خايف من الموت فبِعِد عني.. بحبه ومش قادرة أنساه

خايف من الموت فبِعِد عني.. بحبه ومش قادرة أنساه
















رانيا فهمي







لايوجد شيء اسمه الحب الأول الذي لا يُنسى









أنا باشكر موقع بص وطل على مجهوده الرائع.. أنا عندي مشكلة ومش لاقية حد جنبيـ ولا حد اشتكيله، ومالقتش غيركم أقدر أتكلم معاه



أنا عندي 18 سنة، اتعرفت على واحد من أكتر من
سنة. هو بيحبني بجنون وهو إنسان محترم ومتدين جدًّا جدًّا.. هو أول إنسان
أعرفه في حياتي، وعمري ما كلمت حد غيره.



عمل حاجات كتير أوي عشانه، لدرجة إنه ساب أهله
في البلد وجه عاش في شقة في البلد اللي أنا فيها لوحده عشان يقدر يشوفني،
وكان متفق معاي إنه أول ما يخلص كليته هيتقدم لي. وطلب مني أكلم ماما عنه
وأخليها تكلمه، بس أنا ماقدرتش أكلمها في حاجة زي دي.



المهم.. لقيته مرة بيتصل بيّ وبيبكي بطريقه
فظيعة ومنهار خالص، وبيقول لي: "إنتِ لازم تبعدي عني، أنا مش عايزك في
حياتي"!.. كلامه جرحني أوي خصوصًا إني ماعملتلهوش حاجة.. وسألته: "ليه؟"
قال لي: "مش هينفع أقول لك.. سامحيني وادعي لي".. أنا ماكنتش مصدقة، بس
قلت أسيبه براحته وبلاش أتقل عليه، وقلت يمكن يرجع.. وقعدت حوالي 3 أسابيع
مش بكلمه ولا هو بيكلمني خالص، ودي كانت أسوأ فترة عدت عليّ في حياتي..
والله كنت باموت فيها!!



المهم في العيد بعت لي رسالة قال لي فيها: "كل
سنة وإنتِ طيبة، ياريت تسامحيني وتدعي لي ربنا يشفيني". اتصلت به وقلت له:
"مالك؟" واتحايلت عليه.. قال لي إنه هو تعب وراح للدكتور، وقالوا إنه عنده
القلب، وهو عمل كده عشان خايف عليّ.. أنا طبعا منهارة من وقت ما عرفت وقلت
له يسامحني إني شكّيت فيه وسبته، وطلبت منه إني أكون جنبه بس هو ماوافقش..
قال لي: "ماقدرش أشوف نظرة شفقه في عينيكِ".



قال لي: "أنا آسف.. أنا بس قلت لك عشان خايف
أموت وإنتِ مش مسامحاني".. أنا مش عارفة أعمل إيه أنا هاموت من غيره.. ومش
قادرة أسيبه أنا مافيش حد حس بيّ ولا حبني زيه.. أرجوكم ساعدوني وقولوا لي
أعمل إيه.. أنا تعبانه أوي ومش عارفة أركز في حاجة.. أنا آسفة أوي طولت
عليكم سامحوني..


mony



صديقة "بص وطل" العزيزة، لا أسف بين
الأصدقاء، أشعر بكِ تمامًا، ولك الحق في ضيقك؛ فمن الصعب أن نجد إنسانًا
نثق في حبه لنا، والأصعب أن نُحرم قربَه، خاصة -وكما ذكرتِ- حينما يكون
الحب الأول، لكن الله عز وجل حينما يبتلي عبده فلا بد أن نكون واثقين أنه
لايختبرنا بشيء فوق طاقتنا.

عزيزتي، أن تحبي شخصًا فهذا جميل.. ولكن حبنا لله هو الأجمل والأبقى،
وبكل تأكيد فإن رحمة الله وحبه لنا أكبر وأوسع بكثير. أعلم أن مشاعرنا قد
لاتكون لنا سلطة عليها، خاصة حينما نجد من نحب بحاجة إلى حنان وعطف وود
وقرب، لكننا لانستطيع التعبير لهم عن ذلك.

كان الله في عونكما عزيزتي، لكن اسمحي لي أن نتحدث بشيء من التعقل..
أنتِ عزيزتي لا تزالين صغيرة السن، وبالتالي فإن مشاعرك في بدايتها،
وتسيطر عليك العاطفة أكثر من أي شيء آخر.. إنه سن المراهقة، وقد تكون
علاقتك بوالدتك متأثرة بهذه المرحلة سلبًا، ولكن أدعو الله أن أكون مخطئة
وأن تكون والدتك أو أحد إخوتك أقرب لكِ من أي إنسان آخر في الدنيا، فأنتِ
بحاجة ماسة إلى صديق قريب منكِ تثقين في حبه وقربه، يحتويك بحنان الواعي
المتفهم لمرحلتك العمرية.

صغيرتي الكبيرة عقلاً؛ تفهّمي ما أقول.. لايوجد شيء اسمه الحب الأول
الذي لا يُنسى، أو الذي سنموت إذا لم نحصل عليه، بل إن هناك الحب الذي
يقربنا أكثر من الله؛ فكلما اقتربنا كلما أصبحنا أكثر سعادة.. أما
الارتباط الأول فإما أن يكون من نصيبنا، وإما أن نتعلم منه أشياء تكون
بمثابة خبرة تساعدنا في الاختيار الصحيح فيما بعد، لذلك فلا بد من أن يكون
ارتباطًا في النور لانخشى أن يعرفه الآخرون، فهذا يزيدنا قوة وقدرة على
اجتياز أي مشكلة نتعرض لها.

أن تحبي هذا الشاب الذي أدعو له بالشفاء والعافية شيء رائع، لكن ماذا
لو أن الله لم يقدر لكما الزواج هل هذا هو آخر المطاف؟ بالطبع لا.

مارأيك في أن تتاجري مع الله؟ نعم، تتُجاري مع الله فتحصلي على سعادة مضاعفة ورضا لا يقارَن بكنوز الدنيا.

لقد أعطاكِ الله اختبارًا إذا اجتزتِه فُزتِ براحة القلب والعقل معًا..
لا تفكري كثيرًا في مرض الشاب وكيف هو الآن؛ فالله أحن عليه منك، وكل ما
عليك هو المداومة على الدعاء له ولكل مريض.

لا تشعري بأن البعد عنه معناه البعد عن الحياة، بل هو اقتراب أكثر من
فعل الخير، وشكر الله على نعمة الصحة، وتذكرة دائمة بأن الله أحن علينا من
أنفسنا. وثقي أن عدم الزواج بهذا الشاب فيه خير لكليكما، وأن الله لم
يخلقنا ليعذبنا، بل ليسعدنا. وقد نعتقد أن في بعض الأمور شقاءنا، وبعد
فترة نكتشف أنها خير أكيد ونحمد الله عليه ليل نهار.

اصبري عزيزتي وادعي له بالصبر، وثقي أن مرضه مجرد سبب -ليس أكثر ولا
أقل- في أن تبتعدا أحدكما عن الآخر في هذا التوقيت، وأن قربكما من الله
واللجوء إليه كفيل بأن يبدل الأحوال من السيء إلى الأفضل، ومن الشقاء
للسعادة.

انظري للأمام، وتابعي حياتكِ وثقي في الله؛ فما أراد بكما إلا الخير،
ولاترهقيه بمحاولة الاتصال به، فأنت بذلك ترهقين مشاعرك وتضرّينه حينما
يراكِ وهو يشعر أنك بعيدة عنه.


عزيزتي، أنتما الآن في أمس الحاجة إلى القرب من الله، وليس
لفعل أشياء تبعدكما عنه، فلا تنسي أنه ليس زوجك، والعاطفة قد تكون سببًا
يبعدنا عن الله.

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا