ولكن تُؤخذ الدنيا غِلاباً!! أنا دايما حاسس إني فاشل وقليل الحيلة ومش عارف أنا عايز إيه وعندي حالة إحباط
السلام عليكم ورحمة الله.. أنا من
إسكندرية، واتخرّجت في كلية التجارة، وكان عندي أحلام وطموحات كتيرة جدا
قبل ما أتخرّج، لكن مع الأسف كله اتدمّر بعد ما اتخرّجت؛ لأني اكتشفت إن
الواقع حاجة تانية خالص، وأنا حاليا شغّال في شركة قطاع خاص بمرتب ضعيف جدا
يدوب اللي جاي على قد اللي رايح، وكل أصحابي أنا شايفهم ناجحين؛ اللي
اتجوّز واللي اشتغل الشغلانة اللي هو عايزها، واللي جاب عربية.. وعلى قد ما
فرحت لهم، بس زعلت أوي على نفسي؛ لأني دايما حاسس إني فاشل وقليل الحيلة،
ومش عارف أنا عايز إيه، وعندي حالة إحباط.
أنا ما باحكيش لكم عشان حاجة.. أنا عايزكم تدعو لي إن ربنا يفرّج كربي؛ لأني عارف إن الفرج من عند ربنا.
hemamidoصديقنا..
الفرج بيد الله تعالى، وحُسن التصرّف واتخاذ الأسباب هما من سُبل بلوغ
الأهداف من خلال القوانين التي وضعها الله تعالى لنا؛ فالله تعالى جعل هناك
أدعية للزرق، وأذكاراً للبركة ولفكّ الكروب، لكنه تعالى لم يجعل هذه
الأدعية والأوراد سبباً للتخاذل عن العمل، أو العمل في غير المسار المطلوب؛
بل علينا أن نسلك الطرق الصحيحة، ونستعين بالله؛ ليُسهّل لنا كل أمر عسير،
ويكون في معيتنا في طريقنا.
أعلم يا صديقي أنك تبذل جهداً في عملك وفي سبيل تحقيق ما كنت تطمح فيه، لكني أرى في أسلوبك عيبَين يحبطان كل محاولات النجاح:
1-
اليأس: هذا اليأس كفيل بهدم كل ما بنيته في نفسك منذ سنوات من أحلام
وطموحات وغيرها.. اليأس كفيل أن يضع غشاوة على عينك لاتخاذ الأسلوب الأمثل
في مواجهة المشكلة أو التعامل معها، أو يفقد الآخرين الثقة في صبرك
وتحمّلك، ومِن ثمّ يفقدهم الثقة فيك، وفي الاعتماد عليك فتضيع منك فرص
النجاح.
هناك حكاية مشهورة عن شاب قرّر أن يُرسل خطابات لجميع
الشركات التي حصل على عناوينها؛ فأرسل ألف رسالة لهذه الشركات، ولما لم
يصله رد في وقت حدّده لنفسه (شهر مثلاً)، أعاد المحاولة فأرسل ألف رسالة
أخرى؛ فلما رأت مصلحة البريد مثابرته وصبره على إرسال كل هذا العدد، علموا
مدى صدقه وصبره، فطلبوه للعمل معهم.
هل ترى..؟ إن هذا الشاب خطّط،
واتّبع المنهج الذي وضعه لنفسه، وتوكّل على الله، وبدأ التنفيذ دون إحباط
أو تقاعس عمّا قطعه على نفسه؛ فجاءه الحل بعيداً جداً عن تصوّراته.
فلو
فرضنا أنك مثلاً تريد أن تكون مديراً وأن تحصل على راتب كبير تصوّرت أنت
رقمه، وأن تكون ذا منصب ومكانة عالية؛ فعليك أن تكون متميّزاً مطلوباً تجبر
الآخرين على ألا يروْا غيرك أهلاً لهذا المكان.
2- تثبيت الأحلام
وخُطة العمل: الخطأ الثاني الذي وقعت فيه يا صديقي، أنك وضعت أحلامك في
مرحلة من المراحل لم تكن مُلِمّا بالتفاصيل الكافية لهذه المرحلة، وبالتالي
فإن افتراضاتك عن الحياة كان بها الكثير من القصور والخطأ؛ فأدّى هذا
القصور إلى تصوّر مغلوط للأحلام ومعالجة مختلفة للوصول إليها.
فأنت
وضعت أحلامكَ مثلاً عندما كنت طالباً أو أثناء دراستك أو قبل أن تنخرط
تماماً في سوق العمل؛ فلم تعرف بالضبط ما هو مطلوب منك ويتناسب مع قدراتك،
فبالتالي كانت أحلامك غير متوازية مع قدراتك؛ لأنك لم تختَر ما يُناسبك من
الطرق.
وعندما اصطدمت بالواقع مرّة وأخرى لم تُفكّر بتغيير أحلامك أو خُطتك، بل بقيت على ما أنت عليه، ورضيت بما أنت فيه.
فمَن
يرغب مثلاً في تحسين دخله يبحث عن وظيفة أفضل بدخل أفضل، وتكون هذه
الوظيفة مناسبة أو مقاربة لقدراته، ثم يبحث عما ينقصه ليكون أهلاً لهذه
الوظيفة؛ فيستمرّ في عمله الحالي، وهو يستعدّ في نفس الوقت ليكون مؤهلاً
للالتحاق بالوظيفة الأخرى، فيصبر وقتاً محدداً حتى يمنّ الله عليه ويلتحق
بها.
صديقي.. الأمثلة ونماذج النجاح كثيرة، وبيدكَ أن تكون أحد هذه
النماذج، لكن حدّد أهدافك حسب معطياتك وقدراتكَ، واجعلها مرنة قابلة
للتعديل وللتغيير حسب الأحوال المحيطة، واسعَ نحو أهدافكَ بطموح عالٍ وهمّة
دون كلل أو نكوص أو يأس.
واستعِن بالله.. وعليكَ بأذكار الصباح
والمساء وقراءة سورة الواقعة قبل النوم أو بعد صلاة الفجر في جماعة،
وبالدعاء المأثور: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى".
وفّقكَ الله وسدّد خُطاك وأعطاكَ ما تتمنّى.. اللهم آمين،،،،
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا