~{ّ|||+..التعويـــــــــذة العجيبـــــــــــة..+|||ّ}~

في ليلةٍ عَروسها القَمَر

والنجوم لامعاتٍ كأنّهُنّ دُرر

أسيرُ في الوجودِ أُعاينُه

قبْلَ مقدمِ السّحَرْ


صوتٌ قد هبّ عن كثب

سلبَ قلبي فَلا أجدُ لنفسي مُسْتقَر

فَسِرْتُ أُفَتشُ الزّوايا

عنْ مَصْدَرِ ذلكَ الطّرَبْ


فإذا بِبُقْعِةً قد تَمايزَت

فَلا أَرَى لها منافساً ولا أحدْ

كأنها حسناءٌ.. والقُبّة السّماوية لها

..تاجٌ من ماسٍ و ذهبْ


فاقتربتُ ..

و إذا بذاك النغمِ قدْ انقلب

للحن حزينٍ انصاعتْ له أذنيّ ..
..وقلبي به شغفْ

يسيلُ من غصنٍ رطيبٍ

قد صارَ مجلساً للسهرْ

فغلامٌ عليهِ جليسٌ قد صاغَ

بنايهِ أحْلى وأرّق الصّور


واقتربتُ ..وأنا استمعْ


أنغامٌ تُراقِصها أناملٌ طَرية

فوقَ فُوهاتٍ تُنادي الحُرية

وحكاياتٍ وملاحِمَ وسَرِيّة


فدَنوْتُ منهُ وبالي به انشغل

ليْتني أجدُ عندهُ الأُنْسَ بعدَ الكلل

سألتهُ ، ما بكَ يا صَحْبي

وهلْ بكَ منْ عَلَلْ ؟

فأجابني بصوتٍ قلبي له اعتزل

عجبتُ حالَ الأنامِ في كل حالٍ

ما رضوا ما هم فيه من جَزَل

وصاروا يفتّشونَ السعادةَ في كل حينٍ

فما هم ببالغيهِ و لو الحزنُ عنهمُ ارتحل

فضاقت بي نفسي ودنيايَ

وعَجِبتُ لهؤلاء القوم الكُبر

وصرتُ أجوبُ البلادَ لعلي أجد
في مصيبتي حلا أُخر


فيا عمُّ، من تكونُ ، وهل لكربتي
عندك من محلٍ ومفرْ


فبسمتُ، ووجهي له انشرح

فقلتُ، أنا عابر ُسبيل

أجوب ُالبقاعِ وأعشقُ الكونَ بما وَسِع

و أبْشِر، فلكَ عندي يا بُنيَّ

تعويذةً لا تَجدُها عند مُنَجمات القدرْ



فإذا بثغره قد بانَ، وروحه قد تطايرت
إلى القِمم..

يا بنيَّ ، مَالكَ ومالُ الناس من أخبار
الهمومِ والأحزانِ وحبٍ قد انحسرْ


اقنعْ بما لديكَ ، وسِر ْفي دهركَ
راضياً لا يَرُدك الحظ و لا القَدر


ولا تلعنِ الزمانَ والمكان
فلديك عقلٌ وأنتَ ممنْ يسمونه بَشرْ
لمْ تُعصم من خطأٍ ولا من خطرْ


وامضِ في دنياكَ، فخالقُ الكونِ
سَمّاعٌ لدَبيبِ النملِ ودعاءِ عبدٍ أينما استترْ

وأحسنِ الظّن ، تعشْ مُترفعاً
أكنتَ أميراً في قصرٍ منيرٍ
أو غلاماً في كوخٍ مُحْتَصر