لا الغيظ ولا حرقة الدم هيمنعوه من هوس مايوهات شرم أنا دايماً منفعلة ومتغاظة ودمي محروق
عندي 28 سنة، متزوجة من سنتين، وجوزي
بيشتغل في شرم الشيخ.. وأنا دايماً غيرانة وحاسة إن أي واحدة من الأجانب
هيشوفها هيبصّ عليها وتعجبه؛ لدرجة إني كرهت كل الأجانب.
أنا أصلاً
جالي الإحساس ده بسببه؛ لأني بالاقي على الكمبيوتر صور عارضات وممثلات
أجانب، وبملابس فاضحة، ومايوهات.. وطبعاً اتكلمت معاه، وكنا دايماً نتخانق،
ويقول لي: ما أنا بعد كده بارجع لك.. وأنا رافضة ده طبعاً، عارفة إنه بيحب
جسمهم عشان متناسق؛ ولكن أنا عمري ما هاوصل للجسم ده؛ لأني زي كل المصريين
مليانة شوية، وكمان تخنت مع أدوية أخدتها لعملية حقن مجهري، ولسه مش عارفة
أنزّل الوزن الزيادة.
أنا زهقت خالص، وحاسة إني ماعنديش ثقة في
نفسي ولا فيه هو كمان؛ مع إني زي -ما الكل بيقولوا- حلوة ورقيقة والحمد
لله؛ بس مش عارفة أتخلص من الإحساس ده، ودايماً منفعلة ومتغاظة، ودمي
محروق؛ وخصوصاً لو سمعته بيكلم زميلاته في الشغل -الأجانب طبعاً- أو ضايف
حد على الفيس بوك؛ لأنهم بيحطوا صور مستفزة، وده طبعاً عندهم عادي؛ بس أنا
باموت ساعة لما باشوف كده، وباقول زمانه شاف الصور دي.
Moni.4trueloveالمشكلة التي عرضتِها لتوّك تستوجب مني توجيه سؤال فوري لا فرار منه: هل أنتِ واثقة ومتأكدة من حب زوجك لك؟
في
مثل هذه الحالات، يجب عليك أن تكوني على علم تام بالإجابة؛ لأنها ستكون هي
المنفذ الوحيد ولا شيء غيره، وإذا كانت الإجابة هي: نعم يحبني؛ فوقتها
نكون قد هدمنا المشكلة من أساسها، ويمكننا بعد ذلك التعامل مع الأعراض
الجانبية للمشكلة، وأنا أؤكد لك أنها أعراض هيّنة لا تستحق حالة الفزع التي
تعيشينها، ونحاول في السطور التالي "تفصيص" هذه المشكلة.
وجود زوجك
في هذه البيئة الخطرة -نوعاً ما- من حيث إنها ملبّدة بفتيات من جنسيات
مختلفة، وبثقافات مختلفة، وبأشكال وقوام مختلف عن ذلك الذي يوجد في مصر، هو
أمر يمكن التعامل معه من خلال عدد من الأمور.
وقبل أن أبدأ في عرض
الحلول، يجب عليك أن تكوني مقتنعة في قراراة نفسك أنك هنا تدافعين عن بيتك
وعن زوجك الذي -بحكم تكوينه كرجل- يختلف عن المرأة؛ فهو أكثر عُرضة
للافتتان، وإن كنت هنا لا أدافع عن تلك الشطحات الشهوانية؛ ولكني أحاول في
الوقت نفسه التعامل مع الواقع فحسب، دون أن أقول لك كلمات مقعّرة لا تحلّ
ولا تربط.
أول شيء يجب عليك أن تبدئي في تنفيذه، هو حلّ مشكلة
القوام، وأنا هنا لا أطالبك بأي حال من الأحوال أن تبذلي ما قد يفوق طاقتك
وقدرتك على الاحتمال؛ ولكن ما يمكنك فعله من خلال ما هو متاح.. أن تسعي إلى
الوصول بقوامك إلى الشكل الأفضل الذي ترينه، وهذه المسألة ليس فيها ما هو
خارج عن الأخلاق أو الدين؛ بل هي في صميم الدين؛ أن تسعى الزوجة إلى أن
تكون أميرة في بيتها؛ كي تحمي أعين زوجها من الموبقات التي يتعرض لها في
الخارج؛ فالزواج في حدّ ذاته مفترض فيه أن يكون حماية للرجل والمرأة على
السواء من الفتنة، وبالتالي ففكرة أن تكوني جميلة في عين زوجك هي من صميم
الدين، وأمر لا خلاف عليه.
الأمر الثاني هو محاولة تطوير الوازع
الديني لدى الزوج؛ فلا يجب عليه أن يشعر -كما أرى من خلال السطور أعلاه-
أنه بشر ويمكن أن يُفتتن، وأنه أمر عادي، وماذا عساه أن يفعل وسط هذه
الموجات من الروسيات والأوكرانيات والمايوهات!!
يجب عليه أن يفهم أن
عقاب الله عز وجل لمن يترك نفسه صيداً سهلاً للفتنة وهو متزوج، أشد وأكبر
من عقابه لمن يفعل ذلك وهو غير متزوج؛ فعلى الأقل ذلك الأخير ربما يكون له
عذره الذي يخفف عنه العقاب؛ ولكن ما عُذر الأول وقد أُحصِن فرجُه.
ولكن
حذاري أن تسعي إلى تطوير ذلك الوازع الديني بشكل مباشر، أو من خلال نصائح
مباشرة ومعلّبة ربما تثير غضبه وحنقه؛ بل يجب أن يكون ذلك بشكل غير مباشر،
من خلال أبيه أو أمه، أو ربما من خلال ذات الوسيلة التي يضيف من خلالها
أصدقاءه الأجنبيات على Facebook؛ فتقومين مثلاً بعمل share لفيديوهات تتحدث
بشكل لطيف -ولكن مؤلم- عن عقوبة من يترك نفسه للفتنة وهو متزوج.. يمكنك
أيضاً أن تجعليه يعتاد على مشاهدة القنوات الدينية من خلال تشغيلها بشكل
مستمر بالمنزل؛ فهناك وسائل عديدة يمكن من خلالها تنمية الوازع الديني
لديه.
أما الوسيلة الثالثة، هي أن تحاولي الخروج من قالب الزوجة
المصرية المتقوقعة على نفسها وعلى بيتها وعلى طبيخها فحسب، وتكون كل
علاقتها بزوجها من خلال طعام تُعدّه له مرات ثلاث، وملابس تقوم بكيّها،
وأخيراً -وسامحيني في فظاظة التعبير- غرفة تجمعهما لأسباب روتينية تتعلق
بالإبقاء على النوع البشري، بشكل بعيد كل البعد عن الحب!!
يجب أن
تكوني صديقته ومكمن أسراره التي تكتسب ثقته؛ فيحكي لها كل شيء؛ حتى وإن كان
من بين ما يحكيه ما يثير غضبك، وبالمناسبة يمكن أن تغضبي وتنفعلي؛ ولكن
ذلك الغضب اللذيذ، تلك الغيرة الشعواء الممزوجة بالضحكة الحلوة دون أن
يختمها نكد، تلك الغيرة التي لا تخنق، تلك الغيرة التي تجعلك أحلى في
عينيه، تلك الغيرة التي يشعر منها أنك تريدينه وتحبينه وتبذلين كل ما بوسعك
كي تكوني أفضل وأحلى؛ فهو شعور لو وصله بحق؛ فهو رائع وسيجعله يتمسك بك
أكثر وأكثر، ولو كان وسط ملكات جمال الكون؛ فحب العشرة يهزم حب الجسد وهوس
زوجك بأجنبيات شرم الشيخ.
فكّري جيداً في هذه العبارات، وفكّري في الطريقة التي سيمكنك من خلالها تحويلها لحقيقة واقعة تستعيدين بها زوجك إليك من جديد.
وفّقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا