت البعد ولكن لم أستطع) وتأكيده هو
أيضا لي بأنه لا يستطيع البعد عني؛ فماذا أفعل؟
أنا لا أرغب في خراب بيته، ولا جرح قلبه وقلبي؛ فماذا أفعل؟ بالله عليكِ
أن تخبريني ماذا أفعل.. ولكن لا تنسيْ أن قلبي مجروح بعد الزواج الأول
وبأنى عشت ما يقرب من عامين وقلبي في حزن لم يرَ الفرح خلالهما، وبدأت أنسى
تجربتي الأليمة مع هذا الشخص الذي أعطاني الحب والاهتمام.
Or.or نرحب بكِ دائما وندعو لك بالانتصار على كل المشكلات، وأن تتعلمي منها الخبرات الذكية التي تفيدك في الدين والدنيا.
وأؤكد لك أنني تعاطفت معكِ بشدة وأوجعني كثيرًا قولكِ إن قلبكِ مجروح
ولم ير الفرح خلال العامين إلا مع هذا الشخص الذي أعطاك الحب والاهتمام..
وهو ما أثار خوفي البالغ عليك؛ لأنني أخاف أن يقوم هذا الشخص بإيذائك
بجرح أشد إيلامًا من تجربتك السابقة.. حماكِ ربي وكتب لك النجاة من أي ألم.
وأتفهم جيدا اعتيادك على اتصاله بكِ، وفرحتك باهتمامه.. مما منحك شعورا
رائعا بأن هناك من يحرص على الاقتراب منكِ كأنثى، وتعاملت مع هذا الاهتمام
وكأنه الدواء الذي يعالج جروحك وآلامك من تجربتك السابقة، وتناسيت أن:
الدواء إن لم يكن مناسبا للجروح فإنه سيتسبب في مضاعفتها، ليتركها في حالة أسوأ من التي كانت عليها قبل استخدامنا لهذا الدواء..
وأننا يجب أن نتأكد من صلاحية الدواء قبل المسارعة باستخدامه، وأنه ليس
فاسدا ولا له آثار جانبية ضارة للغاية ومزمنة تفوق الآثار الجيدة المؤقتة.
وأقصد بذلك أنني -وبكل أمانة- لا أرى أي مستقبل يبشر بالخير في هذه
العلاقة، وقد احترمت كثيرًا قولكِ إنك لا تريدين خراب بيته، ودعوت لك
بالخير من كل قلبي..
كما أسعدني قولك إنك لا تريدن جرح قلبه ولا قلبك. وأطمئنك إلى أن قلبه
لن يتأثر، فهو لديه زوجته وطفلان، ويبحث عن "مُكمِّل" عاطفي -إن جاز
التعبير- أو مرطب "مجاني" لبعض الجفاف في حياته -إن كان صادقا- أو للمزيد
من الشعور بالمتعة والإثارة العاطفية واستغلال ظروفك -إن كان كاذبا-
وأصارحك بأنني أميل إلى عدم تصديقه..
فقد عايشتُ تجارب مماثلة، أسهب فيها الزوج في الشكوى من سوء علاقته
بزوجته واضطراره للعيش معها من أجل الأبناء، والحقيقة أن هذا كذب بشع، فإذا
كان الرجل غير سعيد مع زوجته فلماذا أنجب منها أول طفل؟ ولماذا واصل
الإنجاب منها؟ أليس ذلك مؤشرا حقيقيا على رغبته في الاستمرار معها؟! وأنه
يزيد من الروابط التي تربطه بها..
ثم اسمحي لي بأن أسألكِ بكل الود والاحترام: لقد أخبركِ بأنه يستمر معها
من أجل الأطفال، وبعد ذلك أخبرك بأنه لا يرغب في الاستمرار لاحتدام
المشكلات، ألا ترين تناقضا في ذلك؟
والحقيقة أنني لا أرحب بالزواج من رجل متزوج؛ لأنه "غالبا" ما يتخلى عن
الزوجة الجديدة بأسرع مما تتخيل بمجرد علم الزوجة الأولى، بدعوى أنه لا
يستطيع التفريط في أولاده، وأنها ستقوم بحرمانه منهم، وما شابه ذلك من
أكاذيب سخيفة يبرر بها للزوجة الثانية غدره وإيذاءه لها..
وأتمنى أن تتذكري أنه يبالغ في اهتمامه بك، ومحاصرتك والاتصال بك ليقوم
باستدراجك إلى علاقة عاطفية، ليتم استغلالك فيما بعد جسديا، وأرجو ألا
تقومي بتقديم أي تنازل عاطفي ولا جسدي حتى لا تخسري دينيًّا ولا دنيويا،
والأولى معروفة بالطبع، والثانية لأنه سيستهين بكِ ويحصل على أقصى ما يمكنه
الحصول عليه منكِ ثم يتركك فيما بعد..
صدقيني، أنا لا أريد إيلامكِ وأحترم مشاعرك كثيرا، لكن واجبي يحتم عليّ
الحديث ومصارحتك بهذه الحقائق، وأتمنى ألا تنظري إليه بمرآة الحب العمياء،
فالحب الذكي تكون مرآته مبصرة ويتدخل العقل لحماية القلب من الجروح
القاتلة..
وأصارحك بأنك لا تحبينه بقدر ما تحبين الحالة التي تعيشين فيها معه
وشعورك باهتمامه بكِ؛ مما منحك الشعور بالفرح بأنك مرغوبة من الجنس الآخر..
وأتمنى التأكد من جديته وحسن أخلاقه، أي استعداده الحقيقي للزواج وإخبار
زوجته الأولى بذلك، وإعطائك حقوقك المعنوية والمادية كافة.. فبغير ذلك
ستكونين مجرد نزوة عابرة في حياته يجدد بها شبابه العاطفي ويعود بعدها إلى
زوجته ليعوضها عن ابتعاده عنها أثناء زواجه بك، كما حدث في حالات مشابهة
عايشتها بنفسي، وأدعو لكِ بحماية نفسك من هذا المصير التعِس الذي أوجعني
كثيرا عندما عايشته -عن قرب- في حالات كثيرة لمطلقات أقمن علاقات مع رجال
متزوجين، وسارعوا هم بالتحلص منهن فور علم الزوجات الأوليات..
كما أود التأكد من قدرته المادية على الزواج ومن استعدادك الحقيقي
لتكوني زوجة ثانية، ومن تحملك لوجود زوجته الأولى في حياته ومن عدم غيرتكِ
منها.. وأتمنى أن تتنبهي إلى أن اهتمامه بكِ سيتناقص بعد الزواج لحدوث
مشكلات مع زوجته بسبب زواجه، وحتى إذا طلقها فستكون هناك بعض المشكلات
لوجود أطفال بينهما، ولا تتوقعي استمرار حالة الحب الوردية بعد الزواج -إن
حدث- حتى لا تُصدَمي بعده.
وأتفهم جيدا أنكِ حاولت الابتعاد ولم تستطيعي، وأصدق ذلك أيضا، وأبشّرك
بأن بإمكانك الابتعاد متى توقفتِ عن الربط بينه وبين السعادة، والتعامل معه
على أنه فرصتك الوحيدة الوحيدة -وربما الأخيرة- في الحب والزواج.
وأريدكِ أن تقولي لنفسك: "هذا ليس حبيبا، بل عدو يتنكر في صورة الحبيب
المخلص. ولو كان حبيبًا لأتى إلى أسرتي ليتقدم للزواج. ولا يكفي أن يقول
إنه يرغب في الزواج حتى أمنحه مشاعري، فلابد أن يقوم بترجمة هذه الرغبة إلى
واقع ملموس، أحصل فيه على حقوقي كافة. وإن لم يفعل، فلا بد من المسارعة
بطرده وعدم السماح لأي رجل بالتسلل إلى قلبي ليؤذيه، فهو مثل الحلوى
الملوثة، غلافها جميل ومذاقها حلو، ولكنها ممتلئة بالسموم القاتلة".
اقرئي الرد كثيرًا بعقلك وقلبك معًا، ولا تسمحي لقلبك بإيذائك. وإذا
تأكدتِ من عدم جديته فاقفزي بعيدًا عنه، وسارعي بتغيير رقم هاتفك المحمول
وبريدك الإلكتروني، ولا تذهبي إلى صديقتك في مكان عملها ولا أي مكان قد
يتواجد فيه حتى لا تضعفي، وتذكري أنك المسئولة الوحيدة عن حماية قلبك، وأنه
يكفيك جرحك السابق، وتذكري أن طليقك قام بحصارك بالاهتمام، وثبت أنه لم
يستحق حبك، فلا تكرري ذلك!
وتابعينا بأخبارك لنطمئن عليك، وفقكِ ربي وكتب لك النجاة والسعادة دائما.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا