أي يا عزيزي عليك ان تحاول ان تزيل التناقضات وترفع الهك الى مصاف الالهه ومن ثم تحاول ان تثبت انه هو من خلق الكون.
وابتعدعن القفزات المنطقية التي تقوم بها خلال حديثك عن وجود علّة اولى – منوحهة نظرك- مثل خلق الكون او حتى مصدر الخليه الاولى وتكوينها فهذا يعنيبلا شك وجود الهك الديني .
واضف على ذلك حتى ان قانون السببية الذيتحاجون به ايضا ينفي وجود الهكم الديني حيث ان السببية تعني وجود علاقةبين السبب والنتيجة والمتمثل هنا في الله والكون ولكن انتم تقولون انالهكم خارج الزمان والمكان أي هنا يكون انفصال للسبب عن النتيجة وهذا امرمستحيل !
وفي هذا المقال سوف اتحدث عن شخصنة الاله خالق الكون ولا منطقية فكرته
فهل نحن حقا بحاجة لإفتراض وجود إله شخصاني يقف وراء وجود هذا الكون كضرورة منطقية لامناص منها كما يزعم المتدينون التقليديون؟
إنشخصنة هذا الإله(أي إفتراضه كذات واعية لا مادية) هذه الشخصنة بحد ذاتهاهي مسلمة قبلية عارية من أي برهان ومبنية على مغالطة منطقية مفادها أنه((بما أن الكائن الشخصاني "الإنسان" يخلق نظاما"آلة_بناء معماري..الخ".. إذافكل نظام (كالكون مثلا) لابد أن ينتجه كائن شخصاني"وهو ما يدعى بالإلهالذي هو كملك بشري خارق عند الكثرة من المتدينين التقليديين")).
ووجهالمغالطة في هذا القياس المنطقي الفاسد أن حكم البعض لا يسري على الكلبالضرورة والعكس صحيح فقولك مثلا إن حك عود الثقاب يشعل نارا لا يسوغ لكالقول بأن كل نار قد صدرت من حك عود ثقاب..
فحك عود الثقاب هو بعض مصادر النار وليس كل مصادر النار وبالتالي فتعميمه على كل مصادر النار غير جائز ..
ولنيجوز تعميم صفات البعض على الكل إلا إذا درست صفات هذا الكل دراسة تجريبيةحصرية ينتج عنها ما يفيد بأن لكل أجزاء هذا الكل نفس الصفات.
وعليهفالزعم بأن كل نظام يحتاج في وجوده لمسبب شخصاني لأن بعض النظام قد إحتاجلمثل هذا المسبب هو زعم فاسد ..لأن معاينة مسببات الكل هناممتنعة !
فلايصح إذا وفقا لبعض المنطق الديني بأن نقول مثلا أن إحتياج ناطحة السحاب(كنظام ) لإنسان يوجدها يبرر القول بأن المجموعة الشمسية تحتاج لكائنمؤنسن لإيجادها لأنها بدورها نظام!!؟؟والصواب أن أقول بأنني أعرف لناطحةالسحاب صانعا ..بينما لا أعلم للمجموعة الشمسية صانعا..فعجزي عن معرفةمسببات بعض الأنظمة لا يبرر منطقيا (جريا على حكم العادة في العلمبالطبيعة الإنسانية لأنظمة بشرية عديدة وعديدة جدا) تعميم هذا السببالبشري حتما على تلك الأنظمة اللابشرية في صورة تجريد ذهني لإنسان خارقأسميه "الله" مثلا..وإنما يصبح هذا ال"الله" سببا محتملا يقبل الصواب أوالخطأ,والفيصل بين الإحتمالين هو المعاينة المباشرة فإن كانت هذه المعاينةممتنعة لأي سبب كالسبب الذي يدعيه البعض عن طبيعة "الله" التي تسمو علىالمعاينة الحسية"وهو طبعا حديث مجرد لا برهان عليه" إذا فإن"الله" هذايعتبر على المستوى النظري مجرد إحتمال تجريدي وعلى المستوى العملي ينبغيالتعامل معه كما لو كان غير موجود شأنه شأن تجريدات ذهنية عديدة لابرهانعلى وجودها كالغول والعنقاء ..الخ
فلايوجد إذا مبرر منطقي لسد فجوات اللامعرفة بالخرافة ..
ويبدو لي أن من أسباب القيام بهذه المغالطة ..مغالطة إسقاط الإنسان لذاتهعلى الأشياء/أنسنة الأشياء وهو هنا أنسنة ما يسمى بأسباب الوجود الكوني فيصورة إله شخصاني خارق القوى يسميه"الله".."آمون".."بتاح"..الخ هذا القيامهو حل سهل للعقل البشري تمليه عليه العادة بتحقيق التجانس لمسببات الأشياءالمعلومة والمجهولة له على السواء هذا التجانس الذي تبدو صورته أكثر قبولاللذهن البشري ليرقع هذا الذهن فجوات عجزه( وهي مصدر ألم له حين يستشعروجودها) حتى ولو كان الترقيع برقع بالية من الأفكار القبلية المجردة.
كماأن الأنسنة لتلك الأسباب تعكس نرجسية هذا الإنسان أو إحساسه بالعظمة حيالذاته فتملي عليه تلك العظمة الذاتية أن يستنسخ هذه الذات المتضخمةبإسقاطها على الأشياء من حوله ليحصل على عدة صور لها في مرآة الوجودتزيدها إحساسا بالزهو والسعادة فيكون كل موجود عظيم ملكا لذوات شبهإنسانية مماثلة فإن كان الكون عظيما فسبب عظمته إذا هو ذات إنسانية عظيمةخارقة..
ولنتأمل في هذا السياق "سياق الأنسنة النرجسية للإله" نتأمل تلك المقولة الرائعة للفيلسوف الإغريقي"زينوفانس"570 ق.م"(..ولوكان للخيل أو الثيران أو الأسد أيد تستطيع أن ترسم بها كما يفعل الإنسان,لصور الخيل الآلهة في صورة الخيل , والثيران في صورة الثور..)
على ضوء هذا الحوار المتخيل بين سمكتين (س1) و (س2) جمعتهما الحياة بأحد الأنهار فدار بينهما الحوار التالي :
س 1 : كيف يتنفس من يعيش خارج الماء ؟
س2: بالخياشيم قطعا
س1 : وما يدريك يا س2 هل هم أسماك مثلنا؟
س2: طبعا
س 1 : كيف عرفت ؟
س2: منطق الحياة اليومي لنا والذي تتعاملين أنت بموجبه يحتم أن تكون كل الأحياء أسماك
س1 : أشك في أن يكون من هم خارج الماء أسماك ..لأننا لم نخرج من الماء مطلقا !
س2 : هذا الشك مخالفا للمنطق الذي يستخدمه عقلك في الماء كل يوم يا عزيزتي !
س1: كيف؟
س2: هل رأيت في حياتك كلها أحياء بخلاف الأسماك؟
س1 : لا
س2: هل رأيت في حياتك كلها سمكة تتنفس بغير خياشيم؟
س1: لا
س2:إذا فما هو دليلك حين تعطلين هذه القاعدة العقلية البديهية حينما تتشككينفي أن من هم خارج الماء ليسوا أسماكا تتنفس بالخياشيم دون سبب واضح إلاالمكابرة والعناد وعدم الدقة!!!!!!!!!!!!
إنتهى الحوار بين السمكتين س1 &س2..
أعودثانية لزينوفانس لأقول أنه يستوي عندي أن يكون هذا الرسم الذي يتحدث عنه"زينوفانس" رسما بنحت الأصنام والأوثان من أية مادة خشب..حجر ..الخ أوأن يكون رسما بكلمات تنطق وتسيل حبرا ماديا بين دفتي كتاب مقدس كما فيحالة ذلك الإله الواحد الأحد الملك الخارق المنحوتة ذاته بالكلماتالمتناقضة الملغزة فهو كالدائرة المربعة ليس كمثله شيء ثم تجد ه فيذات الوقت على عرش محدود مكانيا بسماء سابعة(!!؟؟)كان على الماء وسيحملهذا العرش لاحقا ثمانية… وتجد إلهنا الملك يفيض بإنفعالات إنسانية (لكنهاطبعا خارقة!!)فهويسمع ويبصر ويغضب ويعذب..الخ !!!؟؟ثم يستعلي على الآلهةالأخرى بأنه غير مصوربصنم أو وثن!!؟فالأمر إذا كما يبدو لي "أن الرب قد عرف بالعجز"بخلاف الزعم القائل بأنه قد عرف بالعقل فهذا الرب المؤنسن (على الأقل) هوإحتياج نفسي للخلاص من آلام العجز حيال تفسير الوجود ولتحقيق السعادةللنفس الإنسانية النرجسية !!
