عفواً سيدتي ... اليوم سأرحل كلا انتظري..
تأملي فيهما جيداً، لا تذهبي بوجهك بعيداً عنهما
أتخشين النظر اليهما؟
ام إن سحرهما الذي تستمدي منه الحياة كما قلتي لي ذهب وتلاشى؟
لا تعاودي النظر إلى الأرض ارجوكي
لا تتوسلي لدموعك في إن تنساب كي تستجدى منى ذرة شفق عليك
فلن تنساب ولن أشفق عليك
لقد أصبحت
دموع جافة جامدة لا تنساب إلا كي ترضي غرورك
مالي أراك صامتة ؟
أين لسانك الذي كم ارتشفت منه أرق الكلمات؟
ولكن اكنتِ واثقة بان اللعبة سوف تستمر إلى الأبد ؟
الم يخطر ببالك يوما باني سوف اعرف كل شيء ؟
باني سوف احتقر كلمة احبكِ التي كم نطقها لسانك
سوف افزع من هذه الرعشة التي تعلو شفتيك
تلك الرعشة التي كنت انتظرها في كل لقاء يجمعنا
أتذكرين يوم ان انسابت دموعك الخادعة إمامي ؟
يومها وضعت يدي على خديكِ في رفق وأخذت انظر في ظمأ إلى القطرات التي تتساقط
من بين يدي
أتذكرين ؟
وضعت يدي يومها على فمي واخذ لساني يطوف حول أناملي وكأنة يتذوق طعم الحب من بين هذه القطرات
أو لهذا الحد كنت مخدوعا ؟
ولهذا الدرجة كنت أحمق ؟
انتظري فلم أنهى حديثي بعد
أتتذكرين أول لقاء لنا ؟
كنت بلا حياة بلا روح بلا أمل. فمددت يدي ناحيتك
انفض عنك آلامك
فكيف بعد كل هذا لا تكوني إلا كما أردتك أن تكوني
أتذكرين صديقي ذو الوجه النحيف
لقد هجرته يوم أن شككني في حبك لي
لم اصدق كلامة وأخذت انهال عليه بأقبح الكلمات
كنت اشعر بان حبنا شيء مقدس إن مسه احد بسوء فهو آثم خاطئ يستحق الموت والفناء
ياله من مسكين
يومها وضع يدة على كتفي واخذ يهزني بشدة وكأنني مخمور مسلوب الإرادة
قالها وتركني
" أفق من غفلتك "
ولكن أكانت حقاً غفلة؟
أكان هذا الصرح المشيد من الامال غفلة ؟
يا للبراعة. كيف استطعت أن تجعلي هذه الدموع تنساب
أأتقنتي امامها دور الندم كما اتقنتي أمامي دور الحب ؟
يالك من ممثلة بارعة
هل تشعرى بان حديثي طال عليك "
لا تفزعي ارجوكِ
أين الاطمئنان الذي كنت تشعرين به في وجودي أو أصبح وجهي الذي قلتي عليه يوما
" إن وجهك كسماء صافي "
وأصبح الآن برقاً مخيفا ؟
كلا أن وجهي كما هو لم يتغير
ولكن الذي تغير هو أنا
أمللت حديثي ؟
أترغبين في الرحيل ؟
ارحلي إذا
أزيحي عنك ثوب الندم انه لا يليق بهذا الوجة
انهضي
ولا تنظري إلى الخلف
لا تعاودي النظر إلى مرة أخرى
فانك لن ترى هذا الإنسان البائس
ولكن سوف ترى حطاماً بين أشلاء الموتى
فوداعاً يا دنيا الخداع
و داعا يا دنيا الخداع
------------------