عاشقه القمر عـ‘ـضـو مـؤسـٌ‘ـس
• تـآريـخ إلـتـسـجـيـل : 22/08/2008 • عــــدد إلــرســآيـــل : 2144 • تــقــيـيـم إلـعـضـــو : 11977 • إلـسـمـعــــــــــــــــه : 5 • إعـتـرآضــــــــــــــآت : • إلآوســــــمــــــــــــــه :
| موضوع: الحياة الطيبة.. السبت أكتوبر 25, 2008 12:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الحياة الطيبة ؟
الجواب: الحياة الطيبة هي انشراح الصدر وطمأنينة القلب ،
حتى ولو كان الإنسان في أشد بؤس ، فإنه مطمئن القلب منشرح الصدر ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ،
إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له )
الكافر إذا أصابته الضراء هل يصبر ؟
فالجواب : لا.
بل يحزن وتضيق عليه الدنيا ، وربما انتحر وقتل نفسه ،
ولكن المؤمن يصبر ويجد لذة الصبر انشراحاً وطمأنينة ؛
ولذلك تكون حياته طيبة، وبذلك يكون قوله تعالى :
( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ). حياة طيبة في قلبه ونفسه.
ابن حجر واليهودي
بعض المؤرخين الذين تكلموا عن حياة الحافظ ابن حجر رحمه الله
وكان قاضي قضاة مصر في عهده ،
وكان إذا جاء إلى مكان عمله يأتي بعربة تجرها الخيول أو البغال في موكب.
فمر ذات يوم برجل يهودي في مصر زيات – أي يبيع الزيت –
وعادة يكون الزيات وسخ الثياب فجاء اليهودي فأوقف الموكب.
وقال للحافظ ابن حجر رحمه الله : إن نبيكم يقول
( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) .
وأنت قاضي قضاة مصر ،وأنت في هذا الموكب، وفي هذا النعيم،
وأنا – يعني نفسه اليهودي – في هذا العذاب وهذا الشقاء.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
( أنا فيما أنا فيه من الترف والنعيم يعتبر بالنسبة إلى نعيم الجنة سجناً ،
وأما أنت بالنسبة للشقاء الذي أنت فيه يعتبر بالنسبة لعذاب النار جنة ) .
فقال اليهودي :أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وأسلم.
فالمؤمن في خير مهما كان ، وهو الذي ربح الدنيا والآخرة.
والكافر في شر وهو الذي خسر الدنيا والآخرة .
قال الله تعالى ( وَالْعَصْر* إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *
ِ إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر ) .
فالكفار والذين أضاعوا دين الله وتاهوا في لذاتهم وترفهم ،
فهم وإن بنوا القصور وشيدوها وازدهرت لهم الدنيا ؛
فإنهم في الحقيقة في جحيم ، حتى قال بعض السلف:
( لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ).
أما المؤمنون فقد نعموا بمناجاة الله وذكره، وكانوا مع قضاء الله وقدره ،
فإن أصابتهم الضراء صبروا، وإن أصابتهم السراء شكروا ،
فكانوا في أنعم ما يكون ، بخلاف أصحاب الدينا فإنهم كما وصفهم الله بقوله :
( فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) التوبة : الآية58 .
من كتاب العلم للشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله. | |
|