حيفا - نايف زيداني، دبي - العربية.نت
في الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين الأحد 15-5-2011،
اندلعت مواجهات هي الأعنف منذ 43 عاماً على أكثر من جبهة بين الجيش
الإسرائيلي والمتظاهرين العزل، مما أدى لسقوط 12 قتيلاً على الأقل، فضلا عن
عشرات الجرحى في هضبة الجولان المحتلة، وفي مارون الرأس على الحدود
اللبنانية الإسرائيلية.
وفي هضبة الجولان، عاد نحو 150 فلسطينيا الى سوريا بعدما أمضوا ساعات داخل
بلدة مجدل شمس, بعد أن تجاوز المئات منهم السياج الحدودي، ما أدى لمقتل
عشرة منهم وإصابة العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي.
واعتقلت الشرطة الاسرائلية أحد المتظاهرين الفلسطنين من سوريا داخل سيارة
أجرة بينما كان يحاول مغادرة مجدل شمس في الجولان واحتجزته للتحقيق.
وتقرر ابقاء نقاط التفتيش على مدخل الجولان خشية وجود المزيد ممن وصفتهم الشرطة بالمتسللين.
وعلى الحدود
اللبنانية، قتل عشرة أشخاص وأصيب 112 آخرون بجروح في إطلاق نار إسرائيلي
خلال تظاهرة تخللها رشق للجانب الإسرائيلي من الحدود بالحجارة، في الذكرى
الثالثة والستين لنكبة فلسطين.
وعند الحدود بين إسرائيل وسوريا، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على
فلسطينيين قادمين من سوريا اخترقوا الحدود بينها وبين هضبة الجولان المحتلة
في ذكرى النكبة، وفق مصادر أمنية إسرائيلية.
وتحدثت مصادر طبية في الجولان عن مقتل متظاهرين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح بالغة.
ومن جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان إصابة عشرات المتظاهرين القادمين
من سوريا والذين دخلوا هضبة الجولان المحتلة، مقدرا عدد المشاركين في هذه
التظاهرة بـ"الآلاف".
فيما جرت اشتباكات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي قرب معبر قلندية.
مظاهرة لإحياء ذكرى النكبة في رام الله
الجيش الإسرائيلي الذي قام
بالانتشار في مدخل المخيم منذ ساعات الصباح الأولى منع الفلسطينيين من
اجتياز معبر قلنديا والزحف نحو مدينة القدس, وقام بإطلاق الرصاص المطاطي
وقنابل الغاز ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.
أما على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فقام الجيش الإسرائيلي بفتح النيران
على مئات اللبنانيين لمنعهم من الوصول إلى الشريط الحدودي بعد مسيرة مارون
الراس ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابة العشرات. وقد حملت حكومة نتنياهو الرئيس
السوري بشار الأسد مسؤولية ما حصل.
وعلى الجانب السوري قام الجيش الاسرائيلي بمنع آلاف السوريين- معظمهم من
اللاجئين الفلسطينيين- الذين وصلوا الى منطقة القنيطرة بتلة الصيحات على
جانبي الحدود، قام بمنعهم من التسلل إلى هضبة الجولان المحتلة خلال
احتجاجات بمناسبة ذكرى النكبة.
الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي على فلسطينيين قال إنهم اقتحموا السياج
الحدودي ما أدى إلى مقتل عدد منهم فيما تمكن عشرات المتظاهرين من اجتياز
السياج الحدودي إلى بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان.
اسرائيل نشرت تعزيزات عسكرية على الحدود السورية
وكانت الشرطة الإسرائيلية نشرت عدة آلاف من عناصرها في القدس الشرقية و"المناطق الحساسة" في إسرائيل بمناسبة الذكرى الـ63 للنكبة.
"العربية.نت" مع المتظاهرين متظاهرون يرشقون الدوريات الاسرائيلية بالحجارة
وتحدثت "العربية.نت" إلى عدد
من الشبان الفلسطينيين، الذين أعربوا عن رغبتهم الشديدة بالبقاء، واعتبروا
تجاوز الحدود انجازا كبيراً، وخطوة أولى على طريق العودة إلى فلسطين.
وقال واصل محمود علولة، من مخيم اليرموك في حديث لـ "العربية.نت" إنه عندما
وجد نفسه على مرمى من الحدود المؤدية إلى وطنه الأم لم يتمالك أعصابه
ونفسه، وهذا ما حدث مع كل من حاول اختراق الحدود، فانفعل المحتشدون على
الحدود وخطوا أولى خطواتهم نحو العودة.
