الراجل ده هيجنّني أبعديه دوماً عن أي شيء يصيبه بالقلق والتوتر بقدر الإمكان
أحبائي في الله أسرة "بص وطل".. اشتقت لكم..
مشكلتي ليست مشكلة؛ ولكنني لا أستطيع البوح
للآخرين بما في داخلي.. خطيبي شخص أظنّ أنه منفصم الشخصية؛ فأحياناً يكون
سعيداً، وأحياناً يكون تعيساً، وأحياناً يكون مُهرّجاً.. الحمد لله هو
يحبني حباً شديداً وأنا أيضاً، ومن كثرة هذا الحب نكون كالأصدقاء؛ نبوح
بما في داخلنا لبعضنا؛ لكنه شخص مزاجي إلى هذا حد غريب..
كيف يمكن للإنسان أن يكون حزيناً ويهرّج في نفس
الوقت؟! على سبيل المثال يقول: "اشتريت قميص جميل أوي النهارده".. يتصل في
المساء، ويقول "مش طايق ألبس القميص ده وهارميه"، أو "أنا خارج مع صديقي
فلان"، وبعدها "مش هاخرج معاه ده رخم".. وأحياناً أراه يبتسم ويعبس في نفس
الوقت.. هل هذا مرض أم ماذا؟
أحياناً يشعر أنه يكره بعض الناس بلا سبب، يكره
بعض أصناف الطعام التي يحبها بلا سبب أيضاً، وأحياناً أحمد الله أنه لم
يكرهني حتى الآن.. أعلم أن رسالتي غريبة؛ لكنني أريد رأيكم.
angel.jessy صديقتي العزيزة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ذكّرتني رسالتك بإحدى السيدات كانت قد استشارتني في أمر زوجها، وقد
بدأت استشارتها بأنها مقتنعة أن أغنية الفنانة صباح "الراجل ده هيجنّني"
أغنية "متفصّلة" على زوجها؛ فهو متقلّب لأبعد الحدود، ولا تعرف ملامح
شخصيته حتى الآن؛ على الرغم من أنها تزوّجته منذ خمس سنوات؛ لكن الأمور
تفاقمت بعد الإنجاب؛ فهي ترفض أن يتدخل في تربية الأولاد؛ لأنه كل يوم
بحال، وقالت: "أنا خايفة يلخبط لي العيال".. فما هي حكاية الشخصية
المزاجية؟ ما هي صفات هذه الشخصية؟
1- شخصية متسامحة لأبعد الحدود، وفجأة تتحول لشخصية صارمة عنيفة تثور ولا تقبل أعذاراً؛ حتى ولو كان الأمر هيّناً.
2- التقلّب في القبول والرفض للآخرين والأشياء؛ فهو تارة يعدد مزايا
الآخر، وتارة ينتقده بعنف وبُغض شديد، وهو يحب أن يشتري شيئاً يعجبه؛ لكنه
سرعان ما يمقته، وربما يتخلص منه.
3- عدم القدرة على ضبط الانفعالات التي تتأرجح بين السعادة والانشراح والغضب والعصبية بنفس المقدار والشدة.
4- الاندفاعية والتصرف دون تفكير؛ مما يبعث على الشعور بالندم لما تحمله تصرفاته دوماً من عواقب وخيمة.
5- الشعور المتكرر بالملل والضيق والرغبة في التغيير والتجديد.
6- عدم ثبات صورة الذات؛ فهو يتقلب أيضاً في رؤيته لذاته؛ فهو تارة
واثق من نفسه يعتدّ بها، وتارة أخرى تهتزّ ثقته بنفسه، وهذا ما يجعله
حسّاساً للنقد، ويتسبب في الانقلاب المفاجئ على الآخر.
7- كثير الشكوى والنقد والتذمّر.
8- يُصاب بنوبات متكررة من الحزن والاكتئاب.
وما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الشخصية؟ هي أحد أنماط الشخصية التي تتّسم بتأخر النضج والتطور الذي ينتج عن
تكوين بيولوجي واستعداد نفسي قوبل ببيئة أسرية، ساعدت على ظهور المشكلة؛
فالأسرة التي تفرز مثل هذه الشخصيات؛ إما أنها تُفرط في تدليل الأبناء أو
تعاملهم بنمط يتّسم بعدم الثبات؛ فهذه الأسرة تتعامل مع الأبناء بمنتهى
القسوة والعنف، وفي أوقات أخرى بفرط الحماية والحب، والذي ينتج في الغالب
عن الشعور بالذنب تجاه الابن، بعد معاملته بقسوة.
ويؤدي هذا النمط التربوي إلى خلل في تكوين صورة الذات، وتكوين المفاهيم
عن الآخر، أو الناس بوجه عام، وكذلك المفاهيم عن الأشياء؛ فكما عومل
مسبقاً في طفولته أصبح يتعامل مع كل شيء بنفس المنطق، الذي هو في الأصل
"أكره وأغضب، ثم أندم وأتراجع وأشعر بالذنب".
وماذا عن هذه الشخصية في العلاقة الزوجية:تنتج المشاكل حينما لا يعي الطرف الآخر، ولا يدرك معاناة صاحب هذه
الشخصية؛ فهو متقلب ومرهق لمن حوله؛ لكنه هو نفسه يعيش حالة من المعاناة
أيضاً؛ لذا يجب تعلّم طرق للتعامل مع هذه الشخصية:
1- الهدوء التام حينما يغضب.
2- توقّع نوبات الغضب مُسبقاً؛ بحيث لا يكون مستغرباً أنكِ تجدينه فجأة
عاصفة تهبّ وتقتلع ما في طريقها؛ حتى لا تنفعلي وتدخلي في معركة قد تُنهي
كل شيء.
3- الحب والحنان والاحتواء في غاية الأهمية للتعامل مع هذه الشخصية؛ فتذكّري دائماً أنه طفل.
4- اعلمي أن قدرته على تحمّل المسئوليات قد تكون محدودة؛ فهو لا يطيق تكليفه بأعمال كثيرة.
5- تجنّبي الجدل معه؛ لأن الجدل مع هذه الشخصية لا يأتي بخير.
6- أبعديه دوماً عن أي شيء يصيبه بالقلق والتوتر بقدر الإمكان؛ فهو
يحزن ويقلق بشكل مبالغ فيه، وقد يتحول الحزن عند هؤلاء الأشخاص إلى طاقة
غضب تماماً مثل الأطفال.
7- حاولي في أوقات الهدوء أن تُلفتي نظره لما يفعل بهدف إنماء بصيرته؛
ولكن افعلي ذلك بحذر شديد، وبالتدريج وإذا لاحظت أنه بدأ يغضب، غيّري
الموضوع، وحاولي بعد فترة ولا تيأسي؛ لأنه بحاجة لإدراك ما يفعل حتى يغيّر
من ذاته.
8- قد يحتاج الأمر للمعالج النفسي من أجل العلاج النفسي التبصيري
والمعرفي السلوكي، الذي يصل به إلى إدراك سلوكياته، وفهم ذاته ومشاعره، ثم
يتمّ عمل برنامج علاجي لإحداث التغيير في السلوك.
الأمر يحتاج منك للفهم والحب والصبر.. وفّقك الله.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا