كرويات.. مخطط الموساد الإسرائيلي لإسقاط النادي الأهلي!! بفتح الملف الأهلاوي الإسرائيلي نجد أن القصة بدأت في عام 1943
العقلية اليهودية الماكرة تحتاج منّا أن ندرسها بشكل أكثر وأبعد وأعمق؛
لاستكشاف غوائرها والوقوف على ألاعيبها، حتى نعرف كيف نتصرّف معها، ونستبق
مخططاتها الشيطانية التي كانت آخرها وضع يدها القذرة في حوض النيل الصافي.
الغريب
أن المخططات الإسرائيلية لا تقف أمام شيء، وتأخذ كل شيء باهتمام الصغير
قبل الكبير، وكانت آخر اهتماماتها رياضية، وخاصة بالنادي الأهلي نادي القرن
صاحب الشعبية الخرافية بين أندية الشرق الأوسط وإفريقيا.
هذا ما
رصده الزميلان في الأخبار محمد جابر، ومحمود سعيد في تقريرهما، الذي جذب
الأنظار، واستحقّ أن يكون الأروع خلال هذا الأسبوع، برغم انشغال الجماهير
بالصراع المشتعل على قمة وقاع الدوري العام.
ويقول التقرير: "لم يكن
فتح ناري برنر -الكاتب الرياضي الإسرائيلي- النار على النادي الأهلي في
صحيفة يديعوت أحرونوت وليد هذه اللحظات؛ حيث إن الصحافة الإسرائيلية منذ
سنين طويلة تشنّ هجوما على النادي، وكان آخر هذا الهجوم المقالة الأخيرة
لبرنر والتي أثارت جدلا واسعا؛ حيث وصف برنر الأهلي بنادي العهد البائن،
وأنه كان مستفيداً من وجود النظام الذي سقط تحت أقدام ثورة 25 يناير، وأنه
مثلما خرج بنو إسرائيل من مصر على يد النبي موسى عليه السلام في عهد
الفراعنة، خرجت كذلك كرة القدم المصرية من العبودية إلى الحرية بعد الرئيس
السابق حسني مبارك".
وأضاف برنر أن الثورة المصرية قلبت موازين كل
شيء حتى في مجال الرياضة؛ إذ تراجعت شعبية النادي الأهلي، والذي كان في عهد
الرئيس السابق حسني مبارك النادي الشعبي الأوّل؛ ليس في مصر فقط بل في
إفريقيا أيضا.
وزعم الكاتب الصهيوني أن النادي الأهلي كان يُلقّب في
عهد مبارك بـ"النادي القومي"؛ حيث إن قميص المنتخب المصري ذات اللون
الأحمر هو ذاته القميص الذي يرتديه فريق الأهلي، بتعليمات من النظام
السابق؛ وذلك على حد قوله.
وأوضح الكاتب أنه بعد الثورة أصبح الشعب
المصري يُعادي كل شيء يرمز له النظام، حتى في مجال الرياضة، فقد تراجعت
شعبية الأهلي الذي كان مدعوما من نظام مبارك ليس هو كشخص، وإنما من قِبل
ابنَيْه جمال وعلاء اللذين كانا يتدخّلان في بيع أو شراء أي لاعب من
الأهلي، وكانا قادرَيْن على إحباط أي صفقة للفريق الآخر، وهو نادي الزمالك.
وذَكَر
الكاتب أن نادي الزمالك الخصم الدائم للنادي الأهلي، والذي يطلق اسمه على
أحد الإحياء الراقية في القاهرة والواقعة على ضفاف النيل، فمثلما يسأل
المصري دائما هل أنت مسلم أم مسيحي؛ ففي مجال الرياضة يسأل المصري هل أنت
زملكاوي أم أهلاوي؟!!
وأشار الكاتب اليهودي إلى أن نادي الزمالك
يمثّل الجهة المظلومة مثله مثل الشعب المصري الذي عاني طيلة حُكم مبارك
أزمات اقتصادية، وحرم من خدمات لاعبين بعد التعاقد معهم؛ بسبب تدخّل نجلَي
الرئيس السابق.
واختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله بأن المنتخب المصري
هو الذي سيدفع ثمن الثورة؛ حيث خسر المنتخب مباراته أمام جنوب إفريقيا التي
أُقيمت بينهما في العاصمة جوهانسبرج ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم
إفريقيا التي ستقام العام القادم، ولم يحصد المنتخب المصري سوى نقطة واحدة
من أصل 3 مباريات رغم حصول المنتخب على اللقب 3 مرات متتالية و 7 مرات في
تاريخ التصفيات، وبدا موقفه صعبا للغاية.
وهذه المقالة كشفت عن هجوم
جهاز الموساد الإسرائيلي على النادي الأهلي، هذه الحرب التي تمتدّ منذ
سنوات طويلة؛ حيث تعتبر إسرائيل الانتقام من الأهلي وجماهيره ثأرا قديما
لها؛ بداية من مختار التيتش كابتن الأهلي الأسبق، مروراً بتعاطف أبو تريكة
مع غزة في الواقعة الشهيرة التي كشف عنها في تصفيات كأس الأمم الإفريقية
2008، وانتهت بتلك اللافتات "العدائية" للعدوان الصهيوني على فلسطين التي
يحرص دائما جماهير الألتراس على رفعها في المباريات الدولية للأهلي.
