Mr.Hany
ĦД№n → Admin
• تـآريـخ إلـتـسـجـيـل : 21/08/2008 • تـــآريــخ إلـمـيــلآد : 08/09/1979 • عــــدد إلــرســآيـــل : 20182 • إلـــعـــمـــــــــــــــر : 44 • تــقــيـيـم إلـعـضـــو : 33124 • إلـسـمـعــــــــــــــــه : 40 • إلــحـــــــآلـــــــــــــة : • إلــــمـــهـــنــــــــــــه : • هـــــوآيــــتــــى : • مـــزآجــك إلـــيــــوم : • إعـتـرآضــــــــــــــآت : مـؤسـسِ مـوقـع رومـآنـس مـجُـروح • إلآوســــــمــــــــــــــه :
| موضوع: بالألوان الطبيعية.. وما مصر إلا لوحة مشوهة! الخميس يناير 07, 2010 12:50 pm | |
| عشرات الـ"Groups" هاجمت الفيلم مطالبة بمنع عرضه حتى لا يشوه سمعة مصر أمام العالم هل الفن حرام؟ وما حكم الدين -أي دين- على طلبة كلية الفنون الجميلة الذين يرسمون، وينحتون، ويصوّرون البشر، والحيوانات، وغيرها من المخلوقات الحية التي وهبها الله -سبحانه وتعالى- الروح، في لوحات وتماثيل خالية من تلك الروح؟ وهل هناك من يشعر بهذه المواهب ويرعاها؟ أم إن الكبار فقط يتاجرون بها ويتربحون من ورائها؟ أسئلة عديدة لن تعرف إجاباتها إلا إذا شاهدت "بالألوان الطبيعية"، لكن ثمة بعض الأمور والتفاصيل التي عليك أن تعرفها قبل المشاهدة.
تابعت عشرات الـ"Groups" التي هاجمت الفيلم بضراوة بالغة، مطالبة بمنع عرضه حتى لا يشوه سمعة مصر أمام العالم، ويحقر من طلاب الفنون الجميلة، وأساتذتهم الأجلاء، في تلك الكلية العريقة التي فاز أكثر من 200 دكتور وفنان من خريجيها بجوائز الدولة، وإنجازات أبنائها تملأ مصر في مختلف المباني الراقية، والميادين الجميلة، سواء دار القضاء العالي، ومترو الأنفاق، ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وغيرهم. الأمر يذكرك بما هو أشبه بالمحاكمات الشعبية التي كان يجريها الإغريق في اليونان القديمة؛ إذ اتفق طلاب الكلية، وأساتذتهم، وشرائح مختلفة ومتفاوتة من خارج الكلية -رغم اختلاف توجهاتهم، وثقافتهم، وقناعاتهم الشخصية- على محاكمة الفيلم ومنع عرضه قبل حتى أن يشاهدوه.. فلنشاهد إذن ونحكم بأنفسنا حتى لا يفكر لنا الآخرون، ويُملون علينا الأحكام والآراء. الفيلم ينتمي إلى مدرسة "الواقعية السحرية" في النقاش والتناول، آخذاً مشاكل الواقع وهمومه، ماسحاً إياها بلمسة خيالية حتى لا يفسد متعتك وأنت تشاهد آلامك وأوجاع بلدك ومجتمعك، بل يأخذ وعيك وإدراكك الدنيوي إلى السماء وساحات الخلد حيث الحديث مع الله متاحاً وتلقي الإجابة الفورية في الكلام وارد، من هنا انطلق تمرد المؤلف هاني جرجس فوزي والمخرج أسامة فوزي ضد القوالب الفاسدة التي نحيا فيها، وتحيط بنا من كل صوب متخذاً من كلية الفنون الجميلة قاعدة للانطلاق، كنموذج مصغر للمجتمع "مصر"، والطلبة "الشعب"، وأساتذة التعليم "رجال السلطة"، في لوحة فنية رمزية يرمز كل فرد فيها سواء الأبطال الأساسيون، أو الثانويون، أو حتى الكومبارس إلى عاهة اجتماعية مستديمة، أو قنبلة قدرية موقوتة، أو جرح عميق ينزف من عشرات السنين دون أن ينتبه إليه أحد، فجاءت "إنتصار" أم البطل "يوسف" دليلاً على سطحية