مصر هي امي ..
نيلها هو دمي ..
شمسها في سماري ..
شكلها في ملامحي ..
حتي لوني قمحي ..
نور خيرك يا مصر ..
لكن هذا لا يمنع ان مصر تمتلئ بالكثير مما يوجع القلب ..
ملفات وملفات من هموم اهل مصر ..
و العجيب ..
ان الام اهلها لا تجد من يداويها ..
وان احلامهم لا تجد من يشجعها ..
و كأن المصريين يعيشون في وطن غير مصر ..
او ربما المسئولين عنهم ليسوا من مصر ..
الحزن في القلب و الهم علي الوجه ..
و الفرحه زائفه تزول بمجرد ان تلاقي الواقع المرير ..
هذا هو حال المصري اليوم للاسف الشديد ..
و لان ملفات هموم الوطن متلتله ..
و لان كلها لا تجد من يحلها ..
اخترت لكم ملفا منها ..
نعرض ما فيه ..
و نناقش حلوله ..
و ملفنا اليوم عن
(( الاختناق المروري ))تخرج من عملك في الرابعه او الخامسه مساءا ..
لتقع يوميا في مصيده المواصلات ..
تنظر بعينيك الي الشارع الذي تسير في سياره العمل او السياره الاجره ..
لتري طوابير طويله لا اول لها و لا اخر ..من سيارات بمختلف الاشكال والانواع و الاحجام ..
ثم تصل في النهايه الي حيث تريد في ساعتين ..
بينما الطريق نفسه لو خالي من السيارات لا يستغرق مروره ثلث ساعه علي اكبر تقدير ..
لا تقلقك يا اخي لست وحدك ..
هذا هو حالك و حالي و حال كل المصريين اثناء انتقالهم من مكان الي مكان داخل قاهره المعز لدين الله الفاطمي
شوارع متكدسه ..
و طرقات مزدحمه ..
و ابواق تنبيه سيارات تصم الاذان ..و الكل ينفخ في ضيق ..
و يا حبذا لو ان هذا الاختناق اليومي كان في يوم حار من احد ايام الصيف ..
فعليك وقتها ان تتحمل عده ظروف اخري ..
متمثله في ارتفاع حراره السياره نفسها ..
فتشعر انك داخل فرن مشتعل ..
بالاضافه الي روائح العرق المصريه التي لا قبلها ولا بعدها ..
ناهيك عن العرق الذي تغرق انت نفسك فيه ..فتصبح ملابسك مبلله و كانك سقط بحر ليس له قرار ..
فتتحول الحياه في نظرك الي جحيم لا يطاق ..
خصوصا و انك مجبر علي خوض هذا الموقف العسير كل يوم ..
و العجيب انني عندما بحثت في اسباب هذا الازدحام الذي ليس له مثيل وجدت اشياء عجييبه للغايه ..
و كأن اعواما من التخطيط لم تثمر عن اي تحسن ..
هذا اذا كان هناك تخطيطا من الاصل ..
وكان الزحام و التكدس هما صفه فرعونيه ورثناها نحن عن اجدادنا ..
او انه قدر كتب علي مصر منذ عهد ما قبل الثوره وحتي الان ..
و اسباب الاختناق المروري اليومي في القاهره كثيره ..
اذكر منها الاتي :
-1-
القاهرة هى مدينة الزحام حيث يسكنها ١٥ مليون نسمة وتشهد شوارعها أكثر من ٢٠ مليون رحلة يوميا، بواقع ٣.٨ مليون رحلة عن طريق أتوبيسات النقل العام، و٢.٦ مليون رحلة عن طريق مترو الأنفاق، و٧.٢ مليون رحلة عن طريق الميكروباص، و٦ ملايين رحلة بالتاكسى، والسيارات الخاصة.-2-
هذا العدد الكبير من الرحلات يومياً يجعل من حركة السيارات الخاصة والسرفيس والنقل العام تتعدى سعة جميع الطرق، والتقاطعات، والمحاور الرئيسية.
اي ان سعه الطرق في القاهره الكبري غير معده من الاصل لاستقبال هذا الكم الهائل من السيارات ليلا ونهارا ..
