الشمس تقتل فيروس الخنازير

الصيف يقلل إصابات إنفلونزا الخنازير السر في الحرارة وأشعة الشمس

القاهرة ـ حسن القاضي

مع حلول الصيف تتزايد الآمال في انحسار تقدم فيروسات انفلونزا الطيور والخنازير ومعها السلالات البشرية، مما يعزز فرص المواجهة ويسهم بوضوح في تراجع معدل الإصابات..فما هو السر في ذلك؟
يقول الدكتور مصطفى أورخان المدير السابق للمركز الإقليمي للانفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة: إن درجة حرارة الجو عندما تزيد عن 83 درجة مئوية تقتل أو تضعف الفيروس حين يتناثر في الجو المفتوح، وعندما تصل الحرارة إلى 04 درجة مئوية يخرج الفيروس في الرذاذ خاملا تماما أو غير نشط ، وهذا يفسر لماذا تنشط فيروسات الانفلونزا سريعا في أوروبا لانخفاض درجة الحرارة، أما في البلدان الحارة ومنها دول الخليج فإن أشعة الشمس تقتل الفيروس حال خروجه من فم المصاب، من هنا تكون النصيحة دائما بتهوية المنازل وفتحها أمام أشعة الشمس، وهذا يعني أن فرص انتقال الفيروس وتأثيره يتزايد في الأماكن المغلقة.

وعاء لكل الإنفلونزا
وأضاف الدكتور أورخان أن خطورة الخنزير تتمثل فى أنه وعاء لجميع سلالات الانفلونزا، سواء التي تصيب الإنسان أو الطيور بالإضافة إلى السلالة التي تصيبه وهي(h1n1)، وبالتالي يمكنه إفراز سلالة جديدة متحورة جينيا تصيب الإنسان، وهو ماحدث في انفلونزا الخنازير، فمن الطبيعي أن يكون قد نقلها الإنسان إلى الخنزير ـ مثلما أذيع في كندا ـ وقام الخنزير بدوره بعمل سلالة جديدة من (h1n1، ولكن بصفات جينية مختلفة تماما عن تلك التي تلقاها أصلا من الإنسان، وهذا يفسر حالة الهلع من تزايد معدل الإصابات بين البشر بهذه السلالة المتحورة جينيا من الخنازير، لأن جسم الإنسان ليس لديه أي تاريخ مناعي ضدها.

الخطورة على الإنسان أشد
نقطة جديرة بالملاحظة يسجلها الدكتور أورخان أن خطورة الخنازير على الإنسان أشد، لأنها تتشابه جينيا معه، إذ ان مستقبلات الفيروسات على الخلايا الموجودة فى جسم الخنزير تتشابه مع مستقبلات الفيروسات على خلايا الإنسان، كما أن الخنزير حيوان ثديي كما الإنسان، ومن هنا تتجلى حكمة الخالق سبحانه وتعالى في تحريم أكل لحم الخنزير.
نقطة أخرى يوضحها هي أن خطورة الخنزير باعتباره وعاء لكل الفيروسات، تكمن في إمكانية أن يكون وسيطا يلتقط انفلونزا الطيور h5n1، ويضفي عليها تحورا وصفات جينية جديدة بما يجعل منها سلالة تنتقل بسهولة بين البشر.