المجتمع في نظرته للأشياء، وجهل تقييمه للكليات.. والبطل نفسه نموذج للشباب الموهوب لكنه محاط بالوصاة الذين يتلاعبون به ويسجنونه في قوالب جامدة، أما التنازل عن فنه وموهبته لصالح أساتذته الذين يرسم لهم لوحاتهم حتى يضعوا عليها توقيعاتهم ويبيعونها بآلاف الجنيهات ويقبض هو منهم جنيهات معدودة، أو الرضوخ لتعليمات ووصايا رجل الدين العصري الذي تعمد المؤلف والمخرج على أن يشبه إلى حد بعيد الداعية المصري "عمرو خالد" إن لم يكن نسخة طبق الأصل منه، ساخرين من نظرته السطحية للفن، وتأثيره السحري على ملايين الشباب، أو الوقوع في الخطيئة مع فتاة موهوبة "يسرا اللوزي" ضلت مثله الطريق، قبل أن تلعن نفسها ودراستها، وتحرم كل شيء في الدنيا لتكتفي بارتداء النقاب في خوف مطلق من العقاب يمنعها حتى من الاستمتاع بما أحله الله، أو السير في طريق الشيطان مع المعيدة "فريال يوسف" الفاجرة التي تساند الدكاترة في اختيار شباب الموهوبين ليرسموا لهم في الخفاء، بينما تشبع هي شهواتها ونهمها مع من يروق لها، و"سعيد صالح" الذي كان يوماً من الأيام أحد طلاب الكلية المتفوقين فإذ بالموهبة تموت مع الزمن، ليصبح مجرد "موديل" عارٍ يخلع ملابسه أمام الطلبة ليرسموه مقابل مبلغ مالي ينفقه على الخمر التي أدمنها، دون أن يملك الاستغناء عن تلك المهنة التي تذكّره بالماضي، حيث الشباب والطموح الذي يراه في عيون الطلبة من حوله؛ ليخبرهم ساخراً بالمصير الأسود الذي ينتظرهم بعد التخرج ضارباً المثل بنفسه، أو "رمزي" الطالب المستهتر الذي لا يعرف ماذا يريد، مكتفياً طوال الوقت بوضع نظريات وفرضيات يزعم أنها خلاصة تجربة وحكمة بينما هو أول من لا يطبقها في حياته، و"إبراهيم" الذي يبحث طوال الوقت عن المال، فيسخر موهبته وأحلامه في الأهداف التجارية، سواء كانت العمل "مرمطون" لدى الدكاترة لينظف لهم شققهم، ويسقي العصافير والكلاب، ويرسم لهم لوحاتهم، أو مساعدة الطلبة الأغنياء في عمل مشاريع التخرج لهم بمقابل مادي، أو رسم لوحات هو نفسه غير مقتنع بها من أجل المكسب فقط. ولم أجد في الفيلم أروع من ذلك المشهد الذي تذهب فيه فتاة الليل "منى هلا" إلى الوكر السري الذي يرسم فيه الطلبة الموهوبون للدكاترة لوحاتهم حتى تمارس معهم الرذيلة، فيشاهدها "يوسف" ويطلب منها أن تتوقف عن خلع ملابسها ليرسمها بورتريه، وما أن يستكمله وتشاهد نفسها في هذا الوضع المقزز حتى تبكي في خجل وحرقة وكأنها ترى حقيقتها القبيحة الملوثة لأول مرة، في دلالة خفية على أن الفن قد يهدي ويهذب النفوس أيضاً، بخلاف ذلك الصراع والتناقض الرهيب بين أعضاء هيئة التدريس ما بين الدكتور "حسن كامي" الشاذ الذي يرتبط بالمعيدة المنحلة ليعطي الإحساس بأنه رجل يصاحب النساء حتى يخفي حقيقة شذوذه، ويتاجر بمواهب الشباب، أو الدكتور "محمود اللوزي" الذي يعترف بفساد المنظومة التعليمية لكنه يخبر الطلبة أن الواقع لن يتغير وسيظل الوضع كما هو عليه، بخلاف الدكاترة المخابيل الذين يخرجون جنونهم وعقدهم على الطلبة، وسكاشن المحاضرات التي تتحول في لحظات لخطبة دينية، قبل أن تنقلب لوصلة رقص