أحلم مثل أبنتك بكيس به عصير قصب

أحلم مثل أبنتك بكيس به عصير قصب






سيدتى ..
لماذا أجدك فزعة ؟؟
أقلقة أنت على نفسك ..
أتخافين أن يفعلوا بك مثل ما فعلوا بهذة الأم العجوز كما فى هذه الصورة ..




لا تخافى ..
أقسم لك بأرواح 1000 مصرى ماتوا فى عبارة غير صالحة للأبحار أصلاً ولا تحمل غير فقراء مصر ويملكها واحد من ناهبى وقاتلى مصر بأنهم لن يمسوا شعرة منك ..
أقسم لك بقدرة السكك الحديدية فى مصر على تحويل أرواح الألاف من المصريين
إلى العالم الأخر، على أنهم لن يستطيعوا أن يكونوا مصدر أذى لك ..
سيدتى ..
لماذا تحدقين فى هكذا ..؟؟
تكلمى إلى .. أو قومى بعمل ما يجعلنى اعتقد بانك تستمعين لكلماتى !!
أتخافين على بنتك ..
أعلم بأنها الآن فى يدك ..
ولكن ..
أنظرى جيداً إلى هؤلاء ..
أليس من بينهم إبنك يوسف .. أو محمد .. أو رامى .. أو أحمد ..
أعتقد أنه بينهم ..
أتقولين بأنك تركتيهم نائمين ..؟؟
إذن هذا هو جوزيف .. خطيب ابنتك .
أعرفه انا وأستطيع ان أتبين ملامحه من وسط مليون ..
وأعلم عنه إيمانه بأن البلاد ستتطور وستمضى فى المسير نحو إطلاق الحريات و
نشر الفكر الديمقراطى والدعوة للدولة المدنية القوية التى تساوى بين الجميع
على أساس الأنتماء للوطن والأنحياز لفكرة المواطنة ..
هو يؤمن بأفكار متميزة وجيدة ومستعد هو للدفاع عنها ..
أقلقة أنت إذن أن تصبح أبنتك مثله ..؟؟
تخافين عليها من أن تمتلك من الافكار ما قد يؤدى بها فى النهاية لمثل هذه الاشياء التى ترينها تحدث امامك ..
سيدتى ..
تأملينى جيداً ..
أنا أيضاً لى أم مثلك تخاف على أولادها ..
خوفها على نفسها ، وتحرص علينا كما حرصك على ولديك ..
وكنت أحلم كما أبنتك بكيس به عصير قصب ..

فأنا أعشقه ..
ولكن ..
ألست معى فى أن ما نشاهده الآن هو شئ مقزز جداً ..
أم أنك غير مهتمه ..
أراكى قلقة فقط ..
لن أحاول بالطبع تشوية ما تشعرى به الان ،
ولا محاولة وصف ما أراكى عليه ..

ولكن ..





أنظرى هنا أيضاً ..
هذا هو من يعطى الاوامر ..
الأن هم يسحقون سيدة عجوز لأنها حاولت ان تساندنا فى رفضنا للظلم الواقع علينا ..
أتعلمين بأن الرجل الذى يشير على هذه السيدة العجوز ويعطى اوامر بسحقها ..
أتعلمين بأنه كان ينتظرنى عند بوابة مديرية أمن القاهرة بعد انهاء اجراءات الافراج عنى من فترة سجن
طالت عن 88 يوماً شهدت تعذيبى وضربى وانتهاك جسدى ؟؟ ،
أتعلمين بأنه من ضمن من شاركوا فى أعتقالى وتلفيق اتهامات مضحكة لى ..؟؟ ،
هل تعلمين بأنه قال لى ” مبروك يا محمد وحمدلله على سلامتك “..
لم اعى لحظتها أية سلامة يتمناها لى ويشكر الرب عليها ..
ولكن كل ذلك لا يهم ..
انت الأن من يعنيينى ..
أنت وحدك فأنت ترى الان إلى أى حد وصلت درجة التوحش والقمع عند هؤلاء ..
سيدتى ..
أخرجى من كل ما يحيط بك ..
لتحطمى هذه الجدران التى تسجننى وتسجننك ..
لنحطم معاً .. خوفنا ..
ولنبحث عن مصر أفضل فنحن بالتأكيد ..
نستحقها .