وأوضح أنهم لم يكونوا ينوون اختراق الحدود، وأن ما حدث كان تلقائيا وطبيعيا
وهو تلبية لنداء فلسطين التي تنتظر عودة أهلها إليها، ويجب أن يكون شعار
الفلسطينيين أينما كانوا إما النصر وإما الشهادة، على حد قوله.
من جهته قال ثائر عادل حميد لـ "العربية.نت" إن اللاجئين حتما سيعودون إلى
فلسطين "سنكمل طريق آبائنا وأجدادنا، والدماء التي سالت اليوم على الحدود
لن تذهب أدراج الرياح ولن تكون هباء".
الجيش الاسرائيلي قتل 4 متظاهرين في مجدل شمس
محمود أبو سويد، قال "إن
رسالتنا وصلت وهي أن العودة ممكنة، فالدخول إلى الجولان المحتل لم يكن
صعبا، فهي الإرادة التي تحطم كل القيود وكل الحدود".
أما محسن مرعي فأعرب عن رغبته الشديدة بالبقاء وعدم المغادرة، لكنه وعد بأنه حتما سيعود.
وكان الشبان الذين تحدثوا لـ "العربية.نت" أكدوا أن المصادمات مع الجيش
الإسرائيلي لن تمنعهم من السعي لاختراق الحدود من جديد حتى جلاء الاحتلال.
أحد شيوخ بلدة مجدل شمس، ذكر لـ "العربية.نت"، أن أهالي البلدة استقبلت
الشبان الفلسطينيين استقبال الأبطال الفاتحين، ومنذ لحظة اختراقهم للحدود
سعت البلدة بكاملها لحمايتهم من الجنود الإسرائيليين، خشية أن يقوم الجنود
بالتعرض لهم واعتقالهم أو إطلاق النيران عليهم.
نقل مصاب برصاص اسرائيلي على حدود غزة
وتطغى على ذكرى النكبة هذا
العام وفاة فتى فلسطيني أمس السبت متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات وقعت
الجمعة في القدس الشرقية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، مما يثير
مخاوف من احتمال حدوث تصعيد.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس
"حشدنا الآلاف من عناصر الشرطة الذين انتشروا في المناطق الحساسة وخصوصا في
القدس الشرقية ومنطقة وادى عارة" وهي منطقة في الجليل شمال إسرائيل تقطنها
غالبية عربية.
اسرائيل اعتقلت اكثر من 60 فلسطينيا منذ الجمعة
وأضاف "وضعنا عناصرنا في حالة تأهب قصوى من أجل السماح بحصول التظاهرات إلا أننا لن نتساهل مع أي خرق للنظام العام".
وأوضح روزنفيلد أن 8 من عناصر الشرطة الإسرائيلية أصيبوا السبت في مواجهات
مع متظاهرين في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967، مضيفا
أن الشرطة اعتقلت على الإثر 13 فلسطينيا.
وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين المعتقلين منذ الجمعة الى أكثر من 60 شخصا.
واندلعت التظاهرات بعد أن توفي الفتى الفلسطيني ميلاد سعيد عياش (16 عاما)
السبت بعد إصابته بجروح في معدته الجمعة خلال اشتباكات مع القوات
الإسرائيلية في حي سلوان الفلسطيني.
إصابة أحد الجنود الإسرائيليين في الجولان
وفرض الجيش الإسرائيلي السبت
طوقا أمنيا مشددا على الضفة الغربية المحتلة اعتبارا من منتصف الليل (21,00
تغ) وحتى منتصف ليل الأحد خشية وقوع أعمال عنف لمناسبة ذكرى النكبة.
وخلال هذه الساعات ال24، سيمنع على الفلسطينيين دخول إسرائيل "باستثناء
الحالات الإنسانية والأشخاص الذين يستوجب وضعهم تحت المعالجة الطبية" بحسب
متحدث عسكري إسرائيلي.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية للإذاعة العامة الإسرائيلية
الأحد إن قواته تعمل "بالتنسيق مع القوى الأمنية التابعة للسلطة
الفلسطينية" من أجل إبقاء الوضع تحت السيطرة.
وكانت ميليشيات يهودية أجبرت قبل 63 سنة أكثر من 760 ألف فلسطيني على ترك
منازلهم في فلسطين، ليبلغ عدد هؤلاء اللاجئين في الوقت الراهن مع أحفادهم
4,8 ملايين شخص يتوزع القسم الأكبر منهم بين الأردن وسوريا ولبنان والأراضي
الفلسطينية.