هالة سرحان.. مذيعة طردتها فتيات الليل وأعادتها الثورة منذ أيام قلائل عادت الإعلامية هالة سرحان إلى مصر بعد غياب "اضطراري" دام 4
سنوات، تنقلت خلاله ما بين أمريكا وبيروت ودبي، ويبدو أن هالة سرحان
تعمدت إحاطة عودتها بـ"هالة" من الشو الإعلامي، فكانت فرقة حسب الله
الشعبية في انتظارها بمطار القاهرة؛ لتزفها بالطبل البلدي وسط حضور عدد من
الفنانين والإعلاميين منهم: مي عز الدين، وخالد يوسف، والمخرج سامح عبد
العزيز، والإعلامية بوسي شلبي، ولُفت "هالة" بعلم مصر لتلحق بركب الثورة
والثوار.
هالة كانت دائما مثيرة للجدل؛ حيث اعتادت في برامجها على استضافة عدد من
الشخصيات السياسية المصرية والعربية، ومناقشة قضايا اعتبرها بعض الأشخاص
"تابوه" أو من الصعب مناقشتها في فضائيات عربية مثل برنامج "يا هلا" على
ART و"في الممنوع" على "دريم 2" و"السينما والناس" على روتانا سينما، ما
جلب لهالة انتقادات ومشاكل وصلت إلى حد المحاكمة أمام القضاء في مصر.
قمة الإثارة التي اعتادتها هالة كانت في برنامجها "هالة شو" على قناة
روتانا سينما؛ حيث كانت تناقش قضايا حساسة مثل العادة السرية عند الرجال
والنساء و"فتيات الليل"، التي سجلت فيها مع مجموعة قلن عن أنفسهن أنهن
فتيات ليل، وتحدثن عن تجاربهن والأسباب التي دفعت بهن لاحتراف هذه المهنة.
وجاءت حلقة فتيات الليل بمثل القشة التي قصمت ظهر "هالة"، وإن تعددت
"السيناريوهات" التي ترددت بشأن الأسباب الحقيقية وراء سفرها بعيدًا عن
مصر، "السيناريو" الأول تحدث عن غضب وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي من
هالة بعد الحلقة التي كشفت فيها فتيات الليل عما يفعله معهن ضباط الشرطة
وأمناؤها من فرض إتاوات عليهن مقابل السماح لهن بممارسة مهنة البغاء، ما
جعل العادلي يخيرها بين الابتعاد الاختياري عن الوطن أو مواجهة السجن
بتهمة تشويه سمعة مصر، فيما تحدث بعض الأشخاص عن أن اللقاء الذي أجرته
هالة مع أشرف السعد، وتحدث فيه عن دور العادلي في تطليق زوجة السعد وهي
إلهام شرشر الصحفية بالأهرام، التي تزوجها العادلي، فيما بعد كان سببًا في
الموقف العدائي الذي اتخذه الوزير من هالة.
أما "السيناريو" الثالث الذي تردد وقتها، فتمثل في غيرة وزير الإعلام
الأسبق أنس الفقي من نجاح هالة سرحان لسحبها بساط الإعلانات من التلفزيون
المصري لصالح قنوات روتانا، وتكبيدها خسائر فادحة لتلفزيون الدولة، بينما
أرجع بعض الأشخاص رغبة النظام في الانتقام من هالة إلى رفضها عرض الحملة
الإعلانية للرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة 2005م على شاشة روتانا سينما.
الطريف في الأمر أن سيد علي مذيع برنامج "90 دقيقة" بقناة المحور في ذلك
الوقت الذي استضاف 3 من فتيات الليل اللاتي ظهرن بحلقة "هالة شو" وتحدثن
عن فبركة هالة للحلقة ووجود اتفاق مسبق معهن قبل الحلقة على كلام بعينه
يقلنه، قد تعرض نفسه للاتهام ذاته أثناء ثورة 25 يناير، بعد اتهامه بفبركة
حلقة استضاف فيها صحفية ادعت أنها من شباب 25 يناير، وأنها تدربت على يد
جهاز "الموساد" لتنفيذ مخطط ثورة 25 يناير.
هالة من جانبها رفضت تقديم اعتذار عن "فبركة" الحلقات، وقالت لشخص حاول
إقناعها بفكرة الاعتذار: "أقبل أن أعود للقاهرة في "تابوت خشبي" مثل سعاد
حسني لأدفن بها، ولكنني لن أقبل أن أقول إنني فبركت حلقات فتيات الليل،
فأنا لم أفبرك حلقة واحدة خلال 20 عامًا عملت فيها بمجال الإعلام، فلماذا
سأفكر الآن في فعل هذا؟، هل كنت محتاجة وقتها نجومية أو مالا".
ولم تسلم هالة -التي تحضر الآن لبرنامج "ثورة الحوار" على روتانا- من غيرة
سيدة مصر الأولى في النظام السابق سوزان مبارك لدرجة أن الأخيرة وصفتها
بأنها "عايشة في دور الزعيمة وأنها مغرورة ومتكبرة"، عقب ظهور "هالة"
بجوار عادل إمام بأفيش ضخم بشوارع القاهرة مكتوب عليه الزعيم، ورغم أنه
مجرد إعلان عن حلقات سجلتها هالة مع الزعيم يحكي فيها قصة حياته فإن ذلك
أغضب سوزان مبارك منها.