وبفتح
الملف الأهلاوي الإسرائيلي وبالبحث في الأوراق القديمة؛ نجد أن القصة بدأت
في عام 1943؛ حيث تلقّى الأهلي طلبا من بعض القادة الفلسطينييــن كان
مفاده أن يُسافر الفريق إلى فلسطين ليلعب مباراة هناك؛ دعماً للشعب
الفلسطيني، وتشجيعاً لثورته ضد الإنجليز والعصابات اليهودية، فوافقت إدارة
الأهلي على الفور واستعدّت للسفر، إلا أن الاحتلال الإنجليزي الذي أدرك مدى
شعبية الأهلي طلب من حيدر باشا -وزير الحربية ورئيس اتحاد الكرة آنذاك-
التدخّل لإثناء الأهلي عن السفر، وبالفعل استدعى حيدر مختار التيتش -كابتن
الأهلي- وطلب منه عدم سفر الفريق إلى فلسطين, فما كان من كابتن الأهلى إلا
أنه ردّ عليه قائلا: "سنسافر يا باشا دعما لإخواننا في فلسطين".. وغضب حيدر
بشدّة، وهدّده قائلاً: "لو سافر الأهلي سأصدر قراراً بإيقاف الفريق".
فلم
تثنِ هذه التهديدات فريق الأهلي، ولم تفلح محاولات حيدر لمنعه من السفر
والتي وصلت إلى سحب جوازات سفر اللاعبين؛ حيث قامت إدارة الأهلي بمساعدة
فؤاد سراج الدين -وزير الداخلية آنذاك- باستخراج جوازات سفر جديدة للاعبين،
وسافر فريق الأهلي تحت مسمّى "شباب القاهرة".
واسْتُقبلوا في
فلسطين استقبال الأبطال، ولعب الأهلي 5 مباريات في رحلة استمرّت 23 يوما،
كان رجال الثورة الفلسطينية يرفعون لاعبي الأهلي على الأعناق مقدّرين لهم
ما فعلوا دعما للثورة الفلسطينية، وهو الأمر الذي أجج مشاعر الغضب
والكراهية لدى الصهاينة ضد النادي الأهلي.. فأوعز الإنجليز إلى حيدر باشا
لعقاب الأهلي إرضاءً لليهود، وهو ما تمّ بالفعل، وأصدر حيدر قراره الشهير
بإيقاف لاعبي الفريق عن لعب الكرة حتى ولو خارج النادي، واستمرّ هذا
الإيقاف لمدة 10 شهور حتى انفجرت جماهير الأهلي، وقامت مع لاعبي الفريق،
وتوجّهت إلى قصر عابدين بتظاهرات غاضبة ضد الملك والإنجليز وحيدر، تطالب
برفع الإيقاف عن الأهلي حتى رضخ الملك، وأمر حيدر برفع الإيقاف عن القلعة
الحمراء مضطرا، وأصدر قراره برفع الإيقاف.
ومنذ هذا الوقت أدركت
إسرائيل قوة الأهلي من تأثير كبير وحضور مؤثّر، وبالتالي وضعت الأهلي في
قائمة الأعداء الكارهين لإسرائيل، وأصبحت كراهية الأهلي ونفوذه هي المتحكمة
في نظرة إسرائيل الصهيونية لأي خبر أو انتصار أو إنجاز يُحقّقه الأهلي.
بدأ
الموساد الإسرائيلي يحرّض الكتّاب الإسرائيليين -خاصة المهتمين بالكرة-
على مهاجمة الأهلي، ورأينا الهجوم القوي على الأهلي عندما قام أبو تريكة
-لاعب الأهلي والمنتخب المصري- في بطولة الأمم الإفريقية برفع شعار
"تعاطفاً مع غزة"، وهو ما زاد من حقدهم وغضبهم على أبو تريكة والأهلي؛ وبدأ
يفرض سيطرته على شبكات الإنترنت ليمنع صورة اللاعب، وطالب العديد من
وكالات الأنباء العالمية بعدم نشر الصورة والخبر.
والمفاجأة بعد
عودة المنتخب من غانا حرص الموساد على ردّ تلك الصفعة، وخطّطوا لرحيل أهم
لاعبي الفريق، وهو عصام الحضري لحرمان الأهلي منه، وكلّف كريستيان قسطنطين
(رئيس نادي سيون السويسري، والمعروف بأن تمويله من رجال أعمال يهود) بإغراء
الحضري "بملايين الدولارات" للهروب وترك الأهلي، في وقت يعلم فيه الجميع
عدم وجود البديل القادر على سدّ فراغ الحضري، وهو الأمر الذي كان يرغب فيه
الموساد الإسرائيلي كي تهتز نتائج الأهلي، ويخرج من البطولات تباعاً،
والدليل على التدخّل الإسرائيلي في موضوع الحضري، أن نادي سيون الذي خطف
الحضري لم يُنافس على بطولات، وليس له تاريخ يُذْكَر، كما أنه يُعاني
إفلاسا، وتخلّى عن الحارس الذي حارب مِن أجله بعد موسم واحد تقريباً.