ذات الرداء الاحمر والوجه البريء...

ذات الرداء الاحمر والوجه البريء
*



كانت تجلس على الطاولة المجاورة لطاولتي في مقهى الفوكيت الباريسي الشهير
أعجبني فستانها الاحمر ولفتني وجهها الجميل والبريء الى أقصى الحدود

* قلت لها بدون مقدمات عصماء:
• فستانك جميل جدا من أين اشتريته
* أجابتني بحياء:
• لقد صممته وصنعته بنفسي
• أنت مصممة أزياء إذن؟
• لا بل مجرد هاوية
• هل لكي أن تشاركيني طاولتي؟انني أدعوك لتناول فنجان من القهوة.
* ونهضت من مكانها لتشاركني فنجان القهوة الذي طلبته لها على عجل وحول فنجان القهوة دار بيننا حديث طويل حول الاعاصير وعن الموضة والطقس وانفلونزا الطيور ووجدتها فرحتي لأوطد علاقتي بها...
بذات الرداء الاحمر والوجه البرئ
فقلت لها:
• ما رأيك لو نكمل حديثنا في أحد المطاعم حيث نتناول غداء شهيا..؟!
• لا لا،قد يرانا أحدهم،انني لا أحبذ الجلوس في المطاعم أو المقاهي وجلوسي معك الان هو استثناء لأنك أسرتني بلطفك
• شكرا، اذن ما رأيك لو قصدنا احدى الحدائق العامة..؟!
• لا لا، ان روادها من المراهقين والمراهقات الذين يتبادلاون النظرات الطويلة أمام مرأى ومسمع العجائز الذين يقصدونها للنزهة وقتل الوقت
• اه وجدتها، نزور متحف اللوفر لأان الازدحام خفيف في مثل هذه الايام
• لا، أنا لا أحب المتاحف ولا التحف المنحنطة أنا أفضل الاشياء الحية
• طيب يا ستي نقصد احدى دور السينما هناك الكثير من الافلام الجديدة والجيدة ما رأيك بهذا الاقتراح..؟!
• انه اقتراح مضحك..!هل تريد أن نجلس في الظلام ونمسك بأيدي بعض كما يفعل المراهقون..؟!
• لا مطعم ولا حديقة ولا متحف ولا سينما..! اين تريدين الذهاب اذن..؟!
• بصراحة الى بيتك أو الى غرفة في احدى الفنادق اذا كنت متزوجا أو تخاف من جيرانك....
* وأخذتني الدهشة وأنا أقول لها مرددا وراءها كالببغاء:
• الى بيتي أو الى غرفة في فندق...؟!
* وصعقتني بإجابتها:
• ولكن انتبه هذا سيكلفك 500 دولار !!
* وفهمت أنها (منهن)وودعتها هاربا مخافة أن تكون من حاملات مرض الايدز اللواتي يتسترن وراء
وجوههن البريئة.