يتبقىعندي سؤال مهم وملح عن ذلك الفرق بين منطق "العادة" الشائع في الحياةاليومية والمتعلق بفهم المسببات الأولى للأشياء , وبين المنطق العلميالمجرد في هذا الخصوص , فهل يستوي الإثنان بحسب منطق البعض حين يتحدثون عنالمسبب الإلهي الشخصاني الأول للوجود ؟
إنما نلجأ إليه بهذا الخصوص في حياتنا اليومية وهو الذي( بحسب تعبير بعضالمؤمنين بالحتمية المنطقية للمسبب الشخصاني الأول) ما أنفك العقل البشرييأخذ به هو ما يمكن أن أسميه بحكم "العادة" أو "المتواتر" وليس منطقاعلميا كما قد يبدو لهم!
لنأخذ مثالا:إذا كان لديك شيء ما مما يسمى بالصناعات الإنسانية(ش)"مذياع-هاتف-مكتب..الخ"..فكيف أعرفه أو أميزه ؟أعرفه من خلال إدراكيلبعض أو كل صفاته .والسؤال هل نتعرف على (ش) عادة من خلال بعض أم كل صفاته؟
أقولإنني في العادة أعاين بالحس بعضا من هذه الصفات التي تسمح لي بتحديد كنههالمميز له عندي عن باقي الأشياء الأخرى (كشكله مثلا) ويبقى البعض الآخر منهذه الصفات غائبا عني..لأن حصر كل صفات (ش) هنا يبدو خارجا عن طاقتي(فالصفات الفيزيائية الذرية والحرارية والكيميائية للمادة الداخلة فيتكوين "ش" مثلا قد تكون من الصفات العامة غير الضرورية في تحديد هويةهذاالشيء كما يبدو أمر التعرف على هذه الصفات مسلكا شديد العسر).
ولكنما هو السبيل المنطقي (لا ما يمليه حكم العادة وهوالأكثر شيوعا في حياتنااليومية رغم تسميته بالمنطق عند البعض!) ماهو هذا السبيل الذي يمكننيبموجبه أن أزعم أن (ش) يتصف بالصفة (ص) مثلا؟
إنهذه النوعية من القضايا يسمى في علم المنطق" بالقضية الإخبارية" أي القضيةالتي تحمل خبرا عن شيء ما كقولك :"المذياع أسود اللون " وصورتها المنطقيةالرمزية على سبيل المثال" ش هو ص" حيث تمثل "ش" هنا المذياع الموصوف و"ص"صفة اللون الأسود المنسوبة إليه ..و يكون السبيل للتحقق من صدق هذه القضيةهو المعاينة المباشرة فإن كان المذياع أسود اللون كانت القضية صادقة وإنكان لونه غير ذلك فهي قضية كاذبة..
أماإذا إمتنعت إمكانية التحقق المباشر من صدق القضية الإخبارية فإن القضيةتصبح فارغة من المعنى تحتمل الصدق أو الكذب..فإن قلت مثلا "المذياع مصنوع"ولم يكن ذلك مثبتا بالمعاينة المباشرة كانت هذه القضية إحتمالية فارغة منالمعنى كما سبق.
و قد يتبادر إلى الذهن الآن بناءا على ما تقدم
السؤال التالي:هل نلجأ في حياتنا العملية لنتأكد من كون المذياع مصنوعا إلى المعاينة المباشرة؟
إجابتيعن ذلك بأن سبيل التحقق بالمعاينة المباشرة هنا يبدو عمليا ممكنا ومعروفاإن شئت لكنني لا ألجأ إليه فعليا نظرا لإنتفاء الحاجة العملية لذلك.
فالتأكدمن كون المذياع مصنوعا بالمعاينة المباشرة هو أمر لايعنيني حين أتعامل معالمذياع إن ما يهمني هو منفعته العملية لي … فضلا عن ذلك فإن تلك المعاينةإضافة لكونها متحققة للبعض و ممكنة واقعيا لمن أراد من البعض الآخر..فإنني أقبل بأن المذياع مصنوع لا لكون ذلك تعميما منطقيا صحيحا ومطلقاولكن فقط لمجرد أن هذا الزعم لم تظهر عمليا أية شكوك موضوعية حوله فيكونبذلك هذا القبول سهلا من وجهة نفعية في الحياة العملية لكنه لا يخضعلضرورات المنطق وأحكامه كعلم مجرد ..كما أن الذهن قد يميل بحكم الإستسهالالعملي لا المنطقي إلى أن يجعل من الأشياء المتشابهة في كثير من صفاتهايجعلها متطابقة ..
