مقاهٍ تتحايل على «البلدية» بالـــــــــــشيشة «البارسل»

مقاهٍ تتحايل على «البلدية» بالـــــــــــشيشة «البارسل»

ابتكر أصحاب مقاهٍ ومطاعم في دبي طريقة جديدة للتحايل على قوانين تنظيم التدخين التي فرضتها بلدية دبي بداية العام الجاري، باستحداث خدمة جديدة لتوصيل «الشيشة» إلى المنازل بدلاً من تناولها داخل المقهى، وتعرف هذه الخدمة الجديدة باسم «البارسل»، على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أن البلدية منحتهم مهلة لتعديل الأوضاع حتى نهاية العام، وقبل انتهاء المهلة فوجئوا بمفتشي البلدية يفرضون عليهم غرامات مالية، ما دفع بعضهم إلى التحايل على القانون عن طريق «البارسل».

ومن جانبه أكد مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع رقابة الصحة والسلامة والبيئة سالم مسمار أن هذه الطريقة مخالفة للقانون والبلدية ستتناولها بالدراسة من أجل وضع الحلول المناسبة لها.

وتفصيلاً قال أصحاب مقاهٍ ومطاعم في دبي إن قوانين تنظيم التدخين التي فرضتها بلدية دبي غامضة وغير واضحة، وعلى الرغم من عدم انتهاء المهلة بدأت البلدية بفرض الغرامات عليهم، الأمر الذي أدى إلى ظهور اساليب جديدة على المجتمع مثل شيشة «البارسل» أي خدمة توصيل الشيشة إلى المنازل بدلاً من تناولها داخل المقهى، إضافة إلى قيام آخرين باستغلال شققهم كأماكن لتجمّع المدخنين، بدلاً من المقاهي التي اوشكت على الإغلاق.

عدم الوضوح
وأشار صاحب مقهى الفنانين في دبي صدقي عبدالقادر إلى أنه فوجئ بمفتشي البلدية يخالفونه على تقديم الشيشة داخل المقهى، قبل انتهاء مهلة تعديل الأوضاع وفق الاشتراطات الجديدة، مؤكداً أن عدم وضوح قرار البلدية كبده خسائر مالية كبيرة.

وأوضح أن «المقهى الذي امتلكه يعد الأكبر والأقدم في دبي، ومساحة المطعم عندي لا تتعدى الـ10% من المساحة الكلية» مطالباً بتخصيص لجنة تتوجه إلى المقهى لتحــديد مدى مطــابقته للـشروط والقوانين، ثم تحدد الإجراءات تجاهه.

ووصف صدقي إجراءات البلدية بـ«التعجيزية» وأدت بدورها إلى كثرة الإقبال على شيشة «البارسل» بحيث يمر مدخنو الشيشة على المقهى للحصول على الشيشة مجهزة بنارها إلى منازلهم، وفي أحيان يذهب معهم العامل المختص بتوضــيبها، مشــيراً إلى أن تلــك الظـاهرة ستكون الحل في مواجهة قرارات البلدية، مطالباً مسؤولي البلدية بإعادة النظر في قرارات تنظيم التدخين في المقاهي، والتحلي بالمرونة في التطبيق، مؤكداً أن تطبيق تلك القرارات لا يتم بين يوم وليلة.

تجاهل التصريح
ومن جانبه أعرب صاحب مقهى ومطعم أبناء الصعايدة في دبي عمر المري عن استيائه تجاه الأسلوب الذي تتبعه البلدية في تطبيق قرارات منع التدخين، قائلاً إن «أحد مفتشي البلدية خالفني بغرامة 5000 درهم، على الرغم من وجود تصريح من دائرة التنمية الاقتصادية يسمح لي بتقديم الشيشة داخل المقهى، الأمر الذي تجاهله المفتش بحجة أن البلدية جهة، ودائرة التنمية الاقتصادية جهة أخرى».

ولفت المري إلى وقوع المفتشين في أخطاء أضرت بكثيرين من أصحاب المقاهي، حيث قام بعضهم بإنذار أصحاب مقاهٍ باستيفاء الشروط التخطيطية مؤكدين ضرورة توفير المساحة الكافية وفق الدليل الجديد، الأمر الذي نفذه كثيرون دون تردد وقام بعضهم بشراء محال مجاورة لضمها إلى المساحة الكلية للمقهى، وبعد عملية الشراء والتجهيز، حضر المفتش وأخبرهم بشرط آخر يمنعهم من تقديم الشيشة، وذهب ما تكبدوه من خسائر هباءً، ما دفعهم للتساؤل حول آلية تطبيق تلك القرارات، وعلى من تقع مسؤولية الخسائر التي سببها مفتشون بعدم إخبارهم بالاشتراطات كافة بدلاً من وقوع أكثرهم في تلك الخسائر.

التمديد مطلوب
وقال المري إن أوضاع أصحاب المقاهي في دبي تأثرت هي الأخرى بالأزمة المالية العالمية، ملمحاً إلى أن المهلة التي وضعتها البلدية لتعديل أوضاعهم غير كافية على الإطلاق، مطالباً بتمديدها.

وأشار إلى أن قرارات واشتراطات البلدية أيضاً يجب أن تراعي متطلبات السوق من حيث الالتزامات التي تقيد كل صاحب مقهى، ومراعاة ظروفهم المالية من حيث مطالبتهم بالتغيير الكامل والشامل داخل المقهى، الأمر الذي يتطلب أموالاً كثيرة.