بلدي، ثم ديسكو تك أجنبي، ثم جلسة وعظ وإرشاد مسيحي، في الوقت نفسه الذي تتراصّ فيه الألوان على اللوحات في مشهد سريالي غير مفهوم يماثل حالة المجتمع السريالية التي لا يفهمها أحد! فكرة الفيلم جاءت أكثر من رائعة، وتضافرت معها كل الجهود لتخلق حالة من الإبداع الفني النادر سواء القصة الجديدة، والإخراج الذي وظّف فيه المخرج لغة الألوان والرسومات في مقارنة عبقرية مع أحوالنا البوهيمية، وكأننا جميعاً نحيا داخل لوحة متداخلة الألوان والتكوينات، بخلاف صورة طارق التلمساني البديعة، ومونتاج دينا فاروق الرائع، والموسيقى التصويرية الخلابة للمبدع تامر كروان، وغيرها من العناصر التي يحتاج شرحها والحديث عنها إلى كتب كاملة! فهل يعني كل هذا أن الفيلم لا يستحق الهجوم والنقد؟ الفيلم لم يقصد إهانة كلية الفنون الجميلة ولا طلابها ولا أساتذتها، وإنما اتخذ منها قاعدة انطلاق فنية، ومحور أحداث خيالية لبلدنا المشوّهة بقبح فاق الخيال، وهذا سبب يدعو الطلبة والدكاترة والمعيدين والعميد نفسه إلى الهدوء، وإلا لثار الأطباء على أي عمل يناقش أخطاء الأطباء وجشعهم، وخرج الصحفيون في مظاهرات ضد أي عمل ينعتهم بالفساد والفبركة وكتابة "كلام جرايد"، لكنه في الوقت نفسه يستحق الهجوم في أمور أخرى أرفضها كمشاهد يحترم آدميته وآدمية من حوله، كبشر نتأثر من جرعات الجنس الزائدة، ومشاهد العري المبالغ فيها، والتي تلاها أثناء عرض الفيلم تعليقات قذرة من شباب المراهقين الذين كانوا يشاهدون الفيلم في السينما معي، بشكل يجعل دخول الفيلم مع أسرتك أو خطيبتك مخاطرة تفوق في خطورتها اصطحابهم إلى الأدغال المليئة بالسباع والوحوش الضارية! كما أن تمرد الفيلم على المبالغة في التحريم من بعض أفراد المجتمع سواء المتشددون الإسلاميون، أو الكنيسة، وسخريته منهم بدعوى أن الله أكبر وأرقى من ذلك، قد شابه الحرمانية نفسها ووقع في الخطيئة ذاتها بالمبالغة من تسفيه الآخرين والسخرية منهم، وإذا كان الله غفورا رحيما حكيما بشكل أكبر من دعوات الخوف التي يطلقها المتشددون، فالسخرية من الجميع ووضعهم في قالب واحد دون وضع أي فروق بينهم والمبالغة في الاستهزاء بهم جميعاً، ضد الدين الذين يدعونا ألا "يسخر قوم من قوم"، في حين لم أشعر أن مشاهد حديث البطل مع الله نوع من الكفر؛ لأن الله خلقنا لنتدبر ونتفكر، وقد يشطح بنا التفكير والخيال فنتحدث مع رب العزة جل وعلا بما لا يليق، لكن إذا قادنا هذا إلى الشعور بالذنب، والتوبة النصوح عن كل خطيئة فهذا بيت القصيد، وكم من رجل صالح ورجل دين جليل وأصحاب معجزات وكرامات وصلوا إلى مكانتهم الجليلة من التفكر، والتمرد، بل والكفر أحيانا الذي يصل بنا إلى أرفع مراتب الإيمان، ولكم في قصة حياة الراحل الدكتور مصطفى محمود عبرة ودليل. بينما لم يعجبني أداء معظم الفنانين الذي جاء باهتها وعلى رأسهم يسرا اللوزي وكريم قاسم وإبراهيم صلاح، ولا بعض الجمل الحوارية التي شعرت أنها مباشرة للغاية، ولا تكرار ومطّ بعض المشاهد بلا أي داعٍ أو ضرورة درامية. google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); | |
|