وبناءاعلى ذلك فربما كنت أنا و غيري كثيرون لا يتعاملون بمنطق الإستسهال أوالعادة الحياتي السائد هذا مع قضية ما يسمى بخالق الكون بل من خلال المنطقالعلمي المجرد للأسباب التالية :
أولا :إن إلحاح الكثير من المتدينين على الحتمية المنطقية لفكرة وجود هذاالخالق( الدوجما) قد استلزم الرد عليه بالمنطق العلمي ذاته والمختلف عنمنطق الحياة العملية العادي, فلم يستفزني أحد مثلا لأوقن بأن كون المذياعمصنوع إنما يمثل حقيقة مطلقة لا تقبل الشك بل ولم يضع أحد لي من النظرياتالمختلفة ما يبرهن على حتمية هذا الإيمان بشكل مطلق ولم يتوعدني أحد بأشدالعقاب ليرغمني على هذا الإيمان… لذا فإن ذهني على مستوى اللاوعي يتخلى عنالتشدد في التعامل بالمنطق العلمي المجرد إلى الأخذ بحكم ما هو متواتروشائع لأنه لايستشعر أن البرهان الدقيق على هذا الزعم هو أمر مصيري فيالحياة العملية .
ثانيا:إن ما تتميز به الأديان من تعارض فيما بينها حول كنه هذا الخالق و عما جاءبه من تعاليم كما هو مزعوم ومطالبتها للغير بالإيمان بما فيها بالوعدوالوعيد كحقيقة مقدسة خالدة تدعي الصحة المنطقية المطلقة في كثير منالأحوال رغم الإختلاف فيما تقول به هذه الأديان بل وقد يصل هذا الإختلافإلى حد االإضطهاد والقتل للمخالفين!! ..لذا فقد ولد هذا كله حالة منالإستنفار الذهني لدى قلة من البشر مثلي ليتخلوا عن إستخدام منطق العادةالأقل دقة في الحياة العملية إلى المنطق العلمي اللائق بما تدعيه الأديانمن عصمة و الأكثر دقة في التعامل مع تلك الأديان ومع قضية الخالق بشكلعام..طالما تزعم معظم هذه الأديان العصمة المطلقة من الخطأ !!..هذه العصمةالتي لاتحاط بها الكثير من أمور حياتنا العملية .
ثالثا:إن التأكد من كون حتى بعض ما يسمى بالأشياء الطبيعية التي لم يتدخلالإنسان في إيجادها التأكد من كون حتى هذا البعض مخلوقا بمعرفة كائن إلهيشخصاني لم يحدث في واقعنا العملي العام لا الغيبي الخاص بأي شكل يمكن أنيكون متاحا لعموم الناس ..بعكس الحال مع ما يسمى بالصناعات الإنسانية كمابينت أعلاه ..وهو ما يجعل من منطق العادة العملي غير الدقيق في حياتناالعملية مستبعدا عند أمثالي في التعامل مع فكرة خالق الكون هذه لأنها فيهذه الحالة تحتمل من الشك نسبة أكبر بكثير جدا مما تحتمله الأشياء المسماةبالصناعات الإنسانية الموجودة في حياتنا العملية من حيث الحكم على أصلهاوصحتها…
اننيأوقن تماما بإنكار وجود كل الآلهة التي تخيلها وأنتجها البشر بامتدادالتاريخ الإنساني المعروف لكونها قلبا وقالبا صنائع أرضية غيرمفارقةللواقع أمكن التعرف عليها وفقا لمعطيات أرضية موضوعية من معطيات تاريخالبشر الجغرافية والإقتصادية والنفسية..الخ بما فيها ذلك الإله المسمىب"الله" إله الديانات الإيلية/الإبراهيمية(يهودية_مسيحية_إسلام) فأرانيغير آسف على جمعهم الكريم المنتمي لصنف الحفريات الفكرية للطفولةالإنسانية ..مؤيدا إلى أبعد حد مقولة "ماركس" الرائعة(إن الله لم يخلق الإنسان ولكن الإنسان هو الذي خلق الله)
هداكم العقل
حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفى اللى كاتب المقال دة ربنا ينتقم منكم جميعا
لعنه الله عليكمممممم