وأشار إلى استغلال بعض الأشخاص قوانين البلدية لصالحهم، وتخصيص شققهم كأماكن لتجمع المدخنين، الأمر الذي تتبعه سلوكيات أخرى منافية للأخلاق والآداب العامة، من اختلاط النساء بالرجال، وغير ذلك، داعياً البلدية الى إعادة النظر في القانون بعدما ظهرت له من سلبيات قبل أن تتفاقم وتلقي بتبعاتها على المجتمع.

تعديل الأوضاع
وبدوره أوضح مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع رقابة الصحة والسلامة والبيئة أن البلدية منحت أصحاب المقاهي مهلة حتى نهاية العام الجاري لتعديل أوضاعها، في حين يتم مخالفة المحل الذي يحمل نشاط المطعم والمقهى معاً، مؤكداً أن المخالفة تأتي بعد إمهاله وإنذاره ولا تكون مفاجئة كما يزعم بعضهم.

وأشار مسمار إلى أن البلدية تراعي ظروف أصحاب تلك المحال وتعطي لهم المهلة التي يطلبونها، بعد التعهد بالالتزام بالشروط والمواصفات، وذلك حرصاً على إحداث نوع من التوازن في تنفـيذ القرارات. وقال إن الإنذار أبلغ للجميع سواء بشكل مباشر عن طريق المفتشين، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مشيراً إلى عدم منطقية وجود تلك المقاهي وسط المناطق السكنية، مطالباً أصحابها بالتقيد بالشروط والضوابط الموجودة في دليل التنظيم.

ولفت إلى أنه من خلال التطبيق التدريجي للقرارات خلال العام الجاري وجدت بعض الأمور يمكن أن يؤخذ في تطبيقها اعتبارات كثيرة لإحداث التوازن بين القرارات وأصحاب تلك المقاهي، مؤكداً ضرورة أخذ الموضوع بجدية تامة، لعدم تهاون البلدية في تطبيق قراراتها من أجل الوصول في النهاية لبيئة صحية وآمنة.

وحول ظهور بعض السلوكيات المتزامنة مع تطبيق إجراءات تنظيم التدخين، علق مسمار بأن «الناس تفكر وتبدع من أجل الحفاظ على مكاسبها، مشيراً أنه لا يحبذ ولا يشجع مثل هذه السلوكيات» لافتاً إلى أن البلدية ستبدأ في دراسة هذه الظاهرة من أجل وضع الحلول المناسبة لها.

يشار إلى أن بلدية دبي كانت أعلنت عن ثلاث مراحل لتنظيم التدخين في دبي تبدأ المرحلة الأولى بتنظيمه في مراكز التسوق، والثانية تشمل الفنادق والنزل، فيما تشمل المرحلة الثالثة المطاعم والمقاهي، بما فيها الأماكن التي تقدم الشيشة.

وأوضحت أن التنظيم يهدف إلى وضع شروط تخطيطية تتعلق بالمساحات الكافية للسماح بتخصيص أماكن للمدخنين، وشروط صحية تتعلق بمدى الالتزام بتطبيق معايير السلامة العامة في تلك الأماكن.

شروط ومواصفات
وضعت بلدية دبي شروطاً ومواصفات خاصة لتنظيم عملية التدخين في الأماكن العامة ومراكز التسوق منها أن يمنع التدخين إطلاقاً داخل أي مطعم تقل مساحته عن 1000 قدم مربعة ومنعه بشكل تام في المداخل، الممرات، المصاعد والسلالم المتحركة، المرافق الصحية، صالات الألعاب الترفيهية، المكاتب، دور العرض السينمائية، قاعات الاجتماعات والمؤتمرات، والمستودعات الخاصة بمراكز التسوق، وقاعات الطعام، وأماكن الصلاة والوضوء، وأماكن وجود الموظفين، وغرف الاستراحات.

كما أنه من الضروري ألاّ تزيد الأماكن المخصصة للتدخين في المطاعم على 50% مقارنة بصالات الطعام، مع ضرورة تصميمها بمواصفات خاصة بحيث لا يسمح لغير المدخنين بالمرور عبر القاعات المخصصة للمدخنين، إنما يكون العكس. وحددت البلدية معدلاً لوجود الأشخاص داخل الأماكن المخصصة للتدخين، بحيث يكون لكل شخص مساحة 20 قدماً مربعة منعاً لحدوث أي ازدحام داخل المكان، ومراعاة للجانب الصحي في المكان والذي يبدأ من الناحية الهندسية، حيث يتم ضبط ضغط الهواء داخل أماكن غير المدخنين ليكون أعلى بنسبة ما يعادل 5-7 درجات حتى يتم تدفق الهواء من قاعات غير المدخنين إلى قاعات المدخنين، مع طرد الهواء بشكل كامل إلى الخارج، وأن تكون الأبواب ذاتية الإغلاق، مع فصل أماكن تحضير الشيشة عن أماكن تحضير الطعام.

المصدر:امارات اليوم

مشكور مستر هانى

مقاهٍ تتحايل على «البلدية» بالـــــــــــشيشة «البارسل» 176407

مقاهٍ تتحايل على «البلدية» بالـــــــــــشيشة «البارسل» 418989