العاملون بالسياحة يؤيدون الثورة رغم تقليصها لاعمالهم "تنفس الحرية".. مقصد جديد للسائحين القادمين الى مصر جانب من ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير
شرم الشيخ -أخبار مصر، رويترز"تنفس الحرية" مقصد سياحي جديد تضيفه ثورة 25 يناير إلى قائمة المزارات التي يبغي السائحون القادمون إلى مصر التمتع بها، وابدى عدد كبير من العاملين بالسياحة تأييدهم لثورة الشباب رغم تقليصها لاعمالهم.
وقال عاملون في شرم الشيخ -وهو منتجع في شبه جزيرة سيناء يعج غالبا بأعداد كبيرة
من السائحين في مثل هذا الوقت من السنة- انهم يأملون أن تجذب البلاد السائحين بعدما تخلصت من قيود الحكم الاستبدادي.
وقال محمود الحليفي 30 عاما ويدير مطعما مفتوحا على ساحل البحر "لدينا شعور جيد للفترة القادمة. الناس يأتون الى هنا 5 أو 6 مرات ويعودون مجددا. ربما سيكون لديهم شعور جيد في المرة القادمة.. شعور بالحرية".
وعلى صعيد رسمي، قالت هالة الخطيب الامينة العامة لغرفة المنشات الفندقية "أنا متفائلة جدا بأن السياحة ستنتعش سريعا جدا لانني أعتقد أن السائحين سيعتبرون الثورة أمرا ايجابيا". وأضافت أنها لا تلحظ تسريح عمالة على نطاق واسع حتى الان.
وفي مطعم تابع لسلسلة شهيرة ردد العاملون في قسم المشروبات هتافات ثورية الليلة الماضية وهم يستذكرون ترددهم على ميدان التحرير -قلب الحركة الاحتجاجية- ويتحدثون في الشأن السياسي أثناء تقديم الخدمة للسائحين.
وافادت اثنتان من أكبر شركات السياحة في أوروبا الاثنين بانهما ستستأنفان رحلاتهما من ألمانيا الى مصر في مارس/ اذار. وكانت الوحدتان الالمانيتان للمجموعتين البريطانيتين توماس كوك وتي.يو.اي ترافل قد ألغتا رحلات حتى نهاية فبراير/ شباط.
ولم يعبأ بعض السياح بالاضطرابات خاصة البريطانيين. وخلافا للعديد من الدول التي نصحت مواطنيها بعدم السفر الى مصر كلها نصحت بريطانيا مواطنيها بتفادي المدن الكبيرة كالقاهرة والاسكندرية والسويس لكنها لم تحذرهم من السفر الى منتجعات مثل شرم الشيخ.
وأخلت الثورة المصرية الفنادق والنوادي الليلية من النشاط السياحي الذي يعمل به واحد من كل ثمانية مصريين بعد ان دفعت الاحتجاجات التي استمرت 18 يوما العديد من البلدان الى اصدار تحذيرات من السفر الى مصر وهو ما عطل النشاط السياحي وأصبحت مواقع سياحية مثل أهرامات الجيزة التي تزدحم عادة بالزائرين خالية.
ورغم تراجع الايرادات الا أن التعاطف مع الثورة يسود بين سكان شرم الشيخ الذين جاء كثير منهم الى المدينة من القاهرة والدلتا لعدم وجود فرصة عمل هناك.
ويشعر كثيرون في قطاع السياحة بنفس الغضب من المحسوبية والفساد وهما من الشكاوى الرئيسية للمحتجين. ويواجه وزير السياحة السابق اتهامات بالكسب غير المشروع.
وقالت غرفة المنشات الفندقية المصرية ان معدل اشغال الفنادق في شرم الشيخ والغردقة هوى الى 11 % من 75 % بعد اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني.
وبلغت ايرادات مصر التي تنعم بشواطئ دافئة طيلة العام وبثروة من الاثار الفرعونية نحو 11 مليار دولار من السياحة في 2009 وفقا لوزارة السياحة وهو ما يشكل أكثر من عشر الناتج المحلي الاجمالي.
وخلال الفترة القصيرة التي أمضاها عمر سليمان في منصب نائب الرئيس قال ان نحو مليون سائح غادروا مصر وهو ما سبب خسائر قدرها نحو مليار دولار.
وليست هذه المرة الاولى خلال العقد الحالي التي يضطر فيها قطاع السياحة المصري للتعافي من شلل مدمر.
فمن هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة الى تفجيرات سيناء الى هجمات أسماك القرش في البحر الاحمر الى بركان أيسلندا في 2010 .. كثيرا ما تضرر القطاع بسبب أخبار كهذه. ورغم ذلك ظل الاتجاه العام دائما صاعدا.