المستبد والمكلومة في الإعلام الخاص وتليفزيون الحكومة!! يحتكر المستبدون والحكومات الوعي والمعرفة لأنفسهم
لنقم بجمعة مليونية نطالب فيها بوضع العبارة التالية على الإعلام المصري الخاص والحكومي والصحف إلا أقل القليل منه بالطبع:
"الإعلام المصري ضارّ جداً بالوعي الوطني، ويؤذي الصحة الوطنية، ويدمّر خلايا الإدراك الذكي لما تمرّ به مصرنا"!
ونضيف تجنبه كالتدخين السلبي، وانتبه عندما تخالط من يتعرضون للإعلام المصري دون احتياطات، وأكثرْ من تنظيف فلاتر عقلك دائماً!!
مؤخراً
أخبرني صحفي شاب يهتمّ بنشر أخبار الفاسدين أن مواطناً اتصل به هاتفياً
أثناء تواجده بمؤتمر صحفي، وانزعج لما علم بوجوده وسط صحفيين كثيرين،
وطالبه بوضع كمامة ليحمي نفسه من جراثيم الفساد؛ لأنها تنتقل بسرعة، وأوصاه
برشّ المبيدات إذا اضطر للمبيت معهم!
وهو ما أطالب بأن نفعله جميعاً عند متابعة الإعلام المصري..
ونتوقف
عند المستبدّ، وهو رمز للكثيرين؛ فنراه يُسفّه من أي إنجازات للثورة،
ويحرّض عليها، ويبدو وجهه ينضح بامتلاك الحقائق وحده، وقدر هائل من كظم
غيظه، ومنع نفسه من توجيه الشتائم للمشاهدين البسطاء، الذي يضطر لمخاطبتهم؛
فمطالب الزوجة والأولاد لا ترحم، وأكل العيش مرّ!!
ولا بأس من وقت لآخر من إرسال نظرات ناعمة للمشاهدين أو التودد
إليهم بكلمات تزلّف، بيقينه بعظمة المصريين واكتشافهم الغث من السمين،
باعتباره السمين بالطبع..
وقد يتكلم بهدوء مبالغ فيه، فنتخيل أنه
سيقوم بتنويمنا مغناطيسيا، ونتذكر الراحل عبد السلام النابلسي وهو يقول:
شدّي اللحاف، فنرد قائلين: شد أنت!!
ويحتكر المستبدون والحكومات الوعي والمعرفة لأنفسهم، فكما قالوا
بوقاحة تُدخلهم بموسوعة جينيس إننا شعب أصيل نحترم "رمزهم" مبارك أثناء
الثورة وكرامتنا من بقائه، واصلوا المسيرة الوقحة ليلقنونا دروسا في
"حماية" الثورة من اللصوص التي يتربصون بها..
وهناك عدة احتمالات:
إما أنهم لم يفهموا بعد ولذا لم يرحلوا، أو كما قلت لشاب كان بالتحرير ليلة
تنحي مبارك، وسارع برفع لافتة كتب عليها: "أخيرا فهمت".. فقلت له: "كان
فاهم وبيستعبط" فضحك وقال: "أعرف بالطبع".
فربما ما زالوا يتابعون رمزهم حتى يحين انتقالهم لـ"بورتو طره" أو قيام الشعب بمقاطعتهم ليرحلوا!
وربما
أصابهم آلزهايمر، أو توقعوا أن الشعب غبي أو أصابه آلزهايمر أو تعرضوا
لنسيان نفسي؛ فالإنسان يتعمد إسقاط ما يخجله من ذاكرته، ويشترط توافر
عاملين: الفهم والإحساس، وهو ما يجعلني أستبعده عند معظم المستبدين
والحكومات..
وننبه لخطورة التعامل مع الإعلام الخاص بثقة واطمئنان وتوهّم استقلاليته؛ فهو خاص وليس مستقلا!!
وننتقل
للمكلومات حيث التحسر على أيام المخلوع وانتهاز أية فرصة للتأكيد على أنه
"يعزّ" على المصريين محاكمته، فهناك "عِشْرة" ولا تهون إلا على أولاد
الحرام..
أبدت مكلومة أخرى إعجابها بثقة المخلوع بنفسه في خطابه الأخير بقناة العربية، ورغبته في "ألا ينكسر" أمام شعبه..
ومكلومة
ثالثة تبدو دائما على وشك البكاء أو انتهت من وصلة البكاء طويلة، وفي حالة
ذعر متواصل مما يجري في مصر، والانهيار البشع في الأمن وفي الاقتصاد،
ونتجاهل "أنين" شركات السياحة بشرم الشيخ؛ لخسارتهم بوجود مبارك.
ولن
أظلمها فلا بد أن كثرة بكائها قد أفقدتها النظر بكلتا العينين، فضاعت
منها، وأصبحت تنظر بعين واحدة لما تراه من خسارة للثورة، ومن خشية ضياعها
في الوقت نفسه، فجمعت بين العين العوراء والانفصام في الشخصية، وفقدان
البصيرة، فلم ترَ مكاسب الثورة!
ومكلومة رابعة راحت تُلقي بالأسئلة
الخبيثة على ضيفها المتحمس للثورة، ونجح في النفاذ من الكمائن المتلاحقة،
فإذ بها تصرخ في وجهه بنهاية الحلقة بأنه أجاب بذكاء عن الأسئلة، ولكن
الأمور لم تنتهِ بعد وسنكمل اللقاءات..
فأضافت للإعلام مدرسة جديدة تستحق تسجيلها باسمها؛ مدرسة "المكلومة للملاكَمة الإعلامية" لإنجاح الثورة المضادة..
ونرى
المستبد الذي يؤكد بلا أي مناسبة أننا ليس من حقنا كمصريين عاصرنا مبارك
الحكم عليه؛ فهذا من حق التاريخ، ونسي أن يقول الجغرافيا والفيزياء! ونتمنى
أن يستغني عنه صاحب القناة الخاصة التي يعمل بها؛ حتى نرى هل سيحكم عليه
أم سيدع الأمر للكيمياء وحساب المثلثات!!
ومستبد آخر يطالب شرف
بـ"الشخط" في المصريين، فقد عامل الموظفين بشركته باللطف بعد عودته من
الخارج فخسرت شركته، ولما "شخط" فيهم أتقنوا العمل، ويستحق أن يقوم بتسجيل
نظريته: "الديمقراطية بالشخيط موش بالذوق يا عبيط"! لأننا شعب نخاف ولا
نختشي..
ومستبد آخر أكد أننا سنبكي بعد 50 عاما على ما فعلناه بمبارك، كما نبكي على الملك فاروق الآن!
ولا
أعرف أحدا يبكي على فاروق سواه، والميزة الوحيدة لفاروق أنه كان سيحمينا
من رؤيتهم وسماعهم؛ لأنهم لن يقتربوا من التعليم الذي عرفوه بسبب مجانية
التعليم، وأقسم أنني لا أعاير أحدا لفقره، فهو ليس عيبا إذا احتفظ الإنسان
بشرفه؛ حيث يخلّ بشرف الإنسان سرقته لعقول شعبه ومداهنته لسارقي الأوطان
ومسرطني المصريين وناشري الأمراض في أكبادهم، وسارقي أرزاقهم وأقوات
أولادهم..
ومستبد آخر يظهر بالإعلام الحكومي ليقرأ الأخبار بصوت
بارد وعينين ميتتين وكأنه ينعي مصر، وبجواره المكلومة التي زيّفت وعي
المصريين أثناء الثورة، واكتفت باعتذار يشبه مشاعرها الجافة، وواصلت صلفها،
ومن حقنا طرد هؤلاء وغيرهم من وجوه التليفزيون الحكومي الذين ندفع رواتبهم
من الضرائب..
فلنحترم عقولنا ونقلل من مشاهدة الفضائيات الخاصة
وشراء الصحف الخاصة، حتى تنحسر موجات الثورة المضادة والكتابات التي تشيع
البلبلة في مصر، وتسعى لتشويه وجه الثورة، وتأتي بالأدعياء لتفرضهم علينا
وكأنهم صناع الثورة، والتحرير منهم براء كبراءة النهار من سواد الليل..
قالت
المكلومة في أحداث إمبابة ربنا يستر على مصر، وهي التي تردد دائما ربنا
يعدّي الأيام دي على خير، وهو ما يؤكد خوفها من إغلاق القناة الخاصة؛ لوجود
شبهات حول مالكها أو لأنه قد يفكّر في أن يرحمنا ويبعدها للتكفير عن بعض
ذنوبه..
وأقام المستبدون والمكلومات حفلات لطم على أحداث إمبابة لم
نر دقائق منها أيام المخلوع، والعبّارة التي غرق بها أكثر من ألف مصري
وحريق بني سويف والدويقة و... و... وأحداث الفتنة الطائفية والتي ورثناها
عن مبارك ولم تخترعها الثورة..
وصرخ المستبد الصغير سنا ومكانة في
وجه شاهد عيان اتصل هاتفيا، وأكد أن فلول الوطني والبلطجية وراء أحداث
إمبابة وقال: كل حاجة نقول الفلول لازم نبطّل الكلام ده!
ونتساءل: لماذا يدافع عن الفلول؟!
وهو ما يؤكد ضرورة تسجيل
الإعلام المستبد والمكلوم اختراعه الإعلامي الجديد في موسوعة جينيس: اسمع
كلامي يا مشاهد، والغي عقلك، ولا تحلل ما تشاهد كفاية عليك كلامي العظيم،
واوعى تسمع كل حاقد ولئيم، يقول لك قول للغيبوبة ممنوع، واطرد إعلام ونخبة
المخلوع، وخليه من الخدمة مرفوع..