---------------------------------------
قصة عصفور قد آن آوان الطيران...
قالتها الأم
دب الحماس فى الصغار و تسابقوا على مخرج العش
إلا هذا الصغير
فقد إنذوى منكمشا فى ركن بعيد
أشرفت الأم على طيران الصغار واحد تلو الآخر
و أنتبهت لصغيرنا و قالت: هيا يا بنى...حان وقت الطيران
نظر لها مستجديا ..متعب أنا يا أمى..أتركينى اليوم..غدا سأطير......
مر يوم بعد يوم و الصغير يرفض مغادرة العش
حتى جاء ذلك اليوم الذى قالت فيه الأم
صغيرى الحبيب اليوم هو يوم طيرانك...إخوانك مضى عليهم أيام خارج العش و أنت مازلت تتمارض و ترفض المغادره.
الصغير:يا
أمى إخوتى ضلوا الطريق للعش...فلم يعد اى منهم...و انا لا اريد ان
اتركك..و أخشى دنيا متسعه اضل فيها عنك..أرجوك دعينى أبقى معك..تدثرينى
ليلا بجناحك..و تيقظينى صباحا على إبتسامتك..أوعدك أنى لن أثير أى
متاعب..أوعدك
فردت الأم جناحيها و أحتضنت الصغير: صغيرى الحبيب..لكم
أود أن تبقى معى لكن يا صغيرى الطيران هو قدر العصفور...خلقنا لذلك...ستحب
الدنيا المتسعه ...و ستبنى عشك الخاص...و سيكون لك يوما صغار تعلمهم
الطيران و مغادرة العش.
يبكى الصغير و ينكمش بين جناحات أمه:لا أريد كل هذا يا أمى..أريد أن أبقى معك..أرجوكِ
تدمع عين الأم...و تقول لم تترك لى خيارا يا صغيرى..و بمنقارها تدفع الصغير خارج العش
مضى
عالعصفور أعوام خارج عش الأم..فى كل صباح يأتى بالقش...يبنى عشا..وراء
عش..يحاول و يحاول أن يصنعه كعش الأم..لكنه ما ان ينتهى منه و يجلس فيه
لدقائق إلا و يتركه و يرحل..هو ليس مثله..زائد قشه أو ناقص قشه...غدا
سيعيد بناء عش آخر..
ينزل للأرض..و يصنع تمثالا قشى اخر..جسد و أجنحه...يدعو الرب...يا رب هب تمثالى حياة...بث به روحا كروح أمى..يا رب...يا رب
يدس نفسه تحت أجنحة التمثال القشيه..يبحث عن بعض الدفء..لكن التمثال القشى لا يهب دفئا
________
و ظلت قصة العصفور الذى بنى آلاف الأعشاش و لم يسكن إحداها يوما...الذى نحت تماثيلا قشيه للأم فى كل مكان قصه تتناقلها الأجيال
قالوا عنه...عاش و مات عصفورا مغترب باحث عن عش الأم