مش عارفة أحترم نفسي أنا فعلاً تعبت وباعترف إني ضعيفة أوي
بصراحة مش عارفة أبتدي منين وإزاي؛ بس أنا
فعلاً تعبانة أوي، ومحتاجة أتكلم وأفضفض، محتاجة حد يقول لي أعمل إيه في
مشكلتي، ومحتاجة حد يدعي لي من قلبه.
أنا عندي 25 سنة، عشت عمري
كله ماشية زي الألف مابابصش ورايَ، الكل بيشهد بأدبي وأخلاقي وتربيتي، عشت
عمري كله كده، عمري ما كلّمت شاب؛ برغم إني كنت في مدارس مشتركة؛ حتى
المعهد كان مشترك؛ ولكن كنت رافضة تماماً إني أبقى رخيصة وسهلة لأي شاب.
فضلت
كده كتير، نفسي أحب زي كل بنت، وأتحب وأعيش الحب؛ ولكن كنت مستنية أعيشه
صح مع البني آدم اللي هيطلب حبي في النور قدام الدنيا كلها، وفضلت كده
كتير لحد ما في وقت اتقدم لي فيه شاب، كان أكبر مني بـ3 سنين، اتقدم لي
وأنا ماكنتش أعرفه ولا يعرفني، كل الحكاية حد رشّحني ليه، وخلاه شافني من
غير ما أعرف، ودخل البيت واتقدم لي؛ بس طلب إننا نقعد أكتر من مرة مع بعض
علشان نتكلم، ونتعرف ببعض قبل أي حاجه رسمي.
وفعلاً بدأ يكلمني في
التليفون بعلم أهلي لأنهم كانوا مديينه الأمان؛ لأنه كان حد محترم أوي،
بيصلي ويعرف ربنا، بني آدم جامعي، ابن ناس، وفعلاً اتعرفنا على بعض،
وعلشان أنا ماكانش ليّ أي تجارب، وعلشان عشت طول عمري قلبي فاضي، دخل قلبي
بسهولة، مش بس علشان كان نفسي أحب؛ بس علشان لقيت فيه كل المواصفات اللي
كنت باتمناها، وأهمها إنه يكون بيصلي وبيعرف ربنا وملتزم.
ومع كلام
الحب اللي كان بيقوله لي طول الليل والنهار والوعود الكذابة، فعلاً حبيته
أوي، واتعلقت بيه جداً، وهو اتكلم معايا، ومع أهلي إننا نتجوز على طول
علشان هو جاهز، وعلشان ظروف شغله خارج مصر، وأنا كل ده كنت حاسة إني طايرة
في السما، وإني فعلاً صبرت ونُلت.. وفي آخر مكالمة بيني وبينه، قال لي:
إنه خلاص هيجيب أهله وييجوا علشان يتفقوا مع أهلي على كل شيء.
وفجأة
بدل ما ييجي تليفون يطلبوا فيه ميعاد مع بابا، كلّم بابايا وقال له: كل
شيء نصيب فجأة، ودون أي سبب؛ على الأقل سبب أعرفه.. أنا ماحصلش مني أي
حاجة، ولا خير ولا شر، وحتى لو حصل كان بس يقول لي فين غلطي ويسيبني
بعدها؛ بس مع الأسف ماحصلش.
وأنا حفاظاً على الجزء الباقي من
كرامتي ماحاولتش حتى أتصل بيه أسأله؛ بس الصدمة كانت شديدة أوي عليّ؛
لدرجة إني جالي اكتئاب شديد، ولا بقيت آكل ولا أشرب ولا أنام؛ بس بافكر
وبادوّر على أي سبب يخليه يغدر بي بالشكل ده.
وعلشان خاطر أمي
وأبويا اللي كانوا بيتقطعوا علشاني، وبكرم من ربنا، خرجت من الحالة دي؛ بس
مع الأسف ماخرجتش منها سليمة.. بعدها على طول جات لي حالة غريبة أوي، حاسة
طول الوقت إني عايزة أحس إني مرغوب فيّ وبس من أي حد؛ كبير، صغير، متجوز،
مش متجوز، أي حاجة.. ومع الأسف دخلت في دوامة صعبة أوي، وهي دوامة النت
والشات.
والقطة اللي عاشت طول عمرها مغمضة، فتّحت وعرفت الدنيا؛ بس
عرفتها في طريق غلط، وعارفة إنه غلط، ومشيت فيه بقالي 3 سنين، مش عارفة
أخرج منه.
دعيت ربنا كتير إني اتظلمت وعايزة ربنا يجيب لي حقي
ويعوضني، وفعلاً ربنا استجاب لي، وبقى يتقدم لي ناس كتير، وكلهم ماكانوش
فارقين معايا؛ لأني ماعرفهمش، ولأني خايفة أعيد التجربة.
واتقدم لي
شاب كويس ابن ناس وجامعي وملتزم وفيه من الصفات الحلوة كتير؛ لكن كل
مشكلتي معاه إني لسه مش عارفة أخرج من الدوامة اللي دخلتها؛ برغم وجوده في
حياتي اللي ملاها حب ورومانسية وثقة في نفسي رجعها لي، وكل حاجة هو إداها
لي.. ومع الأسف مش عارفة أرجع أتوب لربنا، وباندم في كل لحظة على إني
باعرف شباب غيره وباخونه، وباوعد ربنا إني مش هارجع، وفي لحظة واحدة
باضيّع كل وعودي لربنا وبارجع تاني أكلم ده وده، وأقفل مع ده، وأحب ده،
وده يحبني.. علقت ناس كتير أوي بيّ فيهم اللي متجوز، وخليته كره مراته
بسببي.
أقسم لكم بالله أنا مش بابقى قاصدة ده، ومش عارفة أنا باعمل
كده ليه، أنا عمري ما كنت وحشة كده، ولا بالأخلاق دي، أنا باتقطع من
جوايا، ومش عارفة آخرة الطريق ده إيه، ومش عارفة آخرة ظلمي لخطيبي إيه،
ولكل واحد علقته بيّ، وقلت له: بحبك وأنا باخدعه، وفي كل واحدة شغلت جوزها
عنها، وأخدت جوزها منها.. أنا مش عارفة ربنا ممكن يسامحني على كل ده.
قولوا
لي بالله عليكم أعمل إيه؟ أنا فعلاً تعبت وباعترف إني ضعيفة أوي؛ برغم إني
كنت قريبة لربنا أوي؛ بس بقيت باستحي أقف قدام ربنا بعد كل اللي باعمله.
ساعدوني بالله عليكم، وادعو لي بالهداية.
dodyربنا يهديكِ ويهدينا، ويرشدنا جميعاً للطريق المستقيم، ويساعدنا على أن نتغلب على شيطان أنفسنا الضعيفة آمين.
أندهش
كثيراً من الرسائل التي يظهر فيها التحوّل العميق والجذري في سلوك
الإنسان، من الإيمان والتقوى والورع، إلى الفسق وارتكاب المعاصي والكبائر،
وباستمرار ودون خشية من الرقيب الأعلى الذي لا يغفل ولا ينام.
كنت
سأجد عذراً لك فيما فعلتِه إذا قلت إنك خدعت شاباً واحداً بعد صدمتك، صحيح
أن الصدمة ليست مبرراً للخديعة؛ لكني كنت سأتفهم الدوافع، وأتعاطف معك؛
لكني أتعجب فعلاً من سهولة قيامك بكل هذه الذنوب، وأكثر من مرة وبلا
توقّف؛ فكيف استطعت هذا برغم قولك إنك تعيشين مع والدك ووالدتك، وحرصت
مشكورة على عدم تعذيبهم، وقاومت شعورك بالاكتئاب حتى لا تزيد حسرتهم
عليكِ؟
وأسألك: كيف لم يلاحظوا أفعالك، التي -بالتأكيد- أثّرت
على أحوالك وروتينك اليومي، الذي اعتدتِه، ولا تقولي من فضلك إنك حافظت
على روتين التقوى والورع، وانتظمت في فروضك، ثم تذهبي لتُكلّمي شاباً
وتخدعيه، وزوجاً تُقلّبيه على زوجته!!
فلن أصدّق أبداً أنك بعد
تمثيلك لدور المحبة الولهانة تقفين بين يدي ربك لتسأليه أن يهديكِ الصراط
المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين!!
مستحيل
أن تكوني ملتزمة في صلاتك وتقرئين الفاتحة، وتخاطبي الله عزّ وجل شاعرة
بوجوده تعالى حولك ومعك، وتفعلين ما تفعلينه من خداع وخراب للبيوت وتقليب
للصدور!
لا أقول إن من يصلي لا يخطئ؛ فمهما فعل فهو في النهاية
بشر؛ ولكني أقول بثقة ويقين: إنه من المحال أن يستعذب الإثم ويصرّ عليه؛
كيف وهو يدرك أن خالقه موجود، وأن الحساب حق والجنة حق والنار حق؟
ألمس
في رسالتك محاولة للتظاهر بالشعور بالندم، والإيحاء بأنك لم تفعلي هذا إلا
بسبب ما تعرضت له من صدمة، ورغبتك في التخفيف من وطأة هجر الشاب الأول لك؛
لكنك تخدعين نفسك بشدة إذا تصورت أن هذا التظاهر سيعفيكِ من إثم ما
تفعلينه؛ ألم تسمعي أبداً عن فتاة حلمت ببيت مستقرّ في إطار قصة حب رائعة
وبمباركة الأهل أيضاً، وعاشت سنوات على حلم جميل لينقلب كل شيء ويضيع الحب
وتتبخر الأحلام؟ ألم تسمعي عن نساء تزوجن ممن اختارته قلوبهن، ثم اكتشفن
بعد الزواج ما لم يكن في الحسبان من سوء معاملة وعشرة غير طيبة؟
إن
هذه الحالات ليست نادرة، وتحدث كل يوم، وستحدث كل ثانية؛ فمنهن من تحزن
قليلاً أو كثيراً؛ لكنها في النهاية تتخطى الأمر وترضى بقضاء الله تعالى
وقدره، وتعلم جيداً أنها إذا رضيت فإن الله سيُرضيها؛ فالرضى لمن رضي،
وأما من تقنط من رحمة الله وتسخط لقدَره؛ فلها السخط والغضب منه تعالى.
إنك
يا صديقتي تخدعين نفسك بهذا المبرر الواهي المتمثّل في رغبتك في الشعور
بالاهتمام حتى تستعيدي الثقة في نفسك؛ فهو منطق محكوم ببطلانه منذ
البداية، وزاد البطلان بعد أن رزقك الله تعالى بشاب من أصل طيّب تقولين:
إن به من الصفات الطيبة التي تعوّض أي فتاة عن حرمانها وعذابها.
تخدعين
نفسك حقيقةً إذا استمررت في لعب دور الضحية؛ لكنك لن تخدعي ربك أبداً فهو
تعالى يُمهل ولا يهمل، وقد أمهلك كثيراً؛ فلا تتمادي في الغي، وارضي
بقضائه، واعلمي أنه دائماً وأبداً يُقدّر الخير، ولا تتفاخري بماضيك قبل
سقوطك المدوّي، ولا تقولي: إنك لست بهذا السوء؛ مُدّعية التزامك في
السابق؛ فهذا الالتزام لم يمنعك من السقوط في المعصية؛ لأنك ببساطة كنت
مؤهلة لها، وانتظرت فقط الفرصة.
يا صديقتي إن المؤمن القوي خير
وأحبّ إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ومن السبعة الذين يُظلّهم الله يوم
لا ظل إلا ظله؛ رجل دَعَته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال إني أخاف الله؛ أي
أن الفرصة كانت سانحة وسهلة ومغرية؛ لكن ما منعه فقط هو خشية الله التي إن
لم تمنعك؛ فلن يمنعك خوف من فضيحة وعار سيلتصقان بك وبوالديك للأبد،
وستكون حسرتهما وخيبة أملهما في فلذة كبدهما غير محتملة.
أفيقي
وصارحي نفسك، واعذري لي قسوتي؛ فأنا فعلاً أخشى عليكِ من طريق مُظلم لن
يوصلك لشيء إلا الضياع والحسرة والندم والعذاب في الدنيا والآخرة.
وفّقك الله وهداكِ إلى صراطه المستقيم.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا