خطوات عملية للخروج من الانطوائية! 
خايفة أفضل طول عمري وحيدة
السلام عليكم. أولاً باشكركم على الموقع الأكثر من رائع..
ثانيًا أنا عندي 20 سنة، ومشكلتي بدأت مع دخولي
كلية العلوم، وطبعًا المعروف عنها أنها صعبة جدا ولكني دخلتها تحديًا لنفسي
وللناس اللي حواليَّ وقلت لنفسي إني هاتحمل الكلية دي مهما حصل لي فيها.
بس أهم حاجة إني يبقى لي مركز محترم قدام الناس
وقدام أهلي، المشكلة بقي إني بدأت أحس إن تفكيري ده غلط وإن الكلية دي
هتضيع عمري ع الفاضي لأني من ساعة ما دخلتها مبعملش حاجة في حياتي غير إني
باذاكر وبانام فقط.
حاسة إني بقيت انطوائية أكتر مِمّا كنت (وأنا
أصلاً بنت وحيدة) وإني عايشة لنفسي وكليتي وبس، لا وجود لصداقات ولا رحلات
ولا ارتباط من أي نوع (لا عاطفي ولا رسمي).
أنا عايزة أعرف هو أنا كده صح ولّا الكبت اللي أنا عاملاه لنفسي ده هيخليني أبقى أنانية ومش بادوّر إلا على راحتي وبس؟
أنا خايفة من كتر ما بارفض الحب والارتباط وأفضّل الكلية إني مالاقيهوش بعدين وأفضل طول عمري وحيدة..
Miada.gamal صديقتي العزيزة.. سعدت كثيرا برسالتك وبوجود فتاة مثلك ترغب في التحدي
للارتقاء وللوصول إلى مراتب العلم وإلى مكانة محترمة، وهذا الهدف النبيل
لابد وأنه لن يكون سهلاً ولن يكون فوريًّا، سيكون مستوى التعب على قدر
المستوى الذي تريدين الوصول إليه، وعلى مدى تحمسك للفكرة وتشرُّبكِ بها؛
بحيث تملأ كل خلاياك فلا تغفلين عنها ولا يفتر هذا الحماس، لأن الوصول إلى
الهدف لن يأتي إلا بالمثابرة مهما طالت المسافة ومهما كانت هناك صعوبات.
وأكبر مثال على ذلك القصة الطريفة عن السلحفاة التي أرادت سباق الأرنب
فاعتمد هو على سرعته، وتهاون لاستخفافه بقدرات السلحفاة، في حين استطاعت هي
أن تسبقه بعدم اليأس حتى وإن كانت أقل منه في السرعة، وواجهت مخاطر أكبر
ولكن في النهاية وصلت.. لأنها تريد الوصول ولم يشغلها ما يعرقل رحلتها.
والكلية التي التحقتِ بها هي كلية عملية ليست سهلة، وبالتأكيد تحتاج إلى
مجهود قد يستنفد معظم طاقة الطلبة -خاصة لمن يريد التفوق ومكانة ليست
بالقليلة- وبالتالي فرغمًا عنكِ تجدين أن معظم أوقاتكِ تتركز على التركيز
في المحاضرات والمذاكرة والنوم، وهذا يحدث للكثيرين يا عزيزتي، وهي ليست
حالة فردية بالنسبة إليكِ، فهذا قد لمسته بنفسي وشاهدته فيمن حولي.
أما فيما يخص انطوائيتك؛ فهذه كانت صفة موجودة فيكِ من البداية.. إذا
فهي لن تتغير بين يوم وليلة، ولن تجدي أنكِ أصبحت اجتماعية هكذا ويُقبل
الناس عليكِ فجأة دون أن تحاولي مع نفسك تغيير الشيء الذي لا ترغبين في أن
يوثر عليك ويعرقل حياتك.
وحتى تتجاوزي نقطة الخجل هذه عليكِ أولاً
تقبلها داخل نفسك، والشعور بالرضا عن أن بداخلك قدرًا لا بأس به من الحياء
والحساسية، فإذا تقبلتِ نفسك كما هي أوّلاً فستشعرين بالرضا عنها،
وبالتالي أصبحتِ على مسار تغييرها إلى الأفضل بشكل صحيح، دون أن تشعري
بالخجل لكونك انطوائية، فيزيد ذلك من طاقتك السلبية تجاه نفسك فيزداد الأمر
سوءًا..
اشعري بالفخر لكونك فتاة تمتلكين صفة الحياء، ثم قولي
لنفسك: "سأعمل على تغيير ذلك بالقدر الذي يجعلني أستطيع أن أعيش حياتي بشكل
يرضي الله أوّلاً ومن ثم يرضيني أنا، وكما أرغب بحيث لا تصبح صفة تقلل من
شأني ولا تعرقل حياتي".
ولا تقارني نفسكِ بمن حولك -إذا كان ذلك
يقلقك- حين يكونون منفتحين اجتماعيًّا؛ فلكل إنسان ميزته وسمته التي تميزه،
وبالتالي يوجد صفات فيك هم يفتقرون إليها، فنافسي نفسكِ وقارني نفسكِ
بإنجازاتك وما تحققينه، ومعدل تطورك بالنسبة لنفسك، ولا تضعي في بالك
الآخرين.
