الشاعر: العادلي هو من قام بقطع الاتصالات والإنترنت ولم أكن أتوقع تطور الأحداث هكذا Apr
22
2011
أقسم بالله من ساعة ما بدأت الأحداث يوم 25: 28 يناير لم يحدث أن أطلقت رصاصة
قال اللواء إسماعيل الشاعر -مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة سابقا-
فيما نُسب إليه من أنه متهم بالاشتراك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع
بعض ضباط وأفراد الشرطة في قتل المجني عليهم من المتظاهرين، بإطلاق أعيرة
نارية عليهم مع سبق الإصرار، والمقترنة بارتكاب جنايات أخرى، هي قتل
والشروع في قتل عدد آخر من المجني عليهم من المتظاهرين على النحو المبين:
"ما حصلش مني كده وأنا شخصيا كنت نازل في ميدان التحرير من غير سلاحي
الشخصي، وخدماتي كلها بعيدة جدا عن نطاق ميدان التحرير". وأكد أن الشرطة
لم تنسحب من الميدان.
وعند سؤاله عن الحالات التي يجوز فيها لقوات الأمن المركزي إطلاق
الأعيرة النارية الرصاص أو الخرطوش قال: "يُسأل في ذلك الأمن المركزي،
وأنا عن نفسي ما شوفتش أمن مركزي ضرب نار على المتظاهرين".
وأضاف: "ما حدث بالنسبة لهذه المظاهرات هو أنه ورد لي إخطار من مباحث
أمن الدولة يوم 22 يناير يفيد بأن بعض العناصر الاحتجاجية في عدة محافظات
سوف تنظم حركة احتجاجية، وخلال هذا الاجتماع كلف الوزير الأمن المركزي
بتأمين ميدان التحرير وجميع نطاقاته ومنافذه، وحذر من إطلاق طلقة واحدة من
أي جهة، وذكر أنه لو حصل أي شغب أو تخريب يتم التعامل من خلال الأمن
المركزي"؛ وذلك وفقا للشروق.
وتابع: "أنا قلت في الاجتماع إن آخرنا إطلاق غاز، والوزير وافق على
كده، وبعد كده عملت اجتماع عندي في المديرية طالبت فيه اللواء عاطف أبو
شادي -مدير أمن الدولة في القاهرة- علشان لو عنده تفاصيل يقولها، وحضره
اللواء أحمد رمزي وحضر اللواء نبيل بسيوني -مدير أمن قوات الأمن المركزي
في القاهرة- وحضره مديرو الإدارات العامة بالقاهرة".
واستطرد:" اللواء أبو شادي قال إنه عمل تنسيق مع بعض القوى السياسية،
وانتهوا إلى أن أعداد المتظاهرين رمزية من القوى السياسية، وأنا أعدت
الكلام مرة ثانية على اللواء رمزي على أن يتولى تأمين منشآت التحرير
ووزارة الداخلية، حسب ما قرر وزير الداخلية، وكذلك مجلسا الشعب والشورى".
وأكمل: "اقترحت على اللواء رمزي أن المظاهرة سلمية وما فيش داعي
للأفراد تبقى حاملة الدروع والعصي يتركوها في السيارات لوقت الحاجة، مع
إعطاء التعليمات التي سبق ذكرها بكيفية التعامل عند المظاهرة وعدم استخدام
الأسلحة النارية وعدم الانسياق وراء استفزاز بعض المتظاهرين، بجانب نزول
عناصر العلاقات العامة للتعامل مع رجال الإعلام وتحديد دور لكل من
المديرين المشاركين بذلك الاجتماع".
وأتبع:"وسألت اللواء رمزي إذا كان يحتاج إلى تعزيزات لقوات الأمن، وقال
إنه لديه قوات كافية، وفي حدود الساعة الخامسة عصرا كانت الأعداد قد وصلت
60 ألف متظاهر كلها سلمية، والشرطة بتهزر وتتكلم معاهم وما فيش احتكاك،
وفي نفس الوقت تقريبا أخطرنا أن هناك مجموعتين من الأفراد، إحداهما متجهة
من كوبري قصر النيل من محافظة الجيزة وعددهم قرابة 15 ألفا، والأخرى من
شبرا الخيمة وعددهم نحو 15 ألفا أيضا، وانضموا للموجودين في ميدان التحرير
والأعداد التي جاءت مؤخرا كانت تحاول الاحتكاك بقوات الأمن المركزي،
وكانوا بيشتموا ويحدفوا طوب، وبدأت الاحتكاكات تتزايد بحدف كميات كبيرة من
الطوب، أو دفع قوات الأمن المركزي، وأنا فاكر إن في اليوم ده عسكري أمن
مركزي مات ودهسوه وبدأ ضرب الطوب والأيدي، وهذه الاشتباكات كانت تتم على
فترات متباعدة دون أي رد من قوات الأمن المركزي، سوى صد الضربات".
وأعلن الشاعر أنه في هذا اليوم أيضا عقد اجتماع مع الوزير بناء على
خطاب آخر من أمن الدولة، يفيد الاتفاق أيضا بوجود تجمعات أخرى، ولم يحضر
هذا الاجتماع اللواء رمزي، وقال: "علمنا أن المتظاهرين يجهزون لمظاهرة
مليونية وسموها جمعة الغضب، وتم تكثيف الخدمة والانتشار على مستوى
المدينة، وأنا أصدرت أوامر لكل المديرين بضرورة وجود خدمة بديلة لمواجهة
أي مواقف طارئة، وأصدرت قرارا بسحب الأسلحة الآلية الموجودة مع الخدمات في
خط سير المظاهرة، والاكتفاء بتسليح طبنجة بالنسبة للبنوك وشركات الطيران
القريبة من ميدان التحرير".
وأكد أن صباح يوم الجمعة تأكد بنفسه من انتظام الخدمة في أماكنها
وتابع: "وعاوز أقول إن حبيب العادلي أخبرني في الاجتماع الذي سبق هذا
اليوم بأنه أجرى تنسيقا مع أشخاص لم يذكرهم على قطع التليفونات المحمولة
وخدمات الإنترنت، بقصد منع حدوث اتصال بين مجموعات المتظاهرين والقوى
السياسية المشاركة في المظاهرة، وأنا كنت موجودا بنفسي في هذا اليوم في
ميدان التحرير، وصليت هناك ولم يكن عدد المتظاهرين كثيرا قبل الصلاة، ولكن
بعد الصلاة فوجئنا باتصالات كثيرة على جهاز اللاسلكي بأن مجموعات كبيرة
تقترب من ميدان التحرير، وظلت الأعداد تتزايد في الميدان، وبدأت أعمال شغب
من الذين دخلوا الميدان، وبدأت الإخطارات تتوالى، وبدأ يحدث ضرب طوب بشكل
عنيف على قوات الأمن وإلقاء زجاجات المولوتوف".
"وفي التوقيت نفسه بدأ يصل لنا إخطار بدخول المتظاهرين الأقسام ومحاولة
صدهم ومنعهم، وتمكنوا بالفعل من اقتحام بعضها وحرقها وسرقة السلاح، وإخراج
المساجين والاعتداء على الضباط، ووصلت أيضا إخطارات بحرق مقار الأحياء
وسيارات الإطفاء وعربات الأمن المركزي، وعن استهداف مساكن الضباط وأسرهم
وسياراتهم، وفي هذا التوقيت جاء لي تليفون من الوزير يطلب فيه تكثيف
الخدمات أمام مبنى التليفزيون والمتحف المصري، وفي الوقت ده كان الأمن
المركزي يتعامل بصد المتظاهرين عن طريق قنابل الغاز والصوت".
واستطرد: "جاء لي اللواء نبيل بسيوني خلف كردون الأمن المركزي بشارع
محمد محمود وعرض علي فكرة طلب مساعدة من الجيش؛ لأنه يخشى عدم السيطرة على
الموقف، واتصلت بوزير الداخلية، وأخبرته بأن قوات الأمن المركزي تحتاج إلى
الجيش، فرد الوزير بأنه "تم"، وكلمة "تم" تعني أنه تم التنسيق مع القوات
المسلحة، وبقينا نلاحظ الموقف خلف الكردونات، وجاء لي إخطار أنهم بيضربوا
زجاجات مولوتوف من فوق كوبري قصر النيل، فكلمت الأمن المركزي للتعامل مع
الموقف، وبدأ وقتها نزول طلائع القوات المسلحة أمام مبنى التليفزيون حوالي
الساعة السادسة مساء، وعرفت أن هناك دبابتين وصلتا إلى الوزارة، وجاءني
إخطار بأن متظاهرين اقتحموا مديرية الأمن فتوجهت إلى هناك، ولكن لم أجد
شيئا".
وأكمل: "لكني كنت أسمع صوت اقتراب المتظاهرين، واتصلت بالأمن المركزي
وطلبت تعزيزات أمنية، وبعدها أجريت اتصالات، وعرفت أن هناك ضرب نار تجاه
الوزارة استمر نحو ساعة، بالإضافة إلى زجاجات مولوتوف، وأنا كنت أتابع
المديرية، وعرفت أن هناك 7 آلاف واحد قادمين إليها، ونزلت أقف وسط الضباط
لأرفع من معنوياتهم، إلى أن انصرف "العيال"، ونسيت أن أقول إن مساء يوم 28
كانت هناك سيارات إسعاف تخرج منها طلقات نار على الخدمات في قطاع الشرق،
وجاء لي إخطار بأنه تم اختراق السفارة الأمريكية، وأن هناك سرقة لـ22
سيارة من الجراج الموجود أمام مصلحة الأدلة الجنائية".
"وفي اليوم التالي جاء إخطار آخر بتهريب المساجين وحرق سيارات، وكان
معظمها متعلقا بالمنشآت الشرطية، وبدأ المتظاهرون ينصبون خياما في ميدان
التحرير؛ للمطالبة برحيل الرئيس مبارك، وفي يوم 30 يناير وقع أهم حدث، وهو
محاولة هروب مساجين من سجن الاستئناف، وأمكن السيطرة عليها بالتنسيق مع
الجيش الذي كان بدأ ينتشر، وأنا عملت لجانا لحصر المسروقات وبدأت الأوضاع
في الاستقرار نسبيا".
واختتم أقواله قائلا: "بدأت تجميع الضباط لرفع معنوياتهم، وكنت وقتها
مقيما في المكتب ولم أغادره من يوم بداية السنة، وفي يوم 2 فبراير شاهدت
على التليفزيون محاولات مجموعة يمتطون خيولا وجمالا الدخول إلى ميدان
التحرير، وحدثت اشتباكات بينهم وبين الموجودين بالميدان، واستمررت في عملي
ومتابعة الحالة الأمنية، وبعد كده جاء لي اللواء وجدي صالح، وقال لي قدّم
استقالتك، وفعلا قدمتها على أنها تعليمات من جهات عليا، وكان ذلك في يوم
14 فبراير مساء، وأنا أقسم بالله من ساعة ما بدأت الأحداث يوم 25 يناير
حتى مساء يوم 28 يناير لم يحدث أن أطلقت رصاصة، ولم أسمع صوت طلقة واحدة،
وكنت نازل من غير سلاح وما كنتش متوقع إن الأحداث ممكن تتطور بهذا الشكل".