الأسطول الأردوغاني والطموح النووي النجادي

عندما نربط بين <الأسطول> الأردوغاني والطموح النووي النجادي وأثرهما على الشعب الفلسطيني، فمن منطلق أن الذي فعله الزعيم التركي أردوغان نقله في نظر الرأي العام العربي المسلم بل وفي نظر المسلمين جميعاً إلى مكانة الزعيم الإقليمي بعدما كانت الصفة إنه الزعيم المحلي المقتصِرة زعامته على بلده، ونكاد نقول زعامته على نصف البلد كون بقية الأحزاب العلمانيه ومعها موقف المؤسسة العسكرية ليست ودودة تجاهه بدواعي الغيرة والحسد·

ولولا أن النظام الثوري الإيراني بأعمدته الثلاثة (المرشد خامنئي والرئيس نجاد والحرس الثوري) مدين عملياً للرئيس أردوغان لإنجازه صيغة التبادل النووي، على رغم أن قرار العقوبات 1929 لاحقاً ألقى بظلاله عليها، لكانت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية ومعها بعض الأصوات الفاعلة في صياغة القرار إنتقدت فكرة <الأسطول> وأعتبرتها نوعاً من التشويش على خيار الردع الأقوى المنتظر من جانب إيران ضد إسرائيل·

بصرف النظر عما نفترضه فإن فكرة <الأسطول> إنتكست من حيث أن الرئيس أردوغان كان يرى نجاحها في وصول <الأسطول> سالماً إلى شواطئ غزة وإفراغ المساعدات وتوزيعها على الغزَّاويين وبهذا يكون أردوغان تصرَّف بأسلوب المهاتما غاندي وسجَّل في تاريخ الأزمة أن ما يُفرض على الشعب بالحصار يمكن أن يزال بفعل فكرة إنسانية صادرة عن صاحب ضمير·

الإبتهاج بالخطوة الأردوغانية بدأ ينحسر وما أراده أردوغان لحل أزمة الحصار المفروض على الغزَّاويين أنتج تعقيدات داخلية تركية وبات من الطبيعي ان يواصل أردوغان ما توصَّل إليه كي لا يفقد ما بدأه· وفي تقديرنا إن وضّع الأمر بين أيدي رئاسة <منظمة المؤتمر الإسلامي> هي الحل الأسلم، خصوصاً أن الأمين العام للمنظمة، وهو أيضاً تركي، سبق أن أعلن بأن المنظمة في صدد إقامة دعوى لدى المحكمة الدولية ضد إسرائيل وكلَّف لهذا الغرض فريقاً من الحقوقيين لإعداد ملف الدعوى· كما إن بعض التنسيق بين <منظمة المؤتمر الإسلامي> وبدعم من الرئيس أردوغان وبين <السلطة الوطنية الفلسطينية> كفيل بإبتكار صيغة مشتركة للدعوى المشار إليها· ومثل هكذا دعوى ستضع إسرائيل الملتفة، رغم كل الذي حدث، حول كبير أشرارها بنيامين نتنياهو وعلى نحو ما لاحظناه في إستطلاع جرى حديثاً، في الزاوية· وهذا نوع من الحصار لإسرائيل رداً على حصارها للغزَّاويين·