ها أنتِ قد تصالحتِ مع نفسك ورضيت عنها فأحسستِ بقدر لا بأس به من
الاستقرار.. الخطوة القادمة ألا تركزي على الفكرة هذه كثيرًا فتتأكد لديك
وتنطبع على تصرفاتك رغمًا عنكِ؛ فلا تقولي لنفسك كثيرا "أنا انطوائية، أنا
انطوائية.." وكأنك تخبرين نفسك أنك لا تستحقين اهتمام أحد ولن يقترب منكِ
أحد، بل قابلي ذلك بالأفكار الإيجابية وبدّليها واقتنعي بها تماما: "أنا
إنسانة أستحق الاهتمام والحب، ويمكنني تحقيق الصداقة والحضور الاجتماعي متى
رغبتُ في ذلك، ولديّ من المميزات ما سيجذب الصديقات إليّ، وهذا سيحدث
عندما يعرفْنَنِي.. وأنا سأبدأ في منحهم هذه الفرصة!".
استشعري
ذلك من داخلك.. وبرغبتك الحقيقية في الاقتراب من الناس وتكوين الصداقات مع
الفتيات ستصلين إلى مأربك، خاصة إذا اتسمتِ بالبساطة ومنحتِهم شعورًا بالحب
والاهتمام.. كوني أنت المبادِرة ولا تخشي شيئًا لأنهن مثلك، ولديهنّ نقاط
ضعف أخرى يخشَيْنها، وربما رغبنَ في التعرف إليك ولكن انعزاليتك كوّنت
غلافًا من الرهبة جعلت الناس لا يستطيعون اختراقه.
تحدثي ببساطة
ولا داعي لأن تضغطي على نفسك كثيرا في البداية، حاولي تدريجيا وأظهري
الاهتمام الحقيقي؛ فالناس يشعرون بالقلوب الصافية التي تمنحهم الاهتمام
وينجذبون إليها، وعندما تجدين نفسك تخشين شيئًا فاخترقيه! وضعي نفسك في
الموقف حتي يأخذ حجمه الطبيعي داخلك، وستجدين أنه لم يكن بتلك الصورة التي
في خيالك، ولم يكن بتلك الضخامة ولا الرهبة التي تخيلتِها.. وقولي لنفسكِ:
"ما الذي خسرتُه؟ ما هو أسوأ احتمال تخيلتُه؟ وهل الموقف كان يستحق تلك
الصعوبة التي تخيلتُها؟".. ومع الوقت ستكتسبين الخبرة وستجذبين إليك من
يشبهك بإذن الله.
كوني محبوبة من الجميع، لكن انتقي الصديقات
اللاتي سَيَكُنَّ عونًا لكِ على الطريق الصحيح؛ لأن الصديق له تأثير كبير،
والاختيار يكون على الإنسان؛ فإما صديق يرتقي به أو صاحب سوءٍ يقضي عليه.
ولا تقلقي إذا تأخر هذا الأمر؛ لأن الصداقة غالية وقد لا تأتي بسهولة. الأهم ألا تيأسي ولا تهتزّ مبادئك .
أما بالنسبة لعلاقة الحب والارتباط؛ فأيهما أفضل.. إنسان ناضج عنده
رجولة حقيقية ينشد بها الارتباط الشرعي، ويبحث عن فتاة جادة لها مبادئها
وقيمها، مصونة كلؤلؤة ثمينة في علبة غالية ليس لأي شخص أن يصل إليها
بسهولة؛ فيقدّر قيمتها وتَغلَى دوما في عينيه مهما طال الزمن (وهذا سيحدث
بعون الله) عندما تثبتين على طريق يرضي الله فيكرمك من بيده مقاليد الأمور،
ولن يأتي الخير إلا من عنده..
أم طرق ملتوية يظن البشر القاصرون أنها هي التي تحقق السعادة؛ فيتجرّعون الألم والتعاسة بعد سراب الوهم؟!
فأيهما ستختارين يا صديقتي.. السعادة الحقيقية الدائمة، أم تعايشين الجو
المحيط؟ وبالتالي تصبحين كالأخريات ممن يُسِئنَ إلى أنفسهن، لا يميّزك
عنهن شيء، وتجعلين قلبكِ معرضًا لأهواء الصداقة مع الشباب، والتي بالتأكيد
لن تترككِ إلا متأثرة بجراح لن تندمل مهما كنتِ حريصة، وإلا لما أمرنا الله
في قوله تعالى : "ولا متخذات أخذان" أن نحذر من الصداقة والانفتاح في
العلاقات بين الشباب والفتيات، وتكون حدود العلاقة في إطار الضروريات في
الدراسة والعمل، فإذا أمكن الاستغناء عنها فهذا أفضل.
لا تخشيْ شيئًا إذا تأخرتِ في الارتباط لأن هذا رزقك وسيأتيك في وقته
المناسب الذي يراه خالقك -الرحيم بك والعالم بحالك- مناسبًا، أما من
يتعجلون ويظنون أنهم سيحصلون على السعادة في غير رضا الله فلن يأخذوا سوى
المكتوب، وربما عوقبوا بذلك فخسروا كل شيء، أو حصلوا على ما يريدون ولكنهم
خسروا بركته ولم يستشعروا أبدًا المتعة التي يذوقها مَن يتقي الله في كل
تصرفاته.
أتمنى لكِ حياة سعيدة، لا تحيد عن الطريق السليم.. وفقكِ الله.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا
آهـٌ‘ـلآ وسـٌ‘ـهـٌ‘ـلآ بـكـم فـى مـنـتـديـآت 
