رسالة من شهيد!! رسالة من شهيد.. لإنني أحبكم وأحترمكم أرفض أي درجة حزن على مبارك أو تعاطف
لن أذكر اسمي فقد فزت "بأغلى" لقب.. الشهيد..
أنا
شاب مثلكم سواء أكنتم شبابا أم كبارا في السن، وشاركتم بالثورة في التحرير
أو بالسويس الباسلة أو الإسكندرية الشامخة أو سائر مدن وقرى وشوارع مصرنا
الحبيبة، أو شاركتم بالدعاء وأنتم في بيوتكم "وخفتم" علينا وتوسّلتم
للخالق عز وجل أن يُهلك الظالمين والمنافقين.
ولا أنسى أحبائي
الذين لم يشاركونا بالثورة ولا بالدعاء بل وتهجّموا علينا، فكما علمت من
زميل لي أن أهالي منطقته كانوا يمنعون الشباب من التوجه للتحرير حتى لا
يخربوا البلد.
ونسيوا أن "العمار" لا يحدث أبدا دون الحرية فهي "الأوكسجين" لأي نجاح في الحياة، سواء أكان وطنيا أم شخصيا..
وأسامحكم
من كل قلبي فربما "خفتم" من انتقامه وبطشه المعتاد، ونسيتم أن الله هو
القوي الجبار، فلم تتذوقوا "روعة" "الاستقواء" بالخالق، ثم الإحساس
بالحرية وبطرد الخوف "وتنفس" العزة وهو شعور بديع أدعو لكم جميعا
بالاستمتاع به طوال ثواني أعماركم وسنواتها.
فالحياة مهما طالت
قصيرة، وسيحاسب الرحمن الجميع عما فعلوه بأعمارهم، ولماذا قبلوا أن يكونوا
من المستضعفين بالأرض؟ بل ولماذا ساعدوا الظالم ليس بالصمت فقط ولكن
بالعداء لمن "تحركوا" ضد الظلم ليصنعوا "بعد" الاستعانة بالرحمن الحرية
للجميع المصريين، وليس لهم وحدهم بالطبع؟
أقسم لكم أنني أحبكم من
كل قلبي "وأخاف" عليكم كثيرا فمساندة الظالم تفسد الحياة في الدنيا؛ لأنها
أمر غير طبيعي ولأن العدل سينتصر ويشعر من ساند الظالم بالمرارة
"وبالهزيمة"، وهو ما أرفضه لكم جميعا.
وفي الحديث الشريف: من خذل مسلما في موضع يحب نصرته فيه خذله الله في موضع يحب نصرته فيه".
وهو
ما يوجعني بشدة فلم يكن مطلوبا من جميع المصريين الخروج لمناصرة الثورة،
فكان يكفينا المساندة القلبية بلا كلام وألا "تصلنا" الشتائم ونحن نقاتل
الظلم "بصدور عارية" ونهتف: سلمية سلمية.
لسنا أول الشهداء ولن
نكون آخرهم فمعارك الحق والباطل ستستمر، والشهادة "نعمة" رائعة فصاحبها
"يستمتع" بانتصاره على ضعفه الإنساني وخوفه الطبيعي من البطش، ويتحدى
رغبته الفطرية في الهرب من الموت و"يبتسم" له وهو على قيد الحياة، ثم
يستشهد فيجد "النعيم" الحقيقي، وأذكركم بصور الشهداء المبتسمين ولا أزكي
على الرحمن أحدا بالطبع بل "أفرح" بصدق وعد الخالق للشهداء.
وأرجو أن أكون مثل الرجل الصالح الذي ورد ذكره في سورة يس فقال بعد أن قتله الظالمون:
{قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}.
وأذكر بالحديث: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهبة والمثلة" وفي رواية: "من انتهب فليس منا".
ومن
الظلم قلب الحقائق وتبرئة الظالم واتهام البريء، وهذا يصدق فيه حديث النبي
صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدّق فيها الكاذب،
ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها
الرويبضة" قيل: وما الرويبضة؟ "قال: السفيه يتكلم في أمر العامة".
ولأنني
أحبكم وأحترمكم أرفض أي درجة حزن على مبارك أو تعاطف؛ فقد كرمكم الخالق
فكيف يقبل أي مصري الإهانة "ويحرض" أي حاكم جديد على الاستهانة "بأعظم"
شعب مجددا بالتباكي على محاكمة مبارك أو سجنه وحتى إعدامه لكبر سنه؟!
لن
أقول إنكم تخونون دم الشهيد؛ فالشهيد "لا ينتظر" شيئا، فقد فاز "بأروع"
الجوائز بفضل الرحمن ويتمنى العودة للحياة ملايين المرات ليستشهد مجددا.
ولكنكم تخونون أنفسكم "بزرع" العبودية للحاكم الذي سرقكم وسرطن طعامكم وحرمكم العيش الكريم.
فكل
مصري "سرق" منه مبارك راحته النفسية وفرصه في الإبداع في عمله؛ لاحتكار
أتباعه المناصب القيادية وحرمه الاستمتاع بالتعليم اللائق والرعاية الصحية
الآدمية، ووزع العلاج على نفقة الدولة للفنانين ولرجاله الذين أجروا
عمليات التجميل على حساب الشعب الذي يتكدّس مرضى السرطان في مستشفياته
ويبيت بعضهم بالطرقات انتظارا لخلو سرير.
ونعم مبارك بالإقامة
الجبرية في منتجعه الخاص وحمام السباحة الذي صممه أمريكي وفاز بجائزة
دولية عنه، وبنى مقبرته بـ15 مليون جنيه، بينما تهدمت الدويقة على رؤوس
أصحابها وانتشرت العشوائيات وحصل هشام مصطفى على متر الأرض بالتجمع وهو ما
يعادل ثمن رغيفين للخبز والوليد بن طلال على فدان الارض بتوشكي بخمسن
جنيها أي بأقل من كيلو لحم..
وأرجو ألا يقول أحد أن مبارك بريء
والحاشية الفاسدة هي التي سرقت ونهبت؛ فهذا عذر أقبح من ذنب، ويكذّبه ما
يرويه حاليا رجاله المتحولون من قوله عندما أخبروه بعودة مصريين كثيرين
مقتولين من العراق أيام صدام حسين: إيه اللي وداهم العراق وانتم عارفين
المصريين بيعملوا إيه بره؟!
الظلم ظلمات يوم القيامة وأدعو لكل مصري ألا يشارك بالظلم لا بالفعل ولا بالقول..
أما من يقولون بأن الثورة جعلتنا في الشارع، وعطلت الاقتصاد فأردّ: وهل كنا في مصافّ أعلى الدول تقدما "وتهاوينا" خلال أشهر؟!
ولماذا لا تحتفلون بإيقاف النهب المنظم لمصر "وتهتمون" بإعادة الأموال؟
وأتساءل
بكل الاحترام: إذا جاء خادم ليعمل عند أحدكم وسرق البيت هل "ستسمحون" له
بالدخول مجددا؟ وهل "ستقبلون" بأن يأتي بأحد يعرفه ليخدمكم؟
أقول
هذا ردا على من "رجمونا" لرفضنا بقاء كل من عمر سليمان وشفيق بالحكم،
ولأذكّر الجميع بالتوقف عن الاستماع لنفس الوجوه التي فرضها مبارك ونظامه
علينا في إعلامه الخاص والحكومي في الفضائيات والصحف فرغم إعلانهم التحول
ومناصرة الثورة، فما زالوا يبثون "سمومهم" عبر التشكيك في المجلس العسكري
والتعاطف مع مبارك بدموع التماسيح وانتهاز أي فرصة لتشويه الثورة وإشاعة
الانقسام بين الشعب، وأثق في ذكاء الشعب المصري وأنه سيضعهم هم وكل أعداء
الثورة في المكان "والمكانة" التي يستحقونها.