Apr 6 2010
سعر الحديد يتزايد والحكومة ترفع يديها عن القضية
ما أشبه اليوم بالبارحة، لا جديد تحت خيمة الوطن، فالمحتكِرون للمال والسلطة والنفوذ يزيدون احتكارا لما يملكون، والمحتقَرون من طوائف الشعب يظلون محتقرين، هؤلاء يأخذون نصيبهم من الحديد الذي أنزله الله من السماء؛ ليزدادوا غلظة، ويقيدوا الشعب بالأغلال، وهؤلاء تُهدم العشش الخشبية فوق رؤوسهم ويبيتون في العراء ولا من مجيب..
عن احتكار الحديد
يأتي على قائمة الاحتكار كبير باشوات أمانة السياسات بالحزب الوطني السيد المهندس القائد أحمد عز.. والذي طالعتنا الصحف هذا الأسبوع بآخر أخباره فاقرأ معي:
خبر رقم 1"أعلنت مجموعة شركات "عز الدخيلة" للصلب، زيادة أسعار بيع حديد التسليح للمستهلك النهائي (تسليم شهر أبريل) بمقدار 820 جنيهًا عن أسعار شهر مارس التي كانت تبلغ 3280 جنيهًا ليصبح 4100 جنيه..
(منتهى الاحتكار من السيد عز)خبر رقم 2"قال وزير التجارة والصناعة: إن الحكومة لن تتدخل بفرض سعر جبريّ للحديد حالياً أو مستقبلاً؛ نظراً لخضوع السوق لمبدأ العرض والطلب؛ مشدداً في نفس الوقت على أن الأسعار لن تصعد إلى مستويات 2007 الفلكية أيضاً".
وهكذا ترفع الحكومة يديها عن القضية واللي مش عاجبه ما يبنيش..
(منتهى الاحتقار من الحكومة للشعب)وعندما هممت أن أعلّق على الخبرين السالفين، وأذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبشر المحتكرين بعقاب من الله.. تذكرت أن المهندس أحمد عز أصبح رئيساً في موقعه الحزبي لشيخ الأزهر.. فاستحييت أن أقول كلمة تسيء له ومن معه ومن خلفه ومن هو دونه.. فينال الشيخ الجليل نصيباً من سهام الحق..
فقررت أن أصمت على أمل أن يلتقي شيخ الأزهر الجليل بالمهندس أحمد عز في أمانة السياسات، ويخبره نيابة عنا جميعا.. أفلح إن فعل..
عن احتقار الشعب
أما عن احتقار الشعب فحدِّث ولا حرج. وتابع معي هذه الأخبار:
خبر رقم 1السيد وزير التعليم أحمد زكي بدر يقرر فجأة زيارة ميدانية لإحدى المدارس، ويتخذ قرارات بالنقل من موقع لآخر، ومن محافظة لأخرى، وتوقيع الجزاء على عدد من المعلمين دون إجراء تحقيق..
ليتعامل السيد الوزير من المعلم كأنه سبورة خشبية لا حق له ولا كرامة.
(درس عن احتقار الصفوة الذين يعلّمون الشعب)خبر رقم 2المعاقون وعمال "تحسين الأراضي" يصلّون الجمعة على رصيف مجلس الشعب.. ويطالبون الرئيس بحل أزمتهم.. ولم يستجب أحد..
خبر رقم 3رصيف مجلس الشعب يستقبل "نزلاء جدداً": ٧٠ أسرة من "منشأة ناصر" ينضمّون للمعاقين والعمال.. احتجاجا على رفض محافظ القاهرة، ورئيس الحي تسليم الوحدات السكنية البديلة لهم، بعد أن تهدّمت المنازل فوق رؤوسهم.
(والنتيجة لم يسأل عنهم أحد)وهكذا يعيش الشعب المصري بين محتكر غاصب لكل أملاكه.. ومحتقر جاهل بكل أوجاعه.. وما أتعس أن تعيش تحت خيمة يشرب أهلها كأسا من مرارة الاحتكار ثم يُتبعونه بكأس من مرارة الاحتقار..