ثم ان تطبيق نظام التقسيط علي السيارات جعل فئه كبيره من الشعب قادره علي شراء سيارات خاصه ..
و هو ما تسبب زياده كبيره للغايه في عدد السيارات الملاكي في الطرق المحوريه داخل قلب القاهره ..-3-
هو سبب خاص بالمواصفات القياسية للطرق مثل الأطوال، والمداخل، والمخارج، والجسور ..
اي انه سبب خاص بتنظيم الطرق نفسها و طريقه سير السيارات داخلها ..
و تلك الميزه التي هي التخطيط هو ما نفتقده كمصريين في اغلب اعمالنا ..
-4-
كون محافظه القاهره عاصمه لجمهوريه مصر العربيه ..
جعل كل الوزارات و اغلب الهيئات الحكوميه تتمركز فيها ..
فاصبح اي مواطن من شتي انحاء البلد يلجأ الي القاهره لانهاء اي اجراء خاص به ..
هذا بالاضافه الي ان الاهتمام بالعاصمه و مدنها علي حساب بقيه المحافظات في الصعيد مثلا ..
جعل هناك هوه سحيقه بين مستوي المعيشه في العاصمه وغيرها من المحافظات ..
كوسائل الترفيه والسينمات و حتي المصانع و الشركات ..
اغلب كل هذا يتركز تماما في محافظه القاهره ..الحلول الممكنه
يري اغلب خبراء النقل و المواصلات
ان الحلول السريعة مثل عمل توسعات على التقاطعات الرئيسية ..
أو توسعة المداخل والمخارج للمناطق السكنية من الطرق السريعة او تحويل تقاطعات محكومة بإشارات ضوئية الى دورات وغيرها من الحلول والمقترحات الهندسية التي تطرحها وتقدمها الإدارة لتنظيم المرور وتتم دراستها ومناقشتها مع البلدية وعمل التصاميم اللازمة لإرسالها للتنفيذ ..
تعتبر من الحلول قصيره الامد الاشبه بالمسكنات التي لا تلبث ان يبطل مفعولها و تعود بعدها المشكله من جديد ..
و حتي بناء الكباري و مترو الانفاق
و غيرهم يعتبرها الخبراء مجرد حلول مسكنه ايضا و ليست حلول جذريه للمشكله ..
اما الحل الجذري الوحيد الذي يراه الخبراء لمشكله الاختناق المروري في القاهره ..
هو الخروج من القاهره نفسها الي مدن و محافظات اخري تحتمل هذا الكم الهائل من البشر ..
و عليه فان حل مشكله المرور ..
يعتمد كخطوه اولي علي الحكومه بان توجه اهتمامها لبناء مدن جديده تتوافر فيها المرافق ..
و الخدمات.. و ..وسائل الترفيه .. و و سائل الرعايه .. و المستشفيات ..والمدارس..
مع توفير اهم عامل وهو عامل الامن والامان ..
و بناء وحدات سكنيه رخيصه الثمن للشباب حتي تدفعهم للخروج من داخل العاصمه العجوز ..
بدلا من التكدس داخل العاصمه و الخوف من الخروج منها ..
اشبه شئ بهذا الحل هو محافظه السادس من اكتوبر ..
و اظن ان اغلب المصريين الموجودين داخل القاهره يفر اكثرهم قدر الامكان نحو السادس من اكتوبر بمساحاتها الشاسعه ..
و تنظيمها الرائع ..
و عن راي شخصي تماما ..
اري ان السادس من اكتوبر هي الحل الذي نبحث عنه جميعا لمستقبل لقل ازدحاما و تكدس ..
خصوصا و انه بدات تتزايد فيها الخدمات و المرافق بشكل واضح ..
ثم ان كثره السكان بها في الحد المقبول طبعا ..
زاد من حاله الشعور بالامن داخل المدينه نفسها ..
هذا هو املنا الوحد و الا بعد عده سنوات قصيره للغايه ..
سنجد انفسنا (محلك سر ) ..
و عندها لن تتحرك سياره من مكانها لانه لن يكون لها مكان تتحرك فيه من الاصل ..