د. هبة قطب: المواقع الإباحية لن تُعلّمك ألف باء علاقة جنسية د. هبة قطب أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية
Feb
6
2011
مُشاهدة زوجك للمواقع الإباحية هو ما رسّخ لديه شكلا معينا للإثارة
إلى الدكتورة هبة قطب.. أنا متزوّجة منذ
3 أشهر فقط، وأشعر أن زوجي رغبته كبيرة، فهو يُثار لأقل منظر بالتليفزيون،
مع أنني أحيانا لا أحس بإثارته تجاهي بنفس القوّة، هل مِن الممكن لأنني
ليس لديّ شيء معين يرغبه أم ماذا؟ صديقتنا العزيزة..
إن المسألة واضحة يا سيدتي الصغيرة؛ فمن الواضح أن زوجك كان مِن
المشاهدين للمَشاهد المثيرة بشكل عام، أو كان من الشباب الذين يشاهدون
المواقع الإباحية، وهو ما رسّخ لديه شكلا معينا للإثارة، اعْتَقَد خطأ أنه
هو القالب السليم للعلاقة، وانتظر منكِ أن تكوني على نفس شاكلة النساء
المتمرّسات اللاتي يُثِرن الرجال في هذه الأفلام، وذلك بالطبع ليس صحيحا
علميا؛ فالحِمل الأكبر يقع على الرجل في أوّل الزواج كي يُعلّم زوجته ألف
باء جنس؛ لأنه تزوّج مِن البكر ذات العفة التي تجهل تلك الأمور، فبدلا مِن
أن يبذل بعض الجهد في تعليمها وتلقينها أصول العلاقة الحميمة، وكيفية
الإمتاع والاستمتاع؛ فإنه تراجع وآثر العودة للقالب الخاطئ الذي كان يلجأ
له قبل أن يكرمه الله بالارتباط الحلال. قد يكون ذلك تراجعا وتراخيا عن
واجباته السالف ذكرها، وربما يكون جهلا بالحقيقة العلمية ذاتها، وتوقّع ما
ليس موجودا واعتباره شيئا تلقائيا؛ عموما في الحالتين يجب أن تسري الأمور
على خطين متوازيين:
أ
ولا: المصارحة: يجب أن تصارحي زوجك بحيرتك وتساؤلاتك
هذه يا سيدتي الصغيرة؛ فهذا ليس عيبا أو حراما، بل بالعكس، إن ذلك احتياج
متبادل بين الزوجين، ومِن المؤكّد أن سعادة أحدهما تنعكس على الآخر، وبذلك
تكونين قد أفدتينه أيضا بفتح الموضوع الذي ربما يؤرقه، ولكن لا يعرف كيف
يبدؤه، فقط أحسني اختيار الوقت وطريقة عرض الموضوع، وأفصحي له عمّا يدور
بخلدك.
ثانيا: اللجوء للمساعدة المتخصصة لبيان الأمر لكليكما:
ويكون ذلك إما بالقراءة -مع التحرّي الدقيق للمصدر- أو بسؤال المتخصصين
حتى يعلم زوجك المعلومة الصحيحة من مصدرها الصحيح، وأيضا تعلمين أنت ما
عليك فعله، وتعلمين فنون المتعة الحلال حتى تسعدي نفسك وزوجك، وتأخذان ما
قسم الله لكما من متع حلال.
سيدتي إن المسألة لا تتعلّق بتفصيل الجسد بشكل عام؛ فالعلاقة الزوجية
هي علاقة نفسية حسية عاطفية في المقام الأول إذا تمّت تغذيتها وجدانيا
تراجعت التفاصيل التي تعتقدين أنها السبب؛ فتوكّلي على الله، وخذي
بالأسباب، وسيكتب الله لك الخير والسعادة إن شاء الله.
اتجوّزت واحد شرعي مِن ورا أهلي عشان
كانوا عايزين يجوّزوني غصب عني، وليلة الدخلة هو كان أوّل واحد يلمسني،
ومافيش حاجة نزلت مني، رحت لدكتورة قالت لي إني مش بنت، وبعدها طلّقني
ورفض إنه يعلن جوازنا، ودلوقتي أهلي عايزين يجوّزوني، ومش عارفة أعمل إيه،
وهما متعصّبين جدا، ولو عرفوا ممكن يقتلوني، مع إني عملت كده علشان ما
اتجوّزش غصب عني، وفي الحلال.لا أعرف هل أقول سيدتي أم آنستي.. ولكن ما أعرفه حقا هو أن لله حكمة،
ربما لا تستوعبها الرءوس البشرية المتواضعة؛ فحين أعملتِ عقلك اعْتَقدتِ
خطأ أنها مصيبة في رأيك أن تتزوّجي بغير عِلم أهلك، وقد هيّأ لك الشيطان
حجة إبليسية، وها أنت ذا الآن لا سند لك أمام مَن ظلمك وظنّ فيك سوءً، فهو
يراكِ رخيصة لا ثمن لكِ، ويُدرك أنه لن يوقفه أحد حين يتهمك أو يخوض في
عرضك، بل إنه -حتى إذا كنتِ نزفت- كان سيشكّ فيك؛ لأنك كنت سهلة المنال
بالنسبة له، بغض النظر عن الحقيقة العلمية لمسألة النزيف الناشئ عن فض
البكارة.
وقد تراءى لي خاطرا أُحبّ أن أشارك قرائي الأعزاء فيه؛ ذلك هو أنه ربما
يكون والداك معذورَيْن عندما أرادا تزويجك على غير إرادتك -إذا كانت قصتك
صادقة- فمن الواضح أنهما أرادا حمايتك مِن نفسك، ومن أهوائك التي تحكم
تصرّفاتك دون إحكام العقل، ولكن.. قدّر الله وما شاء فعل.
أما عن مسألة زواجك مِن آخر؛ فلتستفتِ فيها أحد العلماء الدينيين
الأجلّاء؛ لأن زواجكِ الأوّل كان زواجا شرعيا، وليس خطأ سابقا تبتِ منه أو
حادث اغتصاب تعرّضتِ له، فأنت في موقف حرج مع الله ثم مع ذويك ومع زوج
المستقبل، فليساعدكِ الله. وليكن درسا لكل الفتيات اللاتي يتصوّرن أن
رؤيتهن للأمور أفضل مِن رؤية ذويهن، وأن الحجج الشيطانية هي أعذار حقيقية
لجرم ربما يرتكبنه في حق أنفسهن.
نرجو من القراء الأعزاء وضع إيميلاتهم داخل الاستشارة قبل إرسالها، على أن يكون الإيميل صحيحاً حتى نتمكن من إرسال الردود على بريدكم الإلكتروني الخاص.
|