ساويرس يجمع أموال المصريين ليستثمرها في إسرائيل
تاجر بدم الشهداء لرشوة وزير الحرب إيهود باراك
2008
رحل الشهداء وهم مؤمنون بأن عظامهم ستتجمع يوما وتتدفق فيها دماؤهم التي ستنبع من جديد في أرض مصر التي روتها لتنبت بطلا يأخذ بالثأر، لم يتوقع الشهداء أن تنبت هذه الأرض ابنا يضع يده في يد السفاحين بل ويقدم لهم الهدايا والعمولات، ويتناسي دماء الشهداء الطاهرة.. لقد دخل رجل الأعمال الأبرز مصريا نجيب ساويرس علي خط الحديث عن الرشاوي والفساد والعمولات.. دخل مجتمع القادة الإسرائيلي، فقد نشرت صحيفة ‘معاريف’ الصهيونية أن وزير الدفاع إيهود باراك وزوجته
‘نيلي’ حصلا علي رشاوي وعمولات مقابل التوسط لإنجاح صفقة لمصلحة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس يحصل بموجبها علي نسبة 10٪ من أسهم شركة الاتصالات الأولي في إسرائيل.
أوجز القصة ‘بن كاسيت’ الصحفي بجريدة ‘معاريف’ في تقرير بعنوان ‘المال’ جاء فيه أن باراك قام بدور الوسيط من أجل شركة الاتصالات المصرية ‘أوراسكوم’ التي أرادت أن تزيد من حصتها في رأسمال شركة ‘هتشيسون’ الصينية التي تمتلك 51٪ من شركة ‘برتيز’ الإسرائيلية.
وأضاف التقرير أن باراك تفاني في عمل الوساطة وطارد أولمرت ليقنعه بالتنفيذ، كما حاول عقد مقابلة مع رئيس الشاباك ‘يوفال ديكسن’ ولكن الأخير رفض المقابلة لمعرفته بسببها مسبقا.
وفي آخر الأمر أرسل جهاز ‘الشاباك’ القرار النهائي بالرفض وأخبره أن الصفقة غير مقبولة وأرجع الرفض إلي كون المسألة حساسة جدا بالنسبة لرجل أعمال خاص مما يمس الأمن القومي الإسرائيلي.
ويوضح التقرير سبب توسط باراك ل’ساويرس’ ومصلحته من وراء الصفقة، عندما يزيل القناع عن دور رجل الأعمال الأمريكي اليهودي ‘ريتشارد جيرسون’ المعروف بحبه الشديد لإسرائيل وتشدده الصهيوني.
فقد ذكرت التقارير وجود علاقة شراكة بين ‘جيرسون’ و’ساويرس’، ويضيف التقرير أن ‘جيرسون’ عضو في إدارة أوراسكوم، كما أن نجيب ساويرس يستثمر أمواله في شركة بلوردج ويعتبر أحد ملاكها.
ويوضح التقرير أن جيرسون يتبرع لحملة باراك الانتخابية بمبالغ كبيرة، كما قام جيرسون بتعيين باراك مستشارا خاصا ل’بلوردج’ مقابل راتب شهري مغر.
وذكرت التقارير الصحفية أن علاقة باراك ب’جيرسون’ وساويرس قامت عن طريق ‘نيلي’ زوجة باراك التي تقيم شركة فريدة من نوعها هي شركة ‘تاولس’، وهي شركة مختصة بإنتاج العلاقات بين ‘900′ من صناع القرار في إسرائيل ورجال الأعمال الأجانب.
ويذكر التقرير أن نيلي باراك تعرف عن طريق زوجها الذي تستغل منصبه وعلاقاته لتسهل صفقات رجال الأعمال مقابل عمولات، وذكر مصدر مقرب من باراك أنه حصل علي المال من ‘بلوردج’ بصورة ثابتة، وقد بعث باراك برد للصحيفة قال فيه إنه تعرف علي السيد ساويرس علي خلفية طلب من الأخير لمساعدته في تلقي علاج طبي لبنتيه اللتين تعانيان من مرض نادر ويريد علاجهما في إسرائيل.
وتعلق الجريدة علي رد باراك بأنه يحاول إقناع القراء أنه زاهد ورجل صالح يهب فجأة لمساعدة طفلتين مصريتين مريضتين، وعلي إثر ذلك يتحول إلي وسيط لوالدهما الملياردير ليسيطر علي شركة الاتصالات الإسرائيلية، فيما يوضح التقرير أنه لا يمكن لأي مستثمر أن يمتلك نسبة 10٪ من أي شركة إسرائيلية بدون موافقة أجهزة الأمن لأن ذلك يعد مساسا بالأمن القومي الإسرائيلي.
بالإضافة إلي هذا التقرير فقد نشرت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ صورا لعقود تثبت أن ريتشارد جيرسون هو أحد أبرز عملاء شركة تاولس التي تديرها نيلي زوجة باراك، كما قامت ‘معاريف’ بتقديم بلاغ لجهاز الرقابة الإدارية بإسرائيل للتحقيق في طبيعة العلاقة التي تربط بين شركة أوراسكوم المصرية ووزير الدفاع الإسرائيلي ومدي قانونية محاولات باراك المستميتة لمساعدة أوراسكوم في الحصول علي نسبة أعلي في شركة الاتصالات الإسرائيلية.
وعقب ذلك أصدر مكتب باراك بيانا يعترف بتوسطه لمصلحة نجيب ساويرس عند رئيس الوزراء إيهود أولمرت ورئيس جهاز الاستخبارات، ولكنه نفي أن يكون قد حصل علي أي مقابل مادي أو عمولات من أي جهة مصرية.
وأجبرت هذه الفضيحة المالية نيلي قرينة باراك علي ايقاف نشاط شركتها خوفا علي مستقبل زوجها السياسي، كما أعقب ذلك قرار الشركة المصرية لخدمات المحمول ‘موبينيل’ بتولي ‘أليكس شلبي’ المدير التنفيذي الحالي للشركة منصب رئيس مجلس الإدارة ابتداء من أول سبتمبر بدلا من نجيب ساويرس.
وأرجع شلبي ذلك إلي رغبة ساويرس في التغيير والاستمرارية بعد قيادته للشركة لمدة عشرة أعوام، ويرجح الكثيرون أن هذه الخطوة جاءت خوفا علي اسهم الشركة في البورصة بعد فضيحة رشوة باراك وتأثيرها علي سمعة الشركة.