بالصور.. والدة الشهيد إيهاب نصار ترفض التعويض وتنتظر الثأر Apr
17
2011
استشهد إيهاب على يد اثنَيْن من ضبّاط القسم بعدما أطلقوا عليه النار في رأسه
رغم مرور ما يقرب من 3 أشهر على استشهاد ابنها،
فإن الحزن لا يُفارقها، ولا تخرج من غرفتها، ولم تخلع ما عليها من ملابس
الحداد... إنها الحاجة زينب عبد الصمد (62 عاما)، والتي ترفض تلقّي العزاء
في ابنها إيهاب نصار حتى الآن، ورفضت أيضا الحصول على أي تعويضات؛ لأنها
تُؤكّد أنه لن تبرد نار قلبها إلا بعد الأخذ بالثأر من ضبّاط الداخلية
الذين قتلوا ابنها، موضّحة أن القتلة لا يزالون أحرارا، ويمارسون عملهم.
عندما
توجّهت إلى الحاجة زينب بمنطقة إمبابة لم أضلّ الطريق إلى مسكنها؛ فالجميع
هناك يعرفونها جيّدا، بعد أن لقّبوها بـ"أم الشهيد"، بل أطلقوا على الشارع
الذي تُقيم به شارع "الشهيد كريم" -وهو اسم الشهرة لابنها إيهاب- وعندما
صعدتُ درجات السلم البسيط لمنزل الشهيد، استقبلتني الأم، والتي لديها
ثلاثة من الأبناء، وإيهاب هو أصغرهم (26 عاما).
مساعدة الأسرة
وقد
ترك إيهاب التعليم وهو في المرحلة الثانوية، لكي يخرج للعمل ويُساعد أباه
-الذي خرج على المعاش- ويُساهم أيضا في توفير نفقات زواج إخوته؛ فهو كان
يشعر بالمسئولية منذ صغره، واستطاع أن يشتري "توك توك" للعمل عليه ليل
نهار، حتى تمكّن من مساعدة إخوته في الزواج، ليقوم بعدها بشراء كل
مستلزمات منزل العائلة وتجديد أثاثاته؛ وآخرها شراء جهاز تليفزيون وسجاجيد.
وقبل
أن يستشهد إيهاب بأيام قليلة، كان قد فاتح أباه وأمّه في مسألة زواجه في
أقرب وقت، وبالفعل قام بشراء بعض مستلزمات زواجه، وكان يبحث عن العروسة
المناسبة، ولكن لم يُمهله القدر.
أشارت الأم إلى أن ابنها كان مُشاركا في ثورة الشباب منذ يومها الأوّل
المشاركة في الثورة
وأشارت
الأم إلى أن ابنها كان مُشاركا في ثورة الشباب منذ يومها الأوّل، وكان لا
يُبالي بخوفها عليه؛ لأنه كان مقتنعا أن الثورة ضد الظلم والفساد واجب
مقدّس، وكان أكثر شيء يُطالب به من خلال مشاركته في الثورة، هو عودة
الكرامة للمواطن المصري، خاصة أنه كان يُفكّر دوما في الهجرة للعمل
بالخارج؛ لشعوره بالإهانة في وطنه.
أما عن تفاصيل يوم الاستشهاد
(29 يناير 2011) فقد أوضحت الحاجة زينب أن ابنها كان عائدا لتوّه عصر هذا
اليوم من إحدى التظاهرات بالتحرير، وقبل أن يخلع عنه ملابسه عرف من خلال
جيرانه أن ضبّاط قسم شرطة إمبابة يُطلقون النار على المتظاهرين الذين
تجمّعوا حوله للمطالبة بتغيير قيادات الأمن به، وأراد إيهاب أن يذهب
للمشاركة في هذه المظاهرة، والاطمئنان على أصدقائه الذين سبقوه إلى هناك.
قُبلة على جبين الأم
وفي
هذه اللحظة -وقبل أن يخرج إيهاب- طبع قُبلة على جبين أمّه التي طلبت منه
استبدال ملابسة بأخرى، وأن ينتظر حتى يتناول وجبة "المحشي" التي يعشقها،
ولكنه قال لها: "يا عالِم يا ماما مين اللي هياكلها"، وشعرت الأم بأن شيئا
ما سيحدث لابنها، وانقبض قلبها خوفا عليه، فأخذت تتضرّع إلى الله في
صلاتها حتى يعود لها سليما، ولكنّ مشيئة الله كانت قد نفذت، واستشهد إيهاب
على يد اثنَيْن من ضبّاط القسم، بعدما أطلقوا عليه النار في رأسه من
الخلف، وتهشّم المخ تماما، ليسقط شهيدا وسط صرخات الأهالي، الذين حملوه
إلى المستشفى، ولكن كانت روحه قد صعدت إلى بارئها.
القتلة ما زالوا أحرارا
لَمْ
تشعر الأم بنفسها عندما عَلِمت بالخبر، ولم تُصدّق الأمر، وهي حتى الآن لا
تزال تنتظر دخول ابنها عليها، ولكن بالها لم يهدأ حتى الآن، فرغم فرحتها
بنجاح الثورة وتقديم رموز النظام السابق للمحاكمة وشعورها بأن دم ابنها لم
يذهب هباءً، فإنها تريد القصاص العادل مِن ضبّاط الشرطة الذين قتلوا
ابنها، خاصة أنهم لا يزالون أحرارا، رغم أنها تقدّمت ببلاغات لأكثر من
جهة، واستخرجت جثة ابنها للتشريح بعد دفنه بأكثر من 20 يوما.