في انتظار "بتوع مصطفى محمود" هل يكون تسجيل مبارك إشارة البدء لأنصاره بمصطفى محمود؟
الكثير من الشعب المصري كان ينتظر التسجيل الصوتي الذي بثته القنوات التلفزيونية للرئيس السابق مبارك، بعد غياب طويل.
ولن
ألتفت هنا إلى ما قاله في خطابه؛ فالخطاب لا يحمل جديداً في لفظه؛ لكنه
يحمل عدة أشياء في جعبته؛ منها: أن النظام يعيد تدوير العجلة مرة أخرى؛
فجميعنا نذكر الخطاب العاطفي الذي كان في بداية فبراير، والذي انطلق بعده
بعض الناس في الشوارع يبكون الرئيس ويطالبون ببقائه والاعتذار له.. وخرجت
فلول المناصرين في ميدان مصطفى محمود.. لكن الله ساعتها أراد أن يكشف
مخططهم؛ فتحركت طوائف البلطجية بأوامر غبية؛ حتى تُجهز على ثوار التحرير..
لكن يشاء الله تعالى أن يتحوّل التعاطف مع مبارك إلى تعاطف مع إخواننا
الثوار لنلتفّ حولهم ونحميهم.
لكن النقطة المهمة جداً في هذا
الخطاب وذكرى شبيهه، أن النظام شعَر أنه وصل لمرحلة يستطيع فيها أن يعيد
العجلة مرة أخرى إلى ما كانت عليه، ولعل مؤيدي مصطفى محمود ينتظرون الآن
بلافتات الاعتذار ودموع التماسيح؛ لأن النظام بالفعل حقق أول نجاح في
اختراق الشعب؛ حين وصل إلى الوقيعة بين الجيش والشعب.
وليس قولي
هذا تضامناً مع قرارات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتبريراً لأفعاله؛
فإنه ككل المؤسسات والبشر يخطئ ويصيب، وقد يجانبه الصواب أحياناً، وقد
يتعامل بشكل يظن أنه الأمثل؛ بينما لا يكون كذلك.. لكن ليس من الحكمة
أبداً في كل ذلك أن ندخل في صراع مع المجلس الأعلى، فتنصرف قوانا من
مواجهة الثورة المضادة إلى الجيش.
نعرف أن المجلس العسكري يتمتع
بعقلية قديمة في التفكير والبطء في اتخاذ الخطوات؛ لكن ذلك غير كاف كي
نرميه بالتواطؤ أو ما شابه؛ بدليل أنه يستجيب لمطالب الشعب؛ وإن كان ذلك
بعد ضغط ومليونية في جمعة من الجُمَع؛ لكن المهم في النهاية أنه يستجيب.
فلم
أكن أرغب أبداً أن نكسر هذا الحاجز والقوة الكامنة في المظاهرة الشعبية
ليوم الجمعة، التي تعبّر عن رأي شبه عام.. وتهزّ كيان النظام السابق
وأعوانه؛ فيضطرون لفعل موقف غبي يكشفهم أكثر.. وأذكر هنا مقولة حكيمة تقول
"والغباء جند من جنود الله يسلطه على عباده".
فأرجو أن نعود لنلتفت
لهذه القوة المقابلة التي تسعى لتقويض أركان ثورتنا، وألا نقطع شعرة
الاحترام والإجلال بيننا وبين المجلس العسكري؛ لأن لحظات الغضب من الطرفين
أحياناً قد تكون مُعمية عن التصرف بحكمة؛ فلا تصلوا لهذه المرحلة.
ولأولئك
الذين يخافون تواطؤ المجلس مع النظام السابق؛ فلا أريد أن أدخل معهم في
حوارات شدّ وجذب يثبت كل واحد فينا وجهة نظره؛ بل أكتفي أن أقول لهم: إن
الجيش كأفراد هو جزء من الشعب، وهو مليء بالشرفاء الذين لا يرون الثوار
أكثر منهم أمانة أو وطنية للدفاع عن الوطن.. فلنفعل نحن ما علينا ولنعبر
عن آرائنا ونضغط بوسائلنا المنطقية، وندع الغير يفعل ما عليه.. فاحذروا..
أسأل الله لمصر الأمن والأمان والتقدم والرخاء والعزة في كل وقت وحين، إنه
على كل شيء قدير.