حرب إمبابة.. جيم أوفر! مين الكسبان من حرب إمبابة؟!!
حرب إمبابة هذا عنوان لعبة سخيفة على الكمبيوتر، ولكن اللعبة التي تجري
أحداثها الآن على أرض إمبابة لايف هي لعبة أسخف.. ليس لأنها لا تملك كثيرا
من الخطورة فهي تحمل الكثير والكثير من الخطورة، ولكن لأنها لا تحتاج إلى
مهارة في الإدارة أو عبقرية في تحريك لسان النار وحرق الأعداء، كما أن
نهايتها بايخة ومكشوفة ومحروقة..
الذي صمم حرب إمبابة الآن لم يفكر
كثيرا في إكساب الأمر شكلا منطقيا للأحداث، بل اعتمد على ما في حصيلته من
أفكار بايتة وريحتها طالعة، فعديم الذكاء يستغل حالة الاحتقان الطائفي ولكن
بسطحية لا تقنع طفلا صغيرا، الذي لو شرحت له اللعبة سينصرف تلقائيا عنها
إلى فيفا أو GTA..
مصصم حرب إمبابة جعل القصة تقوم على فتاة مسيحية
قيل إنها أسلمت وتزوّجت مسلما، واختطفتها الكنيسة لتمارس عليها التعذيب
بأنابيب الغاز والصعق بالكهرباء حتى تعود إلى المسيحية؛ أتخيل قسا طويل
اللحية هادئ القسمات عيناه غائرتان وصوته خفيض يضع يده على زر تشغيل آلة
التعذيب ويقهقه نياها ها ها ها ها ها.. السخيف في القصة أن مؤلفها الغبي
عديم الخبرة جعلها منحوتة نحتا من قصة كاميليا شحاتة، التي أصبحت أشهر من
حسن شحاتة نفسه..
لكن من الظلم أن نتّهم الذي صمم لعبة النار بأنه
غبي؛ حيث إنه رغم تطابق الحالة المخترعة مع حالة كاميليا، فإنه كان واعيا
إلى أن هناك كثيرين من السذاجة بحيث سيصدقون هذا الفيلم الهندي.. وسيلتفّون
حول الأكذوبة، وسيُفرغون بعضا من طاقتهم المهدرة، وسيحاولون إشباع عاطفة
دينية مهترئة، بحيث يتخيلون أنهم بهذا يدافعون عن الإسلام ويقاتلون في سبيل
الله ضد أعداء الله والوطن..
وبالفعل نجح الغبي في تجميع أعداد من
السذج والسطحيين وراغبي المتعة الدينية وكثير من ذوي النوايا السيئة..
هؤلاء بالتحديد من تجمّعوا حول كنيسة مسالمة راغبين في إشعال فتنة تحرق
الوطن كله..
تسألني ولماذا أنا متأكد لهذه الدرجة من هذا الطرح؟ وربما كنت أهون الموضوع..
فأجيبك
بأن ملابسات الحادثة وطريقة إدارتها لا تدع فرصة للشك؛ فمنذ متى يتجمع
المسلمون حول كنيسة لإخراج أحد من داخلها؟ لم تحدث إلا مرتين، مرة في
إمبابة ومرة في أطفيح، حادثة أطفيح اتضح أنها كانت مدبّرة والثانية لن تخرج
عن هذا السياق.. قل لي كم مرة استخدمت قنابل المولوتوف من قبل إسلاميين
متشددين؟ قل لي من أطلق الرصاص، ومن يملك الخبرة والوسائل ليفعل؟
أنا
أبرئ السلفيين أو الجماعات الدينية حتى المتشددة منها من اللعب بنار
الفتنة، فلم يؤثر عنهم مثل هذا من قبل، كما أن أوجه الاستفادة من الحادثة
لن تعود عليهم، الكسبان من الحريق هو الطرف الذي يريد أن تطول فترة
الاضطراب والانفلات وغياب الأمن لأن هذا سيكفل له البقاء مدة أطول مستترا
متخفيا يلعب في الظلام، ويحذر أن ترى مصر النور..
إنهم الفلول
والذيول.. يطبّقون الخطة المحكمة بدفع البلاد إلى الانهيار باللعب على
ملفات الانفلات الأمني (التهجم على أقسام الشرطة ومباريات الكرة وترويع
المواطنين) والفتنة الطائفية (كاميليا شحاتة وكنيسة أطفيح وفتاة إمبابة)
والمظاهرات الفئوية التي ظلت فترة طويلة تملأ ربوع البلاد.
ماذا نصنع إذن؟
يجب
علينا أن نعرف العدو وأن نعرف خططه، وأن نتوقع من أين ستأتي الضربة
لنستطيع تجنبها وتلافي آثارها.. إذا أخافونا بغياب الأمن فنحن أقوى من
البلطجية وسنحمي بيوتنا وأطفالنا ونحن نستطيع، وإذا أرعبونا بالفتنة
الطائفية فنحن على ثقة من قوة نسيج الأمة، وأنا وأنت لا نعادي طرفا منا،
ولذا فكل الوطن على قلب رجل واحد.. بهذه الوحدة وبهذه الصلابة وبهذه الثقة
سنمنع أي دخيل أن يندسّ بيننا ويبث سمومه ويروّج لأهدافه الدنيئة.. مصر
قوية وأبناء الوطن على كلمة واحدة، والشعب كله سيهزم الفلول..
علينا
كذلك ألا نصدّق الإشاعات.. فهي دعاوى مغرضة تستهدف خلق حالة عامة من
الاضطراب والانفلات، حتى تشعر مصر أنها تخسر، وحتى تتشتت جهود محاربة
الفساد إلى البحث عن الأمان، ولكن الشعب سيظل يحارب الفساد في كل بؤرة وكل
وكر، ولن يصدق الأكاذيب والإشاعات المغرضة..
مصر يد واحدة.. بمسلميها ومسيحييها وجيشها وحكومتها ضد الفساد وضد ذيول المجرمين وفلول الفاسدين وطيور الظلام..
يا كل لاعبي حرب إمبابة.. جيم أوفر جيم أوفر جيم أوفر!!